"حزب الله" يتوقع تحولاً سعودياً رئاسياً

منير الربيعالأربعاء 2016/03/23
قصر-بعبدا.jpg
لا رئيس حالياً والمخرج بالاتفاق على مرشح توافقي
حجم الخط
مشاركة عبر
تتزايد المساعي الإقليمية والدولية، لأجل التخفيف من حدة التوتر الخليجي الإيراني الذي بلغ ذروته مؤخراً. الضغوط كبيرة على السعودية وإيران لأجل الشروع في حوار جدّي ومجد، وصولاً إلى حلول سياسية في المنطقة. هذا ما تلتقي عليه روسيا والولايات المتحدة الاميركية في هذه المرحلة، إذ أن الرئيس الأميركي باراك اوباما يريد إنجاز اكبر عدد ممكن من الملفات قبل نهاية ولايته، والحلول التي يريد إرساؤها تشبه طريقة معالجته لأزمة الكيماوي السوري، والإتفاق النووي الإيراني.

قبل أسبوعين، زار وزير الإستخبارات الإيراني دولة الكويت، إذ أبلغ المسؤولين الكويتيين بأن إيران تسعى لحل الأزمة مع دول الخليج، ما دفع بأمير الكويت إلى تشكيل وفد جال على جميع الدول الخليجية لجمع الملاحظات والتحفظات حول العلاقة مع إيران، وذلك تمهيداً لفتح حوار إيراني سعودي على أرض الكويت، تزامناً مع استضافة الكويت لحوار بين السعوديين والحوثيين للبحث عن حلّ للازمة اليمنية، بحسب ما تكشف مصادر "المدن".

ولا يمكن فصل الإعلان السعودي عن نهاية وشيكة للعمليات العسكرية في اليمن، عن الهدنة السورية ومفاوضات جنيف والإعلان الروسي عن الإنسحاب من سوريا لإفساح المجال امام تقدّم الحلّ السياسي. للبنان حصة أساسية من نتاج هذه المفاوضات خصوصاً بعد التصعيد الخليجي بوقف المساعدات للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وإستمرار الإجراءات التصعيدية ضد الحزب.


قبل تبلور وجهة الحلول الإقليمية، سيبقى لبنان يتخبّط في ازماته، وفق ما يقول مصدر متابع لمجريات المفاوضات لـ"المدن"، إذ يعتبر انه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية قبل التوصل إلى بداية حلّ للأزمتين السورية واليمنية. وهذا كلّه يبقى رهن الإرادة السعودية، التي تتخلّى عن التدخل المباشر والمتابعة الحثيثة للملف اللبناني لصالح الإهتمام الكبير بالشأنين السوري واليمني، لكن هذه المعطيات ستتغير في الأسابيع المقبلة.

وتعتبر المصادر ان السعودية عملت على تحسين اوراقها في اليمن، حتى ان البحث عن حلّ وإعلانه سيكون بمثابة إعلان الإنتصار وإجبار الحوثيين على الإلتزام بالشروط السعودية، وهذا ما بدأ بإتفاق وقف النار على الحدود، واستكمل بفك الحصار عن تعز ومن ثم إعادة محاصرتها، وهذا يبقى خاضعاً للشدّ والرخي حسب مسار المفاوضات، وتكشف المصادر عن ان هذه المفاوضات بدأت، وتتسم بالإيجابية على الرغم من انها لا تزال في مراحلها الأولى. وتقول: "للكويت دور أساسي في هذه المفاوضات، وقد يكون الحلّ باللجوء إلى ما يشبه الفدرالية أو إنشاء نظام أقاليم في اليمن، لكن لا شيء محسوماً بعد." وتعتبر ان هذه الأقاليم ستضم بالإضافة إلى الإقليم الجنوبي، إقليم صعدة، وإقليم صنعاء، وإقليماً آخر يضم أبين ولحج وحضرموت.
 
هذه المفاوضات إذ نجحت، سيكون لها انعكاس أساسي على الوضع اللبناني بحسب ما تقول المصادر، لانه حينها ستكون السعودية قد اعادت الوضع في اليمن إلى شكل يناسبها، وبالتالي ستكون قد سجّلت نقطة إيجابية في سجّلها، بالإضافة إلى مشاركتها كطرف مقرّر في أي تسوية مستقبلية في سوريا، لأن أي حلّ سياسي لن ينجز من دون موافقتها. وهذا بالتحديد ما سيكون له تأثير مباشر على الوضع في لبنان، إذ انه بعد ذلك، سيرفض الجانب السعودي القبول بأي مرشح من قوى الثامن من آذار لرئاسة الجمهورية، بمعنى أنها لن تقبل باستمرار ترشيح النائبين سليمان فرنجية وميشال عون، وبالتالي ستطالب بالبحث عن مرشّح توافقي، مستندة في ذلك إلى ما سيتم تحصيله في سوريا واليمن، وإلى موقف اميركي روسي موحّد حول ضرورة إنتخاب رئيس لا يشكّل غلبة فريق على آخر ولا يشكّل إستفزازاً لأي من الأفرقاء.

وعليه، تؤكد المصادر ان عدداً من الشخصيات اللبنانية، يقوم بزيارات خارجية، لاستشراف الحلّ، ومن بينهم النائب وليد جنبلاط الذي زار الكويت والتقى أميرها ورئيس وزرائها، ربطاً بالمواقف التي يتخذها الرئيس نبيه بري، والذي يستعجل حزب الله للسير بترشيح فرنجية الآن، لأنه في المستقبل لن يكون انتخابه متاحاً، لان السعودية لن تسمح بذلك.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث