newsأسرار المدن

الحريري- جعجع: إحياء الإعتدال

منير الربيعالخميس 2016/06/30
سعد الحريري و سمير جعجع و رياشي في بيت الوسط.jpg
ثمة من يقرأ تخلي كل من الحريري وجعجع عن مرشحيهما (دالاتي ونهرا)
حجم الخط
مشاركة عبر
بعد غياب طويل، حصل اللقاء بين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري. سبق اللقاء العديد من الإتصالات بين الطرفين، زيارات متعددة أجراها المستشارون السياسيون للطرفين إلى معراب وبيت الوسط، مهّدت الطريق أمام اللقاء، الذي صدر عنه بيان تعتبره مصادر الطرفين لـ"المدن" "إيجابياً"، خصوصاً إذا ما تمت قراءة ما بين سطوره.

يشير البيان إلى أربع نقاط جرى بحثها بين الطرفين الحليفين، أولها الهجوم الإرهابي على بلدة القاع وإدانته بشدة والوقوف خلف الجيش والأجهزة الأمنية لمحاربة الإرهاب وحماية الوطن ورفض مبدأ اأمن الذاتي على أن يقتصر دور الأهالي على مساعدة القوى الامنية. وهذا يعني محاولة مراجعة التصريحات التي صدرت عن الطرفين كل بوجه الآخر على خلفية الظهور المسلّح للقواتيين في القاع. ما أثار حفيظة "المستقبل".
يأتي اللقاء في سياق إعادة ترتيب الأمور، والحرص على التواصل، لأن انقطاعه لا يخدمهما. ولكن تختلف التفسيرات حول المضمون المتعلّق بمسألة الانتخابات الرئاسية، إذ إنه في وقت لفت قياديون قواتيون إلى فتح حوار مع "المستقبل" حول تبنّي ترشيح ميشال عون، لم يخرج الاجتماع أو البيان بما يوحي بهذا الإتفاق. ولكن الجديد فيه، هو التأكيد المبدئي على مشاركة الطرفين بجلسات انتخاب الرئيس. وهذا يعني أن كل طرف مازال على موقفه. أما في الجملة الثانية في هذا البند، والتي تتلخص بفتح المجال للمزيد من التشاور مع القوى السياسية. فثمة من يقرأ في ذلك تخلّياً غير معلن لكل طرف عن مرشّحه، والبحث عن مرشّح آخر. إلا أن هناك من في الفريقين، يستبعد ذلك، فيما هناك من يصرّ من "القوات" على ضرورة انتخاب عون، ولكن إقناع الحريري بذلك، لا يمكن أن يحصل هكذا، بل يحتاج إلى أسباب تؤدي إليه. وهي حتى الآن غير متوافرة.

النقطة الثالثة التي ذكرها البيان، وهي التأكيد على قانون الانتخاب المقدم من الطرفين مع "الحزب التقدمي الاشتراكي"، والتشاور مع القوى الأخرى بغية الاتفاق على قانون جدي، يعتبر خروج قواتي عن المساعي مع "التيار الوطني الحر" للإتفاق على قانون جديد. وبالتالي العودة إلى صيغة ما قبل افتراق الطرفين رئاسياً، وحتى لو لم يتم الإتفاق على إقتراح القانون هذا، إلا أن القانون الذي سيتم الإتفاق عليه، سيكون مشابهاً له أو قريباً منه، بشكل يحظى بالأكثرية في مجلس النواب.
من الدائرة الأوسع للقاء، ثمة من يعتبر أن هناك وجهة نظر مسيحية تفيد بأن القوى المسيحية، اعتبرت أن الإتفاق المسيحي المسيحي، يساهم في نأي المسيحيين بأنفسهم عن النزاعات الدائرة في المنطقة وفي الداخل اللبناني. لكن التفجيرات المتسلسلة التي شهدتها بلدة القاع تسببت لهم بصدمة، تشير إلى أنهم لن يكونوا بمنأى عن النزاع في المنطقة. إذ ليس بإمكانهم الإنسحاب من مواجهة ما يجري في البلد والمنطقة، والتلهي بقانون الانتخابات والمزايدات. وبما أن ذلك غير ممكن، فثمة توجه جديد لإعادة إحياء الإعتدال المسيحي المسلم والمتمثل بالثنائي الحريري جعجع.
أما بشأن التنسيق بين الطرفين في ملفات عدة، منها الانتخابات النيابية والطالبية، فهي مؤشر على إعادة إحياء ما تبقى من 14 آذار. وهذا يعني التراجع عن أسلوب الترشيح الذي حصل في الانتخابات البلدية، أي "القوات" و"التيار الوطني الحر" بوجه "المستقبل". وهذا يعني إستعداد الطرفين إلى العودة لما قبل ترشيح سليمان فرنجية وتبني ترشيح عون.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها