الجمعة 2016/05/27

آخر تحديث: 08:25 (بيروت)

عكار المتنوعة: معارك أحجام

الجمعة 2016/05/27
عكار المتنوعة: معارك أحجام
توازنات مسيحية قيد الإختبار
increase حجم الخط decrease

للمرة الأولى تنطلق العملية الانتخابية في عكار (260 ألف ناخب) بعدما باتت محافظة. مخاض عسير سبق ولادتها على مدار عقود، وتشكل الانتخابات البلدية والإختيارية فيها احتباراً أولياً إدارياً، خصوصاً أن ترتيب المحافظة الوليدة ما زال دونه كثير من الإجراءات والتحديات الضرورية، لاسيما تحقيق حلم إنشاء أقضية وسط التقسيمات الجغرافية المتعارف عليها (الجومة، الشفت، الدريب، السهل والقيطع).

تصبغ في الشكل معركة عكار بصبغة إنمائية إدارية صرفة. لكن، إذا كان المستوى الإداري والحرمان المزمن يسبغانها بهذه الصبغة، فإن المضمون والتنوع الديموغرافي ينقلان المعركة، في بعض البلدات، إلى اختبار جدي للقوى السياسية الحاضرة في المنطقة.

عكار من أكثر المناطق اللبنانية تنوعاً طائفياً وسياسياً. وتشير إلى وجود ما يناهز 150 ألف صوت سني، وما يفوق 30 ألف صوت ماروني، ونحو 40 ألف صوت أرثوذكسي، إضافة إلى نحو 10 آلاف صوت علوي. وقد التزم الأهالي إبان الحرب الأهلية اللبنانية، وبعدها، بشعار العيش المشترك. وهي من المناطق التي لم تشهد صراعاً طائفياً أو تهجيراً.

في المحافظة الوليدة، تحضر التيارات والأحزاب الرئيسية من دون استثناء. على الساحة السنية، يسيطر تيار "المستقبل"، مع حضور وازن للتيارات الإسلامية وخصوصاً "الجماعة الإسلامية" والنائب خالد الضاهر، إضافة إلى شخصيات عكارية أبرزها النائب السابق وجيه البعريني.

ببنين.. كبرى المعارك
تجنبت معظم البلدات، التي تشكل فيها الطائفة السنية أغلبية، المعارك السياسية الطاحنة. أغلبها يشهد الأحد معارك عائلية أو عشائرية، بعدما حيد تيار "المستقبل" نفسه عن الإنقسامات، وبعدما تجنب إحدى أشرس المعارك في بلدة فنيدق (أكثر من 10 آلاف صوت سني) حيث حصل توافق مع البعريني، خصوصاً أن البلدة تشهد توترات سياسية– عائلية.

وفي ببنين، كبرى البلدات السنية، والبلدية الوحيدة في عكار التي تضم 21 عضواً. تبدو المعركة أكثر شراسة، لتحديد موازين القوى، خصوصاً أن البلدة مسقط رأس العديد من قيادات المحافظة، ومنهم الضاهر والنائب السابق في كتلة "المستقبل" مصطفى هاشم، الذي يمني النفس بعودة قريبة إلى المجلس النيابي، ومفتي عكار السابق أسامة الرفاعي، والقيادي في "المستقبل" حسين المصري.

لم يعلن أحد من هذه القيادات، رسمياً، دعمه إحدى اللوائح الثلاث المتنافسة (الأولى برئاسة رئيس البلدية الحالي كفاح الكسار، والثانية برئاسة المحامي مأمون المصري، والثالثة برئاسة محمد الرفاعي)، بإستثناء "الجماعة الإسلامية" التي تقف خلف لائحة الكسار. لكن في البلدة ثمة من يتحدث عن معركة أحجام تدور في الخفاء، ويحاول كل طرف تأكيد حضوره ووزنه في البلدة.

توازنات مسيحية
غياب الحماوة السياسية في أغلبية القرى السنية، تلاقيه حالة مشابه في القرى العلوية (أبرزها حنيدر وتلبيرة). لكن المشهد ينقلب رأساً على عقب في القرى والبلدات المسيحية، في ظل محاولة أطراف عدة تأكيد حضورها، والتمهيد لرسم مشهد سياسي في المنطقة.

في القرى المسيحية يبدو حضور "التيار الوطني الحر" الأقوى. يستند في هذا الحضور إلى خلفية رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون العسكرية، وإلى أن المحافظة تعتبر خزان الجيش اللبناني، وكثر من المتقاعدين فيها قاتلوا سابقاً إلى جانبه.

لا يعني حضور "التيار" أنه القوة الأكثر ترجيحاً في القرى والبلدات المسيحية، التي تضم قيادات وزعامات محلية وأكبر من حدود القضاء، ولا سيما نائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس، والنائب السابق مخايل الضاهر، والنائب الحالي هادي حبيش، والنائب السابق كريم الراسي، وإن كانت هذه الأسماء حاضرة زعامتياً، إلا أن بعض الأسماء الأخرى، مثل الوزير السابق يعقوب الصراف، تحاول أن تجدأ لها مكاناً.

القبيات.. جمع الأضداد
أشرس المعارك مارونياً، في القبيات (كبرى البلدات المارونية وتضم نحو 10 آلاف صوت). فاجأ حبيش الجميع في التحالف مع غريمه مخايل الضاهر، ضمن لائحة "القبيات بتقرر"، في تكرار واضح لمعركة دير القمر التي توحد فيها النائب دوري شمعون والنائب السابق ناجي البستاني، رغم التباعد السياسي، لمواجهة ثنائي معراب.

رحبة.. حيثية عصام فارس
ما ينطبق على كبرى البلدات المارونية، يسري على رحبة، كبرى البلدات الأرثوذكسية التي تضم نحو 10 آلاف ناخب. ووإذا كانت المعركة في القبيات مواجهة ثنائية، فإن الصورة في رحبة أشرس وأكثر تنوعاً، في ظل حضور عدد كبير من القوى السياسية، أبرزها فارس، "التيار"، "الكتائب"، النائب السابق في تيار "المستقبل" عبد الله حنا، إضافة الى حضور يساري وزان، والبلدة مسقط رأس الأمين العام لـ"الحزب الشيوعي" حنا غريب، ونقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض.

وفق هذا المشهد تتنافس في البلدة "لائحة رحبة" برئاسة مدير أعمال فارس في لبنان، رئيس اتّحاد بلديّات الجومة سجيع عطية، مدعوماً من "الوطني الحر" و"الكتائب"، ولائحة "المصالجة والانماء" برئاسة فادي بربر، المدعوم من غريب واليساريين في البلدة.

خلافات "الوطني الحر"
إذا كانت الأنظار تتركز على رحبة والقبيات، إلا أن ذلك لا يمنع رصد بعض التوزانات، خصوصاً أن منيارة (4 آلاف ناخب أرثوذكسي) ستشكل محطة مهمة لرصد تصدعات "الوطني الحر"، بعد تصدعات بيروت والمتن وجزين، وسط دعم الوزير السابق يعقوب الصراف إحدى اللائحتين، ما يعد وفق مصادر عكارية محاولة لتوجيه رسالة إلى التيار، بعدما حاول أن ينشط في صفوفه، لكنه حيد لاحقاً.

وفي مقابل اختبار حضور القيادي في التيار جمي جبور، حيّد تفاهم معراب القيادي "القواتي" وهبي قاطيشا، خصوصاً أن الحضور "القواتي" في المحافظة ضعيف، وباتت البلدات التي تتمتع فيها بحضور خجول في دائرة التنافس العائلي، أو تحت راية التيار.

حضور "المردة"
وفي التوازنات أيضاً، تبدو معركة النائب السابق كريم الراسي (مقرب من تيار "المردة") الأسهل، في بلدته الشيخ طابا (1500 ناخب من الطائفة الأرثوذكسية) عبر لائحة "إنماء الشيخ طابا"، المدعومة من "الحزب الشيوعي" و"المستقبل"، أحد وجهاء البلدة الشيخ فوزي شلهوب.

معركة الراسي في الشيخ طابا، التي يقف خلفها تيار "المردة" لإثبات حيثيته، انتقلت بحماوة لافتة إلى حلبا، عاصمة المحافظة، التي تتنافس فيها ثلاث لوائح بصبغة عائلية شكلاً، إحداها برئاسة رئيس البلدية الحالي سعيد الحلبي، والثانية برئاسة رئيس البلدية السابق عبد الحميد الحلبي، والثالثة برئاسة رجل الأعمال محمد الزعبي.

لكن الواضح في حلبا أن التقارب بين "المستقبل" و"المردة" انعكس دعماً للائحة عبد الحميد حلبي، عبر النائبين هادي حبيش ورياض رحال، فيما يدعم سعيد الحلبي النائب السابق مخايل الضاهر والنائب خالد الضاهر و"الحزب الشيوعي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها