newsأسرار المدن

عون وحزب الله.. انتهى زمن الدلال

منير الربيعالجمعة 2016/08/26
4.jpg
اعتقد العونيون أن ترشيح جعجع عون فتح الطريق إلى بعبدا (المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر

ليست المرّة الأولى التي تفترق فيها مواقف النائب ميشال عون عن مواقف حزب الله. يبدو التباعد سمة المرحلة بينهما منذ فترة ليست قصيرة. يولي الحزب أهمية إستثنائية لعلاقته بالجنرال، وقد عمّق هذه العلاقة مع التيار الوطني الحرّ من خلال توطيدها مع رئيسه جبران باسيل، لكنّ أيضاً في غمرة التشنّج المذهبي فإن أكثر ما يهمّ الحزب هو العلاقة مع تيار المستقبل، أي التيار السني، بوجه الجماعات المتطرّفة، وفي ضوء التطورات في المنطقة.

يتمدد الشعور في السخط لدى بيئة التيار. أصوات تتعالى باعتبار أن التحالف الإستراتيجي مع الحزب لم يحقق للتيار أي أمر إستراتيجي، خصوصاً رئاسة الجمهورية. منذ الثامن عشر من كانون الثاني تاريخ تبني القوات اللبنانية ترشيح عون إلى الرئاسة، ظنّ العونيون أنهم سيمسكون بزمام الأمور من كل أطرافها، لكن ظنّهم خاب. تتفجّر أزمة الثقة بين عناصر من التيار والحزب مجدداً، مع الأزمة الحكومية، وعدم مجاراة حزب الله التيار في مقاطعة جلسة الحكومة على خلفية التمديد لقائد الجيش. ومعها يفتح العونيون الدفاتر كلّها.

بعض المتحمّسين يعتبرون أن الحزب يتظلّل بهم للحصول على الغطاء المسيحي في مشاريعه الإقليمية. وبالتالي، لا بد من التصعيد بوجهه أو التلويح له بإمكانية فسخ التحالف لعلّه يعيد الإعتبار لحلفائه. هذا المنطق المتحمّس لا يستقيم لدى الرابية التي تفضّل التعاطي بهدوء وبراغماتية مع الواقع، رغم الإنزعاج الذي تسجّله.

في التمديدين لمجلس النواب، والمرتين السابقتين للتمديد لقائد الجيش، اعتبر الوطني الحرّ أنه خذل من حلفائه. واليوم يشعر بالسخط نفسه. لكن ليس باليد حيلة. منذ ترشيح تيار المستقبل النائب سليمان فرنجية، ويشعر عون بشيء من الغبن في تعاطي الحزب مع المسألة. وكان يفضّل أن يصف الحزب رئيس تيار المردة بالخائن كما وصفه هو، لا أن يضعه السيد حسن نصرالله في مصاف الجنرال حين استخدم عبارة "عون عين، وفرنجية عين".

أما عن إصرار الحزب على ترشيح عون للرئاسة، فيعتبر العونيون أن الحزب لم يقم بكل ما لديه لانتخاب عون رئيساً، بل كان يجب الضغط على فرنجية للإنسحاب والضغط على الرئيس نبيه برّي والمستقبل للقبول بالجنرال. وطالما أن ذلك لم يحصل، يعني أن الحزب غير متحمّس حالياً لترئيس الجنرال. هذه الأسئلة كلّها تجيب عنها قيادة الوطني الحر بأن الوضع يحتاج إلى رويّة وبأن يدخل الحزب في حوار مع المستقبل لأجل إنجاز الإستحقاق الرئاسي.

هذا الكلام يأتي رداً على المواقف التي يطلقها البعض، ومفادها أن الحزب يفضّل العلاقة مع المستقبل على العلاقة مع التيار. الأمر الذي ترفضه القيادة معتبرة أن التسوية المثلى تتجلى في أن يكون الأفرقاء الثلاثة هم "سيبة" كل التسويات.

وبمعزل عن هذه التفاصيل، فالأكيد من خلال ما يبدو واقعاً على الأرض أن مرحلة الدلال التي عاشها عون بفضل حزب الله انتهت منذ فترة وليس الآن. والعلاقة الحالية هي ما بين الزواج غير الماروني والمساكنة. بمعنى أن الحزب يحافظ على العلاقة بعون بالخطوط العريضة، ولكن حين تختلف التوجهات فإن ما يريده الحزب أو ما يقرره هو الذي يمشي، خصوصاً أن الوضع بالنسبة إلى الحزب لا يسمح للترف والتعطيل، لا محلياً ولا في المعركة الإقليمية الكبرى.

وإذا كانت مرحلة الدلال انتهت، فأن ذلك لا يعني نهاية العلاقة، إذ إن الحزب بحاجة دائمة إلى عون، وهو كذلك، لا يمكنه خلع حزب الله، خصوصاً في هذا الظرف الذي يتقارب فيه الحزب مع تيار المستقبل، لأنه يعتبر أن أي تقارب في حال خروجه عن هذا التحالف سيقضي على كل حظوظه وقوته. وهذا، لا ينفصل عن الحوار "السرّي" بين الحزب والمستقبل، الذي يرعاه الرئيس نبيه برّي. وتفيد مصادر لـ"المدن" أن الحريري طلب من برّي ضمانة في حال انتخاب عون، فردّ الحزب بضمانة انتخاب الحريري رئيساً للحكومة، على أن تبقى الأمور الأخرى خاضعة للنقاش. وعليه ينتظر الحزب الآن جواب الحريري، حتى أن الشيخ نعيم قاسم في إحدى الجلسات اعتبر أنه على الحريري أن يحسم أمره. هذا ما يترك التيار الوطني الحرّ معلّقاً في التحالف لعلّه يحقق ما يريده بفضل حزب الله. أما بعد فشل التسوية فقد يكون حديث آخر.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث