newsأسرار المدن

إيران تفكر بلبنان كمنصة لتصدير نفطها؟

منير الربيعالاثنين 2016/03/07
سفين شحن وطائرة ايرانية.jpg
ايران تريد مصافي النفط لتوريده الى اوروبا
حجم الخط
مشاركة عبر

تبدو ايران أكثر الأطراف المرتاحة للخيارات السعودية الجديدة في لبنان. ويفتح لها انسحاب دول الخليج من لبنان أفاقاً جديدة على الساحة. ويقول بعض حلفاء طهران: "كما أعطي حزب الله من تيار المستقبل بترشيح النائب سليمان فرنجية الى الرئاسة أكثر بكثير من طموحاته ومما كان يتوقعه، أعطيت ايران اليوم من السعودية ما لم تكن تتوقعه، وفي وقت كانت طهران تتباهى بالسيطرة عسكرياً على اربع عواصم عربية، ها هي اليوم أمام السيطرة على لبنان بما يتخطى العسكرة، ويشمل السياسة، والاقتصاد والمجتمع".

وسط الغضب الخليجي، وتراجع خصوم ايران وحزب الله، تتعاطى ايران بعد النووي بصبر وثبات أكثر عبر تثبيت أقدامها في لبنان، وبالتزامن مع الانفتاح الثقافي والاقتصادي عبر رجال أعمال لبنانيين مقرّبين منها، هناك مسعى ايراني للإستفادة من أنابيب النفط اللبنانية لتوريد نفطها بعد رفع العقوبات عنها.

كانت ايران تسعى الى توريد الغاز والنفط من آبارها عبر سوريا والعراق الى تركيا، وها هي تسعى اليوم الى استخدام خط الانابيب النفطي الذي يربط آبار النفط العراقية بمصفاتي طرابلس بالشمال، و"الزهراني" في الجنوب، من اجل ضخ النفط الايراني بعد ربط الانبوب القائم حاليا بآبار إيرانية.

احد الدوافع الإيرانية للعمل على هذا المسعى، هو حال عدم الاستقرار التي تعيشها سوريا، والتي على ما يبدو أنها ستطول، ووفق ما تقول مصادر متابعة ل"المدن" فإن هناك خشية ايرانية من خسارة السيطرة بشكل كامل على سوريا ومقدراتها، لصالح التمدد الروسي، هذا مع التذكير بتصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن سحب ايران لمقاتلي الحرس الثوري من سوريا، وتربط المصادر بين المسعى الإيراني الجديد، وزيارة رئيس وزراء تركيا احمد داوود اوغلو الى طهران، والاعلان عن تعاون بين البلدين.

وتكشف المصادر أن ايران أبدت لأطراف لبنانية، استعادادها للعمل على اصلاح وترميم مصافي النفط، خصوصاً ان نجاح هذا المشروع سيعود بالايجابيات على الوضعين الاقتصادي والمالي في لبنان. وتعتبر المصادر أن هناك مشروعاً ايرانياً جاهزاً لاعادة ترميم المصافي، المعطلة منذ عقود، وتكشف المصادر أن ايران تنوي استخدام المصافي اللبنانية ليس فقط للتوريد، بل لتكرير النفط الخام.

أمام هذا الكلام، يبقى عائق سياسي أمام تنفيذ هذا المسعى الايراني، لاسيما أن مشروعاً كهذا سيلاقي معارضة من قبل الفريق السياسي المعارض لطهران، لكن المصادر تقول ان ذلك يبقى سهلاً على قاعدة الاخذ والرد التسووية في لبنان، خصوصا على صعيد تسوية شاملة بما فيها استحقاق رئاسة الجمهورية.

وفي هذا السياق تضع مصادر على خصومة مع ايران عبر " المدن" سبب عرقلة اقرار مراسيم النفط، وربطها بأمور تتخطى لبنان. وتكشف أنه في العام ٢٠١٠ قدّمت ايران مشاريع عديدة لأجل اعادة تأهيل مصفاتي طرابلس الزهراني في المرحلة التي كان يتولى فيها الوزير جبران باسيل وزارة الطاقة.

لا شك أن ايران، تسعى الى ايجاد روافع لاقتصادها بعد انفتاحها على الاقتصاد العالمي، وفيما تسيطر على مقدرات العراق، تسعى الى تحقيق خروق فعلية في لبنان وسوريا ايضاً، لكنها في سوريا لن تكون وفق ما تشتهيه الرغبة الايرانية، لذلك تحاول الاستعجال في الكسب لبنانياً. 

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث