newsأسرار المدن

الإيجابية السعودية: الهبة مقرونة بتأليف الحكومة

منير الربيعالاثنين 2016/11/21
GI8B3004.jpg
السعودية ستعلن الاستعداد لدعم المؤسسات اللبنانية (علي علوش)
حجم الخط
مشاركة عبر

ليس عادياً أن ترسل المملكة العربية السعودية موفداً لها قبل إنجاز التسوية الرئاسية بساعات قليلة، وأن تعيد إيفاد ممثلين بعد انتخاب الرئيس بأيام. الأكيد، أن حراكاً سياسياً جديداً تبدأه السعودية مع لبنان بعد مرحلة من الفتور. وفيما كانت زيارة الوزير ثامر السبهان قبيل جلسة 31 تشرين الأول تشاورية وانفتاحية على الأفرقاء كافة، فإن زيارة السبهان الآن برفقة أمير مكة خالد الفيصل، لها برنامجها وأهدافها. فمستشار العاهل السعودي ومبعوثه سيلتقيان الرئيس ميشال عون والرؤساء نبيه بري، تمام سلام وسعد الحريري. وهما ينقلان إلى عون دعوة رسمية إلى الرياض، بعدما كان أبلغ إلى السبهان، في زيارته السابقة، ترحيبه بالدعوة.

تضع مصادر ديبلوماسية توقيت الزيارة السعودية بالتزامن مع عيد الإستقلال، في سياق الحرص السعودي على إستقلال لبنان وضرورة تحييده عن سياسة المحاور، وإبعاده عن الإنخراط في صراع المنطقة.

وستركّز الزيارة على ضرورة حفاظ لبنان على علاقته بدول الخليج وعمقه العربي، وعدم تركه ساحة مفتوحة للطموحات الإيرانية. والأهم أن ذلك سيكون من خلال القنوات والمؤسسات الرسمية. وتقول المصادر لـ"المدن" إن الوفد السعودي سيؤكد لعون وللجميع، أنه سيتعاطى مع العهد الجديد بإيجابية إلى أقصى الحدود، وبأنه سيتعامل مع لبنان من دولة إلى دولة، وليس بالطريقة التي تتعامل فيها إيران مع الدول العربية، عبر أحزاب وميليشيات. وهذا ما قد يحمل رسالة إلى أن الدعم السعودي سينصب على المؤسسات الرسمية لا على الجماعات أو التيارات.

لكن، لماذا يعود هذا الحراك الإيجابي السعودي الآن تجاه لبنان؟

عملياً الأوضاع في العالم تتغير، والجميع يترقب مرحلة ما بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. ولبنان لا ينفصل عما يجري في المنطقة، وتحديداً سوريا واليمن. وإذا كانت الهدنة في اليمن ستبقى سارية، فهي تنعكس بشكل أو بآخر على لبنان. وبالتالي، فإن السعودية من خلال هذا الانفتاح تحفظ لبنان الرسمي ساحة صديقة لها بمعزل عن موقف بعض الأفرقاء، كما تستثمر في وصول حليفها الوثيق إلى رئاسة الحكومة، وهمّها الأساسي أن تكون مؤسسات الدولة منتجة وفاعلة، لأنها وحدها كفيلة بالإصطدام مع التمدد الإيراني عبر الميليشيات والتنظيمات غير الشرعية.

يأتي ذلك بعد مراجعة لطريقة التعاطي السابقة مع لبنان، خصوصاً أن السعودية شهدت في الفترة الماضية تنامي الكلام عن الغاية من تقديم الدعم للبنان أو لبعض الجماعات اللبنانية، من دون أن تحصل السعودية على المكاسب المطلوبة سياسياً. وعليه، فإن التركيز سيكون من خلال دعم المؤسسات الرسمية، والتي قد يبدأ أولها بإعادة العمل بالهبة السعودية للجيش اللبناني. وهذا، وفق المصادر، ما سيبلغه الفيصل لعون. وتعتبر المصادر أن القرار يحتاج إلى بعض الوقت، وإلى أن يزور عون المملكة.

وستركز الرسالة السعودية على أن الدعم للبنان سيبدأ بعد تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري، وسيتنامى بشكل تدريجي بناء على السياسة التي سيتّبعها العهد. وتكشف المصادر أن عون سيطلب من الموفد الملكي السعودي تعيّين سفير خلفاً لعلي عواض العسيري. وتتوقع المصادر أن يحصل ذلك قبل نهاية السنة.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث