ايرولت: إعادة البحث في الهبة السعودية

دعوة جديدة تلقاها الرئيس ميشال عون. تسلّمها هذه المرة من وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت، الذي هنأه على انتخابه، وأكد وقوف فرنسا إلى جانب لبنان والإلتزام بدعمه سياسياً واقتصادياً وأمنياً، مع دعوة إلى إبعاده عن الصراع السوري.

على جدول أعمال الوزير الفرنسي، مسألة تفعيل مجموعة الدعم الدولية للبنان، بالإضافة إلى تقديم مزيد من المساعدات والعمل على معالجة أزمة اللاجئين. والأهم هو قول رأس الديبلوماسية الفرنسية للمسؤولين اللبنانيين إنه سيزور الرياض قريباً لأجل إعادة البحث في الهبة السعودية المقدمة للجيش وتفعيلها من جديد.

اللقاء مع عون كان إيجابياً، وفق مصادر بعبدا. وقد أثنى إيرولت على مواقف عون بعيد انتخابه منذ خطاب القسم، آملاً أن يلتزم به اللبنانيون للحفاظ على بلدهم، والاستثمار في الإيجابية التي تشهدها البلاد منذ نجاح التسوية الرئاسية، ومراكمة الجهود السياسية لملاقاة الجهود الأمنية التي بذلتها الأجهزة اللبنانية في إطار الامن الاستباقي ضد الشبكات الإرهابية. وكشف عن استعداد فرنسا لتقديم مزيد من الدعم للأجهزة الأمنية والعسكرية.

وقد رحب عون بالدعوة التي وجّهت إليه، مؤكداً أنه سيلبيها، ولكن بعد زيارات سيجريها إلى عدد من الدول العربية. أما في ما يتعلق باللاجئين، فقال عون للضيف إن الحلّ الوحيد لهذه الأزمة هو إنجاز الحلّ السياسي للأزمة السورية وعودة اللاجئين إلى أراضيهم. وبذلك، تخف الأعباء التي يرزح تحتها لبنان جراء هذه الأزمة.

وشدد الوزير الفرنسي، خلال اللقاء مع الرئيس سعد الحريري في السراي الحكومي، على وجوب عقد مؤتمر دعم لبنان، أو ما يشبه باريس 3 خلال فترة قصيرة. وتشير مصادر متابعة إلى أن الرئيس فرنسوا هولاند يريد إنجاز هذا المؤتمر قبل مغادرته الإليزيه، على أن يكون هذا المؤتمر سياسياً واجتماعياً، ولاسيما في ما يتعلق بأزمة النزوح. وبعد اللقاء أعلن ايرولت أن بلاده "ستواصل مساعدة لبنان، في مواجهة المصاعب المحدقة به، على الصعيد الاقتصادي وفي ما يخص اللاجئين السوريين. وسنعمل كل ما في وسعنا كي يبقى لبنان خارج النزاع السوري والبقاء إلى جانبه في محاربة الارهاب".

وخلال جولة اللقاءات لازمت ايرولت عبارة كررها لدى كل من التقى بهم، وهي ضرورة تحسين لبنان علاقته مع الدول العربية وخصوصاً الخليج وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، كذلك مع إيران، لأن فرنسا ستلعب دور المسهل في الأزمات. ويختصر أيرولت زيارته لبنان بأن "الشمس تشرق مجدداً على لبنان. وهذا مؤشر إيجابي ويدعو إلى التفاؤل".