newsأسرار المدن

هذه هي النقاط التي تؤخّر اتفاق حزب الله- النصرة

منير الربيعالثلاثاء 2017/08/01
7.jpg
العملية ستمتد على أكثر من عشر ساعات (علي علوش)
حجم الخط
مشاركة عبر

منذ ليل الأحد، وتحديداً بعد اتمام عملية تبادل الجثامين بين حزب الله وجبهة النصرة برعاية الأمن العام اللبناني، كان ثمة إشارات تفيد بأن هناك إمكانية إلى تأجيل عملية إنتقال المسلحين والمدنيين من عرسال إلى إدلب. كانت الشكوك تتمحور حول الترتيبات اللوجستية، وصعوبة اتمامها، نظراً إلى الأعداد الكبيرة التي أرادت الإنتقال إلى شمال سوريا. بعض المصادر القريبة من حزب الله كانت تتوقع أن تطول فترة البدء بالإنتقال إلى صباح الثلاثاء أو حتى أكثر من ذلك، نظراً إلى الصعوبات، رغم إعلان الإعلام الحربي أن المرحلة الثانية ستبدأ صباح الاثنين.

وصلت الحافلات مساء الأحد إلى فليطة، ظهر الاثنين توجّهت إلى وادي حميد، وبعضها دخل عرسال، لكنها عادت بدون اصطحاب أحد من المدنيين والمسلّحين. كانت الأجواء توحي بأن الصعوبات اللوجستية هي التي تحول دون بدء عملية الإنتقال، إذ تؤكد مصادر قريبة من الحزب لـ"المدن" أن لا عوائق أساسية أو سياسية أو أي خلافات ذات أبعاد تتسبب بهذا التأخير، إنما هناك بعض الأمور التقنية واللوجستية، نظراً إلى صعوبة المنطقة ووعورتها، وصعوبة إنتقال الباصات فيها، وكثرة أعداد الراغبين بالمغادرة. وتشير المصادر إلى أن الحزب استصلح إحدى الطرق التي تؤدي من جرود عرسال إلى فليطة لتسهيل مرور هذه الباصات.

ومما قالته المصادر أن عملية الإنتقال ستمتد على أكثر من عشر ساعات، بسبب الأعداد والطريق التي ستسلكها القافلة. بمعنى أنه إذا ما بدأت العملية منتصف ليل الاثنين، فإن عملية مغادرة المسلحين والمدنيين ستستمر إلى ظهر الثلاثاء. والأمر نفسه إذا ما تأجل بدء العملية. وهذا بسبب الاجراءات الروتينية التي يقوم بها الأمن العام لتسجيل أسماء المغادرين. وهو ما ينطبق على النظام السوري الذي يريد التأكد من هويات الذاهبين إلى هناك.

في المقابل، تعتبر مصادر أخرى متابعة أن النصرة غالباً ما تلجأ إلى هذا الأسلوب في اللحظات الأخيرة من كل مفاوضات، إذ تسعى إلى إنتهاز أي فرصة للعرقلة والإطالة، وذلك لتأكيد أنها مازالت قادرة على المناورة. وقد ظهر ذلك من خلال الرسائل التي كان أبو مالك التلّي يعمل على إيصالها أو تعميمها، على أشكال تحذيرات إلى الحزب من الإخلال ببنود الإتفاق، لأن ذلك قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، وسيؤدي إلى قتل الأسرى الثمانية لدى الجبهة.

إلى المعوقات اللوجستية، ثمة من يشير إلى معوقات سياسية وعسكرية حالت دون البدء بهذه العملية وتأجيلها. وتشير هذه المصادر إلى أنه حين اقترح حزب الله والجانب اللبناني مسألة تجزئة مغادرة المدنيين والمسلحين على خمس مراحل، لتسهيل عملية الإنتقال وتخفيف الضغط، قابلت النصرة ذلك بشرط مضاد، وهو أنها لن تسلّم أسرى حزب الله دفعة واحدة، بل ستوزعهم على المراحل الخمس، بحيث تطلق سراح كل أسير وتسلّمه للحزب في حلب وتحديداً عند معبر الراموسة، لدى وصول كل دفعة من المدنيين والمسلّحين، على أن تصطحب معها الأسرى الثلاثة الذين اسرتهم يوم الخميس الماضي في جرود عرسال، وتسلّمهم هناك. فيما طالب الحزب أن تسلّمهم النصرة قبل مغادرة أول قافلة. وفي حال حصول عملية الإنتقال على دفعة واحدة، فإن النصرة تشترط تسليم أسرى حزب الله بشكل متقطع، لدى عبور القافلة مناطق محددة، والبدء بالدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها أو سيطرة المعارضة. كما أنها تعارض أن يتم توقيف القفالة على حواجز الجيش السوري، لاجراء عمليات تفتيش وتدقيق روتينية للمغادرين.


ومن بين الشروط التي يعتبرها البعض أنها أخّرت انجاز الاتفاق وتطبيقه، هي المعلومات التي تحدثت عن طلب النصرة بإخراج عدد من الموقوفين غير المحكومين في سجن رومية، الامر الذي رفضه الجانب اللبناني، لكن النصرة تمسكت بمطلبها وقدّمت تنازلاً لناحية المطالبة بإطلاق أربعة موقوفين، ثلاثة سوريين هم "عبيد الله. ز"، "علي ل" و"عبد الغني ش" أما اللبناني فهو "عبد الرحمن ح".


كذلك، فمن بين البنود المختلف عليها والتي تحتاج إلى تسوية وإتفاق، هي مسألة الطريق، إذ برزت معلومات تفيد بأن النصرة ترفض الإنتقال من جرود عرسال إلى فليطة ومنها إلى الأوتستراد الدولي في اتجاه حمص وصولاً إلى إدلب، وتطالب بطريق أخرى، من دون الإفصاح عنها. وهنا تعتبر المصادر أن النصرة تلمّح إلى سلوك الطريق الجردية من عرسال إلى راس بعلبك إلى القاع فجوسيه، باتجاه حمص، ومن هناك إلى قلعة المضيق فإدلب. ولدى سؤال المصادر عن السبب، تجيب بأن لا أهمية لذلك، إنما النصرة تريد وضع الشروط لكسب الوقت.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث