newsأسرار المدن

القلمون: الجيش يتقدم و"داعش" يتراجع والفصائل تخطط

منير الربيعالأربعاء 2016/07/20
المعارضة في القلمون.jpg
الجيش يزرع ألغاماً على الطرق التي يسلكها مسلحو "داعش"
حجم الخط
مشاركة عبر
قليلة هي الأخبار التي تصل من القلمون السوري، نسبة إلى الأحداث الصامتة التي تجري هناك. بعض التقسيمات المعتادة هناك تسقط في هذه المرحلة. المتعارف عليه في التقسيم هو ما يسمى تاريخياً القلمون الشرقي والقلمون الغربي. متغيرات عسكرية عديدة تفرض تسميات أخرى، وتقسم القلمون إلى ثلاثة أقسام إنسجاماً مع الأمر الواقع العسكري.


بالنسبة إلى المجموعات المسلّحة هناك، يصير القلمون ثلاث مناطق. المنطقة الأولى، الشمالية التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، وهي من جرود قارة إلى الجرود المقابلة للقاع ورأس بعلبك. الثانية، الجرود العميقة التي تعتبر إستراتيجية وهي المنطقة التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" وفصائل أخرى، وتمتد على مساحات جردية واسعة، بين جرود عرسال والزمراني وجرود الجبة والجريجير وفليطا ورأس المعرة. فيما المنطقة الثالثة هي قطاع رنكوس، الذي تسيطر عليه أيضاً "النصرة" وفصائل معارضة أخرى، مع غياب أي وجود لتنظيم "داعش".

الفاصل بين تلك المناطق في جرود القلمون، هو نقاط "حزب الله" وحواجزه في الجبة وجرود عسال الورد. عملياً، يزداد التنسيق بين الفصائل المعارضة في تلك المنطقة، وفق ما يقول قيادي ميداني لـ"المدن". وتعمل فصائل القطاع الثاني على تشكيل غرفة عمليات مشتركة. وستتوحد تلك الفصائل في إطارين تنظيميين: "النصرة" و"تجمع أحرار القلمون" الذي سيضم عدداً من فصائل "الجيش الحر". ويؤكد القيادي أن المساعي هي للتوجه إلى القلمون الغربي أو إلى بعض قرى القلمون، وتوجيه ضربات ضد الحزب والجيش السوري في بعض القرى. ويقول: "وجهتنا الوحيدة هي قرانا، بعكس تنظيم داعش الذي يريد فتح جبهات جديدة باتجاه لبنان".

ويكشف القيادي أن هناك استعداداً لدى الفصائل لتشديد الحصار على "داعش"، الذي يتقلّص نفوذه في تلك المنقطة، بفعل عوامل عديدة، أولها الحصار الخانق الذي يتعرّض له التنظيم من ثلاث جهات. ولن تستطيع الفصائل التقدم في اتجاه قرى القلمون إذا ما بقي التنظيم على وجوده، خوفاً من عمليات إنقضاض قد يشنها التنظيم على مواقعها تزامناً مع أي معركة قد تفتحها. تمامأ كما جرى في معارك الجرود في العام 2015، التي تزامنت مع المعركة التي فتحها "داعش" ضد الفصائل المعارضة التي كانت تخوض معركة ضد "حزب الله". ما أسهم في خسارة الفصائل معاركها في تلك المنطقة. ويؤكد القيادي أن هناك مساعي حثيثة لشن عمليات ضد التنظيم هناك، تمهيداً لعمليات أخرى في اتجاه القرى.

في الأثناء، يستمر الجيش اللبناني بإجراءاته الإحترازية في تلك المنطقة، حيث يوسع تمركزه ويعزز مواقعه. وتلفت مصادر مطلعة لـ"المدن" إلى أن الجيش بدأ عملية زرع ألغام على بعض الطرق بين جرود عرسال وقارة إلى رأس بعلبك والقاع. وهو الخطّ الذي سلكه إنتحاريو القاع. وتؤكد المصادر أن التقدم الذي يحرزه الجيش بطريقة القضم البطيء يترافق مع عمليات القصف التي يستهدف فيها مواقع التنظيم وتجمّعاته.

وتكشف المصادر أن العديد من عناصر "داعش" يتركونه نظراً للأوضاع السيئة التي يمرّ بها. وتقول إنه في الأيام القليلة الماضية، انشق عدد من العناصر عن التنظيم وانضموا إلى "النصرة" و"الحر". فيما تكشف مصادر عسكرية عن أن بعض فصائل التنظيمات غادرت مناطق إنتشارها في اتجاه العمق السوري، نحو تدمر وريف حمص. وربما ستكون الوجهة الأساسية هي دير الزور أو الرقة عبر البادية.

وفي السياق، تلفت مصادر عسكرية لـ"المدن" إلى أن التحقيق بتفجيرات القاع وصل إلى خواتيمه، خصوصاً مع معرفة هويات الإنتحاريين الثمانية، ولكن لن يتم الإعلان عنها حالياً لأسباب تتعلّق بسرية التحقيقات التي تجري مع بعض الموقوفين. وتكشف مصادر معارضة من القلمون لـ"المدن" أن معظم منفذي تلك التفجيرات من قرى القلمون. وأن أحدهم يدعى محمود وملقّب بالزرقاوي (16 سنة)، وهو من قرية بخعة في القلمون، وأن إثنين منهم من الجريجير، وثلاثة من القصير. هذه المعطيات وغيرها تشير إلى أن القلمون مقبل على تغييرات جديدة في الأيام المقبلة.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث