الأربعاء 2015/07/01

آخر تحديث: 15:36 (بيروت)

إستطلاعات مسيحية: جعجع يتقدم على عون

الأربعاء 2015/07/01
إستطلاعات مسيحية: جعجع يتقدم على عون
أياً تكن النتائج فأحد لن يرضى بها
increase حجم الخط decrease

في تقاربهما إبتعدا. قد تكون هذه العبارة أدق توصيف للعلاقة الجديدة بين الخصمين المسيحيين اللدودين منذ أكثر من عشرين عاماً، فلكل أسبابه التقاربية مع الآخر، لصالح تسجيل نقطة على خصمه، يريد "التيار الوطني الحرّ" برئاسة النائب ميشال عون تسجيل هدف في مرمى "القوات اللبنانية"، فيما يريد سمير جعجع على رأس "القوات" ليّ ذراع عون واكتساب اعتراف مسيحي بأنه زعيم شرعي، إلى جانب طموحه بوراثة عون أو على الأقل شق صفوف "التيار" في مرحلة مقبلة.
 

لا تخرج هذه الخطوات من الدائرة المفرغة. يستمر المسيحيون على تلهّيهم واللعب في الوقت الضائع من دون تقديم جديد، ومن دون أدنى إنتاج، آخر ابتكارات إعلان النوايا هو إجراء إستفتاء على الزعيم المسيحي الأكثر شعبية، ويتم بنتيجتها إختيار رئيس من المتصدرين الأولين لنتيجة هذا الإستفتاء. لكن هذه الخطوة دونها عقبات عديدة، فقد نعاها طرفان مسيحيان رئيسيان، فحزب "الكتائب" اعتبرها مضيعة للوقت، فيما اعتبرها تيار "المردة" غير ملزمة، يضاف هذا النعي إلى عدم استعداد الطرفين الطارحين لهذا الإجراء الإلتزام بنتائجه.
 

يعتزم الطرفان إجراء الإستفتاء عبر شركة يثقان بها، وفق ما يؤكد مقربون منهما لـ"المدن"، لكن وحسب المعلومات هناك ثلاثة إستطلاعات رأي أجريت قبل فترة، وبعد دخول لبنان في الشغور، من قبل جهات دولية وديبلوماسية. إثنان من هذه الإستطلاعات لدى سفارتين أجنبيتين، هما بحسب مصادر "المدن": السفارة الأميركية وسفارة الفاتيكان، أما الثالث فقد أجرته بكركي ونتائجه موجودة لديها.
 

وفق ما تشير أرقام هذه الإستطلاعات، التي حصلت "المدن" عليها، والتي أجريت في الشارع المسيحي، فإن جعجع هو الذي يتصدر المشهد، من هنا يبرز سؤال أساسي حول موقف عون وحلفائه في حال تصدر جعجع الإستطلاع الذي يريد "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" إجراءه بموجب إتفاق إعلان النوايا.
 

ووفق أرقام هذه الإستطلاعات من مصادر معنية، فقد حاز جعجع في الإستطلاع الذي أعد من قبل السفارة الأميركية على 31.5  %، في مقابل 28.7 % لعون، بالإضافة إلى 10 % لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقد توزعت الأرقام المتبقية على مرشحين آخرين ومستقلين. أما بالنسبة للأرقام التي حصدها إستطلاع سفارة الفاتيكان، فقد حاز جعجع على 18.5  % فيما حاز عون على 17  %، وحصل مرشحون آخرون على الأرقام المتبقية. ولا يختلف إستطلاع الكنيسة عن الإستطلاعين السابقين، إذ تشير مصادر "المدن" إلى أن جعجع تقدم على عون وفقاً لهذا الإستطلاع بنسبة 1.8  %.
 

وتؤكد شخصية متابعة لـ"المدن" أنه تم إبلاغ هذه النتائج إلى جميع الأفرقاء وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي كان أول رد فعل له على ما سمع بسؤال: "إذا كانت الإحصاءات تقول ذلك، فهل يوافق الجنرال بأن يكون جعجع هو الرئيس؟".
 

يعكس سؤال بري حقيقة أن هذه الإستطلاعات أو التي ستجرى لن تصل إلى أي مكان، وفي حال صدور نتائج إستطلاع "القوات" و"التيار"، مشابهة فإن عون سيرفضها بطبيعة الحال، لأنه لا يريد غيره رئيساً للجمهورية. وتعتبر المصادر أن "الجنرال" يريد من خلال هذا الإستطلاع أن يعيد إثبات أنه الزعيم الأول لدى المسيحيين، وفي حال كان الأول عندها يستعيد شرعية بأنه الأقوى، وقد جدد المسيحيون الثقة به وبتياره، ما يعني أنه الأولى بأن يكون رئيساً للجمهورية، أما في حال لم يحظ بالصدارة فيكون قد استدرج الجميع إلى ما يريده وأيضاً أثبت لجمهوره أن كل القوى المسيحية خلفه، بغض النظر عن مدى الإلتزام بالنتائج، وأبرز مثال على ذلك هو كلام النائب سليمان فرنجية أثناء زيارة أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" ابراهيم كنعان حين قال إنه يؤيد الإستطلاع لكنه لن يلتزم بالنتائج في حال فاز الخصم وأنه لن ينتخب إلا الحليف. وتشير مصادر "المدن" إلى أن فرنجية قال لكنعان خلال اللقاء إنه لا داعي للإستطلاع لأن نتائج استطلاع بكركي معروفة وهي غير ملزمة.
 

أحد من الأفرقاء المسيحيين، لا يعتبر مسألة الإستطلاع جدية، فعون لا يريد أن ينسحب من الميدان الرئاسي، ويريد أن يكسب المزيد من الوقت لإستمراره بترشيحه، رافضاً أي كلام آخر عن البحث عن مرشح توافقي، اما بالنسبة لجعجع فهو يريد أيضاً الإستطلاع لكسب الشرعية ولليّ ذراع عون في الشارع، خصوصاً أنه غير دستوري وغير ملزم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها