newsأسرار المدن

"حزب الله"-بري:ما بين الخلاف والتواطوء!

منير الربيعالسبت 2016/03/26
C:\Users\Rainbow10\Desktop\201502pic\عون وحزب الله.jpg
حزب الله يعتبر أنه يجب إيجاد صيغة ترضي عون لانتخاب فرنجية
حجم الخط
مشاركة عبر

لا حلول للأزمة اللبنانية قبل حلّ الأزمة السورية وايجاد تسوية سياسية ملائمة لجميع القوى الاقليمية والدولية المعنية بالشأن السوري. كل ما يظهر وكأنه اختلافات او خلافات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله" حول الاستحقاق الرئاسي ليس كذلك، لا بل هناك من يعتبره تلاقياً ضمنياً في الرؤى والاهداف، على الرغم من الافتراق في طريقة التعبير أو الدوزنة السياسية.

 يحاول بري جاهداً تجنيب لبنان اي ارتدادات للأزمات الاقليمية، لكنه أكثر العارفين ان لا استحقاقات داهمة، لا بل ان الشغور طويل، وهذا الجمود باق، الى ما بعد تحريك الحلّ السوري. في سياق القراءة العامة لتطورات الأمور في سوريا، فإن ارساء الهدنة وتثبيتها دليل على جدية السعي الى انجاز الحل السياسي، والذي ستشارك فيه كل القوى التي وافقت على الهدنة. في هذه الايجابيات يحاول بري الاستثمار لتهيئة أجواء التسوية اللبنانية، لا لأجل استباق التسوية السورية وفق ما يقول العارفون .

وعليه، فإن الأشهر القليلة المقبلة، لن تحمل جديداً على الصعيد اللبناني، لا بل من الآن وحتى حزيران ستكون مرحلة وضع اطر الحلّ في سوريا، والذي قد ينجم عنه تشكيل حكومة جديدة يشارك فيها النظام والمعارضة. بموازاة ذلك يسعى بري الى بلورة الحل اللبناني بانتظار أن تدق ساعته.

لكن بالنسبة الى "حزب الله"، فإن النظرة مطابقة لنظرة بري حول الموقف والتطورات والمهل، لكنهما قد يختلفان في مجال آخر حول تخريج هذه التسوية والاشخاص التي سترسو عليهم، وحتى في مضامين هذا الاختلاف فهناك توافق بين الحليفين.

هذا التوافق تعتبر مصادر "المدن" أن مكامنه تتركز في أن "حزب الله" يعول على مواقف بري ومساعيه لأجل اطالة امد الشغور الى حين ان تتبلور الصورة بشكل نهائي، هذا ما يستدعي عتباً عونياً على "حزب الله" بأنه لا يريد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون رئيساً ولو أراد ذلك لضغط على بري وعلى رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية لسحب ترشيحه، وطالما ان هذا لم يحصل فإن الحزب لا يريد الرئاسة اليوم وفق ما يقول مسؤولون عونيون ل"المدن".

في المقابل، يستمر الحزب ببعث الرسائل المطمئنة الى الجنرال، بأنه لن يتخلى عنه، وسيبقى داعماً لترشيحه، اما البديل عن ذلك، فسيكون المؤتمر التأسيسي، وتؤكد مصادر "المدن" أن الحزب ابلغ كل القوى السياسية بفحوى هذه المعادلة، وحتى بري أصبح في اجوائها، وهو لا يعتبرها سلبية لا بل إيجابية قد تدفع بانتخاب فرنجية رئيساً.

وتعتبر المصادر أنه في ظل المعارضة الواسعة لعون، فإن تنحيته ستكون مقابل ارضائه بمؤتمر تأسيسي يعزز موقعه، مقابل موافقته على انتخاب فرنجية. وتلفت المصادر الى ان هذا المؤتمر لن يكون تغييراً في جوهر الطائف، وهذا ما سيعتبر تطميناً لتيار "المستقبل"، وهو ما سيكون مدار بحث بين بري والرئيس سعد الحريري في الفترة المقبلة.

ولن يلغي المؤتمر مبدأ المناصفة، كما لن يغير في جوهر النظام، لا بل سيشدد عليهما وفق ما تؤكد المصادر، لافتة الى أن الحزب نادم بعد مؤتمر الدوحة بأنه لم يفرض قانوناً انتخابياً غير قانون الستين، وعليه فإن ما يسعى له الحزب من خلال هذا المؤتمر هو قانون انتخابي حديث يلائمه قائم على النسبية، بالاضافة الى وضع اطار قانوني وسياسي لطريقة ادارة الامور في الحكومة والمؤسسات ككل، وهذا ما قد يعتبر تعزيزاً لصلاحيات رئيس الجمهورية بشكل قد يرضي عون.

ولا تخفي مصادر مطلعة على قرار الحزب، ان الذهاب الى مؤتمر كهذه دونه صعوبات، لأنه يحتاج اولاً الى صفاء دولي واقليمي وهذا غير ناضج الآن ولن ينضج قبل انهاء كل ازمات المنطقة.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث