newsأسرار المدن

الشبح مصطفى بدر الدين: الهدف 51

سامي خليفةالجمعة 2016/05/13
مصطفى بدر الدين تعازي 1.jpg
هي الضربة الأقوى منذ تدخل حزب الله في سوريا (عزيز طاهر)
حجم الخط
مشاركة عبر
يتوالى نزيف قيادة "حزب الله" على الأرض السورية، فبعدما خسر نحو 51 قيادياً من الصف الأول منذ تدخله في المستنقع السوري. وآخر هؤلاء قائد الذراع العسكرية ومستشار الأمين العام السيد حسن نصر الله وأحد المتهمين في تنفيذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مصطفى بدر الدين، أو السيد ذو الفقار، كما يلقب.

ضربة بدر الدين تعتبر الأقوى منذ مرحلة التدخل في سوريا، خصوصاً أنه القائد الأبرز الذي خسره الحزب بعد عماد مغنية في العام 2008، ويُعتبر الرجل الثاني في الحزب اليوم.

ولد بدر الدين الذي حمل ألقاباً عدة  كالياس فؤاد صعب، وسامي عيسى، وصافي بدر، إضافةً إلى لقبه العسكري ذو الفقار،  في عام 1961 في الغبيري، وكان حتى عام 1982، برفقة ابن قريبه ونسيبه مغنية في صفوف قوات 17، وهي جزء من "حركة فتح" في بيروت، لينشق لاحقاً وينضم  إلى "حزب الله" بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان (1982)، ويبدأ نشاطه العسكري الذي لم ينحصر بحدود الوطن.

اعتُقل بدر الدين في الكويت في 13 كانون الأول عام 1983، بعد 7 تفجيرات وقعت، وكان يحمل إسم الياس فؤاد صعب عقب محاولته مع آخرين تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية والمطار في الكويت، وحُكم عليه بالإعدام. وقد قام عماد مغنية، المرتبط بع بعلاقة مصاهرة، في أعقاب ذلك بمحاولات مضنية للإفراج عنه ومن بينها قيامه بخطف طائرة كويتية في نهايات العام.

لم تنجح هذه المحاولات في فك أسر بدر الدين حتى احتل الرئيس العراقي السابق صدام حسين الكويت في عام 1990 فتمكن من الهرب باتجاه إيران واختفى هناك لفترة حتى عاد أخيراً إلى لبنان.

يصف كثيرون من قادة الحزب بدر الدين بالقيادي الأبرز منذ التأسيس، فقد انخرط في العمل العسكري ضد إسرائيل في بداية التسعينات وخطط لعمليات كثيرة واغتال عدداً من العملاء، وعُرف عنه أنه كان مدرباً محترفاً يتميز بالانضباط ومن العقول العسكرية الخلاقة لدى الحزب في مسألة التكتيك العسكري، إذ كان من العناصر الذين تلقوا دروساً في التكتيك العسكري من ضباط أوكرانيين استقدمهم الحرس الثوري الإيراني ليدرّبوا كوادر الحزب، وانطلاقاً من الخبرات المتراكمة كان له ولمغنية الدور الأكبر في تحرير جنوب لبنان عام 2000.

شغل بدر الدين خلال مسيرته العسكرية مناصب عدة داخل الحزب، فهو كان عضواً في مجلس الشورى، والمجلس العسكري، وألف مع مغنية الوحدة 1800، التي كان هدفها في تسعينات القرن الماضي مساعدة "حركة حماس" وأطراف فلسطينية أخرى في مواجهة إسرائيل.

قدراته العسكرية أهلته ليشغل المنصب العسكري الأعلى في الحزب قبل مغنية بسنوات، ثم ما لبث أن نُزع منه بعد انتهاء حرب عام 1996 بين الحزب واسرائيل لأسباب تتعلق بطريقة العمل العسكري في تلك المرحلة، ثم ما لبث أن أصبح رئيساً للوحدة 1800، ونقل تجربته إلى العراق في العام 2003 لتأليف الوحدة 3800 التي أخذت على عاتقها تأسيس رديف لـ"حزب الله" في العراق، ليصبح بعد إغتيال مغنية عام 2008 القائد العسكري الأبرز ومستشار نصرالله للشؤون العسكرية وقائد العمليات العسكرية للحزب في سوريا.

بعد اغتيال الحريري اتهمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بدر الدين بأنه كان يدير هذه العملية من أماكن مختلفة، من جونية وفقرا، وأنه امتلك 13 هاتفاً خليوياً، من مراقبة الحريري اللصيقة، وشراء شاحنة الميتسوبيشي التي حملت بالمتفجرات إلى فبركة شريط أبو عدس.

ويرتبط بدر الدين بعلاقات وطيدة مع كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، وله دور بارز في عملية اتخاذ القرارات في الحزب على المستويات كلها وخصوصاً في ما يتعلق بالعمليات العسكرية خارج لبنان. فقد كان مسؤولاً حتى مصرعه عن الوحدة 910، وهي وحدة العمليات الخارجية، المُكلفة بالرد على إسرائيل خارج الحدود، وقد تم اتهامه بالمسؤولية عن تنفيذ العملية ضد حافلة السياح الإسرائيليين في مدينة بورغاس البلغارية في تموز/ يوليو 2012 والتي أودت بحياة 6 أشخاص. وأُدرج على لائحة الإرهابيين العالميين بموجب الأمر التنفيذي الأميركي رقم 13224 منذ 13 أيلول/ سبتمبر عام 2012.

بخسارة بدر الدين يفقد الحزب عموداً أساسياً على الصعيد العسكري، خصوصاً مع إسرائيل التي انفقت أموالاً طائلة منذ التسعينيات لتحديد هوية من تلقبه بالشبح لأنه لا توجد بيانات رسمية في لبنان تفيد بأي معلومات عنه. وكانت الحرب السورية هي الفخ الذي أودى بحياته وكانت إسرائيل أول المرحبين بمقتله مع شكوك بأنها تقف خلف عمليات الإغتيال.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث