newsأسرار المدن

الجيش يهاجم في جرود عرسال: إبعاد داعش

منير الربيعالأحد 2017/06/04
لاجئون سوريون في عرسال.jpg
يسعى الجيش لمنع استخدام داعش اللاجئين دروعاً بشرية (Getty)
حجم الخط
مشاركة عبر

يكثّف الجيش اللبناني عمليات قصفه واستهدافه المسلّحين في جرود السلسلة الشرقية، بموازاة استمراره في حربه الإستباقية على الإرهاب عبر تفكيك شبكاته في لبنان. يعزز الجيش مواقعه ومراكزه في الجرود. ووفق معلومات متوافرة لـ"المدن" فإن الجيش مصرّ على قطع حركة مسلحي تنظيم داعش بشكل كامل في الجرود، وتحصين مواقعه في نقاط متقدمة، لمنع التنظيم من التفكير في الإقتراب مجدداً نحو الأراضي اللبنانية، وتحقيق اخترق في عرسال، والوصول إلى مخيمات اللاجئين كي لا يستخدم المدنيين دروعاً بشرية. وهذا ما حاول التنظيم فعله في الأسبوع الماضي حين حاول شن هجوم على مواقع لفصائل معارضة أخرى بغية السيطرة عليها والدخول إلى مخيم وادي حميد.

يتحسب الجيش لإمكانية هروب عناصر من التنظيم من البادية السورية أو من ريف حمص لجهة تدمر، في اتجاه الجرود اللبنانية السورية، إذا ما ضاق الخناق عليه في معارك الرقة ودير الزور، وحينها قد يلجأ التنظيم إلى شن عمليات في لبنان، أو في مناطق قريبة من القرى الحدودية اللبنانية، لتعويض الخسائر التي سيتعرض لها في شرق سوريا، وفي محاولة منه لفتح خط آمن إلى عرسال للاحتماء بين مدنييها.

وهذا ما يعمل الجيش على مواجهته، ومنع حدوثه، ويستند في ذلك إلى تقديراته العسكرية، والاعترافات التي يحصل عليها من العديد من الموقوفين الذين قبض عليهم وأقروا بأنهم مرتبطون بالتنظيم، وكانوا يخططون لشن عمليات في لبنان. وهنا، تلفت مصادر متابعة لـ"المدن" إلى أن الجيش يستعد لشن ضربة عسكرية إستباقية ضد التنظيم. علماً أنه لا يريدها أن تكون معركة مباشرة، أو مواجهة عسكرية مباشرة مع عناصر التنظيم، بل يريد الجيش التقدم نحو بعض النقاط التي يحتاج إلى السيطرة عليها. ومن أبرز هذه النقاط، المنطقة الواقعة في آخر الحدود الشمالية لجرود عرسال، حيث الوجود الأساسي لتنظيم داعش، بقيادة موفق أبو السوس القصيراوي. وتؤكد المعلومات أن الجيش ألغى إجازات العسكريين والضباط في تلك المنطقة، تحضيراً لهذا الهجوم الذي يريد أن يشنّه. ولم يحسم بعد موعد ذلك الهجوم، إن كان سيحصل خلال الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين، أم بعد شهر رمضان. لكن، لا شك بحسب المصادر أن الاشتباكات التي اندلعت بين داعش والمجموعات الأخرى الأسبوع الفائت أدت إلى تأخير تلك العملية.

يريد الجيش التقدم لاستحداث نقاط ومواقع جديدة على بعض التلال المشرفة والكاشفة في الجرود، وذلك بهدف السيطرة على تحركات المسلحين بالنار. والمعروف أن هذه المنطقة هي عبارة عن أرض واسعة، فيها بعض التضاريس، التي تسمح للمسلحين التحرك بالخفاء، بعيداً من رصد الجيش، ولكنها تعتبر منطقة إشتباك دائم، لأن معظم تحركات المجموعات المسلحة، تنطلق من تلك النقطة، وهي المنطقة التي يستهدفها الجيش عادة في عمليات القصف، المركز على مراكزهم وتحركاتهم.

النظرية العسكرية التي ينطلق الجيش منها، لشن الضربة، تفيد بأنه إذا لم يكن هناك مسعى للسيطرة الميدانية على النقاط، والدخول في معركة مواجهة، يجب البحث عن نقاط لكشف ضهر عناصر التنظيم وآلية تحركاتهم. وهذه النقطة تعتبر نقطة قوة لمصلحة الجيش إذا ما سيطر عليها، وستكون نقطة ضعف ضد تنظيم داعش، خصوصاً أن المواقع المتقدمة التي استحدثها الجيش سابقاً، أصبحت على مواجهة مباشرة مع داعش.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث