اختار رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية في رده على تطورات الملف الرئاسي التصويب مباشرة على "القوات اللبنانية"، كاشفا جملة من المعطيات لعل أبرزها الحوار بينهما في المرحلة التي كان "المستقبل" يتحاور فيها مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون.
تسارع "القوات" إلى الردّ على ما كشفه فرنجية أمام عدد من الصحافيين، وتعتبر مصادر قواتية بارزة عبر "المدن" أن ما قام به فرنجية، لم يكن من إبتكارات أفكاره، بل أوحي إليه، ومن أقرب الحلفاء، في إشارة إلى تيار "المستقبل".
لدى القوات قناعة جديدة وفق ما علمت "المدن" مفادها بأن اللعب بهكذا أمور ممنوع، ولن يمرّ وبالتالي فإن وضع النقاط على الحروف سيستمر، هذا الواقع الهجومي لا يبدو قائماً لدى "المستقبل"، إذ أن مصادر "المدن" تفيد بتعميم صادر عن الرئيس الحريري تم بموجبه الطلب من مختلف قيادات التيار ونوابه وكوادره عدم التعرض لجعجع أو للقوات بأي إساءة. في المقابل يعتبر القواتيون أن الحريري يريد الهجوم على جعجع بفرنجية.
لا شك أن كلام فرنجية والذي كشف عبره، أن القوات كانت ستدعمه إلى الرئاسة من خلال حوار بينهما قبل سنة، أرخى بظلال سلبية على العلاقة بين الحليفين، لا سيما أن رئيس المردة تعمّد الإفصاح عن مجمل النقاشات التي دارت بين الحزبين، وصولاً إلى الحديث عن مكاسب وزارية وتحاصصية، ما استدعى القوات لإصدار بيان ينفي ما أورده فرنجية جملة وتفصيلاً، لا سيما لجهة هذا الأمر، ولجهة مطالبته بتأمين خطوط التواصل للقوات مع حزب الله. واعتبرت القوات في بيانها أن ما قاله فرنجية هو خروج على لياقات الإلتزام بمبدأ المجالس بالأمانات.
اللافت في أمر الحوار بين القوات والمردة، كان يجري قبل سنة، أي تزامناً مع الحوار الذي كان يخوضه المستقبل مع عون، هذا الأمر تقرأه مصادر رفيعة في المستقبل، بأنه هدف لقطع الطريق على مبادرة الحريري، وتصفه مصادر المستقبل لـ"المدن" بانه لا يخرج عن سياق حرب النكايات.
ومما قاله فرنجية، إن الإتصالات بقيت مستمرة مع القوات حتى ما قبل زيارته للحريري، مشيراً إلى أنه عاد وسأل عدداً من قيادات حزب القوات اللبنانية ما إذا كانوا مستمرين في موقفهم وكان الجواب إيجابياً. هذا الأمر يعتبره القواتيون محاولة حشر لهم. ويرفض سياسيو الطرفين الحديث عن هذا الامر، وعند محاولة الإتصال بمعظم نواب الطرفين، كان الجواب موحداً بأن لا تعليق.
لكن مصادر المستقبل ترى في خطوة جعجع باطنية قائمة على مفهوم ''النكاية''، وينطلق فيها جعجع من باب الحسابات المسيحية الضيقة، وعليه يؤكد أحد الذين التقوا الرئيس الحريري مؤخراً أنه يعتبر جعجع كان السبّاق في فتح الخطوط مع فرنجية لقطع الطريق على عون، واليوم ها هو يقطع الطريق على فرنجية بالتعاون مع عون، وتلفت المصادر إلى أن ما يقوم به جعجع يهدف لتحقيق المكاسب على حساب حلفائه.
تنفي القوات في بيانها هذا الأمر بشكل قاطع، وتضيف أنه من الطبيعي أن تناقش القوات ملف الرئاسة مع جميع الأفرقاء السياسين، وفي سياق البحث في الشأن السياسي طرحت فرضية ترشيح فرنجية حيث لم تمانع القوات وهذا دليل على حسن نيّتها تجاه فرنجية، ولكنها ربطت ذلك بمجموعة تفاهمات تبين لاحقاً بأن تيار المردة لا يستطيع مجاراتها وتوقف البحث بذلك الموضوع منذ حينه. فيما تشير مصادرها لـ"المدن" إلى أنه خلال الحوار مع فرنجية، لم تتبن القوات مسألة ترشيحه بخلاف ما أعلنه، بل تمحور الكلام، حول أنه بحال فاز بالرئاسة ستتم المباركة له، على الرغم من أنها لن تمنحه أصواتها.
يحاول المستقبل الرد على مبادرة جعجع المعرابية، بفتح له كل الملفات القديمة، من الأرثوذكسي إلى محاولة إظهاره غير صادق، أو غير ملتزم بما يقوله، هذا الأمر، تردّ عليه مصادر القوات بالقول:" حين يختلف طرفان في السياسة يجب ألا يكون الرد بهذه الطريقة من قلة الإحترام، وتؤكد الحرص على الحفاظ على ماء الوجه مع المستقبل، أما بحال استمر المستقبل بما يقوم به، فإن المعركة ستكون مفتوحة والحديث سيكون مغايراً. تختم مصادر القوات حديثها بالقول:" سنذهب في هذه المعركة إلى أينما يريد المستقبل الذهاب."
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها