أخطاء فرنجية على طريق بعبدا!

لا تزال مبادرة ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة عالقة بين جهود غير مجدية إن كان من 14 آذار أو من 8 آذار بل تكاد تتبخر تحت وطأة عدم معرفة ما سيؤول إليه هذا الترشيح.

يتصرف فرنجية على اساس انه الرئيس المؤجل مجيئه مع وقف التنفيذ، ويعتبر الأخير أنه إذا لم ينتحب خلال فترة الثلاثة أشهر المقبلة فإن مسألة وصوله إلى بعبدا لن تحصل وذلك لأن ترشيحه مرتبط بإتفاق آلي ومرحلي إستنادا إلى بعض المواقف الإقليمية التي قد تتبدل مع تبدل المعطيات والظروف في الأسابيع المقبلة.

إحدى سلبيات فرنجية بحسب ما يرى المتابعون تتمثل بأنه لا يدير حملته الإنتخابية بالطريقة الصحيحة مع كل الاطراف السياسية، فهو لا يتخلى ولو للحظة عن البكوية التي تعتبر بالنسبة إليه أهم من الرئاسة وبالتالي فهو غير مستعد لتقديم أي تنازل شخصي لأي من الأطراف المعارضة لإنتخابه.

وفي وقت تكشف مصادر "المدن" أنه تم تقديم العديد من النصائح إليه بوجوب قيامه بحركة سياسية جديدة تجاه معارضي إنتخابه،إلا أنه لم يلتزم بها نظرا إلى تمسكه ببكويته، كما تلفت المصادر أن إحدى السلبيات التي تُسجل عليه أنه غير قريب من السياسيين والناس وتفضيله إيكال هذه المهمة إلى نجله طوني فرنجية وهو ما يُعتبر أمراً غير مقبول لمرشح رئاسي لما فيه من التعالي.

هذه أبرز مشكلاته مع النائب ميشال عون إذ يرفض فرنجية إتخاذ أي مبادرة جديدة تجاهه لتصحيح الموقف والوقوف على رأيه. وتكشف مصادر "المدن" أن فرنجية لن يصبح رئيساً في ظل وجود عون وإذا لم يحظَ برضا الأخير ولم يبادر تجاهه، في المقابل ترى مصادر أخرى أنه من الصعب أن يستطيع فرنجية إقناع عون بالتخلي عن ترشيحه أو حتى التقرب منه، لان عون يعتبر نفسه الممثل الاول والوحيد للمسيحيين، خصوصا بعد تقاربه من القوات اللبنانية.  

وعلى هذا الصعيد كشفت مصادر "المدن" أن الحريري أوفد قبل أيام مستشاره غطاس خوري إلى بنشعي للقاء النائب سليمان فرنجية، حيث طلب منه ضرورة تفعيل نشاطه السياسي خصوصا مع حزب الله لأجل إقناعه بالتخلي عن ترشيح عون والسير بترشيحه.

لكن الواضح أن حزب الله غير متحمس فعلياً تجاه وصول النائب سليمان فرنجية للرئاسة وذلك في ظل التأكيد الدائم لأمين العام للحزب السيد نصرلله أن مرشحها الاساسي هو ميشال عون، وقد أكد نصرلله ذلك خلال المقابلة التلفزيونية الأخيرة أنه يتحمل مسؤولية عدم وصول فرنجية للرئاسة في ظل وجود عون.

من جهتها تؤكد مصادر المستقبل ل"المدن" أنه من المستغرب أن يعتقد فرنجية أنه مرشح رئاسي مع وقف التنفيذ في ظل عدم تأييد حزب الله له. كما تضيف المصادر أن فرنجية لا يقوم بأي خطوة جدية تجاه الافرقاء السياسيين المعارضين لوصوله لأنه يعتبر انه مرشح جدي من 8 آذار ما يشكل نقطة قوة لديه وهذا ما يدفعه نحو عدم التقرب من فريق 14 آذار لأنه صاحب مبدأ وتقربه من 14 آذار قد يشكل ضغطاً عليه من فريق 8 آذار.

 المشكلة الاساسية التي يواجهها النائب فرنجية تتمثل بعدم حضوره جلسات إنتخاب الرئيس في ظل دعم الحريري له وعدد من الافرقاء السياسيين، وتؤكد مصادر "المدن" أنه لا يمكن لشخص مثل النائب فرنجية ان لا يحضر جلسات الإنتخاب وذلك بطلب من حزب الله الذي يمانع وصوله للرئاسة.