حجم الخط
مشاركة عبر
لم ينحصر الجبل بالزعامتين التارخيتين اللتين اعتادهما أبناء المنطقة. لم يبق التفاهم السياسي الذي حاول النائبان وليد جنبلاط وطلال ارسلان إرساءه، لا سيما مع تنامي نشاط المجتمع المدني في مناطق الشوف وعاليه. وفي وقت حصل جنبلاط على تزكية بلدية مسقط رأسه، لم يستطع "المير" ذلك في الشويفات، خصوصاً أن المدينة تعتبر الأكبر درزياً وبوابة الجبل. أولى بوادر اهتزاز التفاهم بين المير والبيك، بدأت في الشويفات، إذ اتخذ ارسلان خيار التحالف مع العائلات مقابل وقوف جنبلاط إلى جانب المجتمع المدني، لكنها عملياً كانت معركة الحزب الديمقراطي بمواجهة الحزب التقدمي الإشتراكي.
خيم الهدوء على الأجواء الانتخابية طوال النهار في الشويفات. في الصباح كان عدد المندوبين أكبر بكثير من عدد المقترعين، وقد فضّل الحزبيون عدم الحضور علناً، وحضروا عبر ممثلين عن اللوائح، فحضر الحزب الديمقراطي بمندوبي لائحة "قرار الشويفات" المدعومة من أرسلان، ومندوبين آخرين للائحة "الشويفات مدينة للحياة"، المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي.
مع ساعات الظهر بدأت نسب المقترعين بالإرتفاع، توزعوا على ثلاثة أحياء بنسب متفاوتة، إذ بلغت نسبة المقترعين في حي العمروسية قرابة 2000، وفي حي الأمراء 1500، وفي حي القبة 1600، وهذا يعني أن المقترعين بلغوا حوالى الأربعين بالمئة. هذه الأرقام أشارت بحسب المندوبين إلى تقدّم اللائحة المدعومة من الحزب الديمقراطي على حساب اللائحة غير المكتملة والمدعومة من الاشتراكي والمجتمع المدني.
وعلى الرغم من نجاح الطرفين الدرزيين بالتوصل إلى توافق في عدد من القرى، إذ فازت بلدياتها بالتزكية، كشانيه، بتاتر، عين الرمانة - عاليه، ديرقوبل، سرحمول، لكن المعارك في المناطق الأخرى كانت على أشدها، كبيصور مثلاً وصوفر وعين دارة.
في بيصور وصلت نسبة الإقتراع إلى أكثر من 60 في المئة وانقسم فيها التنافس بين "لائحة الوفاق" برئاسة نديم أنيس ملاعب ويدعمها الحزب الديموقراطي والنائب غازي العريضي، بوجه لائحة "بيصور الغد" برئاسة صلاح عارف ملاعب ويدعمها التقدمي، ولكن التداخل العائلي، حال دون توصيف التنافس بأنه على أساس حزبي.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى عبيه – عين درافيل، اذ بدت المنافسة على أشدها على الرئاسة بين مرشحين من آل حمزة، إلا أن المجتمع المدني تحفّز لإيصال أحد أعضائه منفردا إلى البلدية، لكي يكون له صوت في موضوع مطمر الناعمة.
وفي عرمون، عكس المشهد تنافسا حادا، بين لائحة يرأسها رئيس البلدية فضيل الجوهري، وهي من عائلات وأحزاب، و"لائحة التضامن العرموني" التي تمثل التقدمي والعائلات، وإنما في المشهد العام، بدا أن البلدة تقترع بعائلاتها التي شكلت رافعة للائحتين.
وإلى عين دارة حيث انحصر التنافس بين لائحتين، "عيندارة بلدتي" برئاسة رئيس البلدية سامي حداد، و"لائحة الكل عيندارة"، والتي هدفت إلى كسر التقليد لجهة حصرية موقع الرئاسة الذي يؤول عرفاً إلى عائلة حداد، واللائحتان تمثلان تلاوين العائلات في المنطقة.
أما في كفرمتى التي تخوض الإنتخابات البلدية للمرة الثانية، بعد إنتهاء الحرب بحضور مسيحي، فكانت الساحة للائحتين، واحدة مدعومة من التقدمي برئاسة المحازب أجود خدّاج وتضم خمسة مسيحيين بحسب العرف، ولائحة أخرى برئاسة المحازب التقدمي أيضاً نظير خداج والمدعومة من عائلات البلدة وأحزابها، وهي تضم 14 عضواً أي ينقصها عضو مسيحي، في البلدة قرابة 3500 ناخب، يقترع منهم عادة حوالى 1800. وكان لافتاً الإقبال المسيحي على الإقتراع، بحيث قاربت نسبته 50 في المئة قبيل الثالثة، وهذا ما عكس رفضاً درزياً وإشتراكياً للعرف السائد.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها