newsأسرار المدن

لحزب الله أسبابه في تسهيل صفقة "العسكريين" وانتقادها

علي رباحالأحد 2015/12/06
أعلنت كتائب المعارضة استعادتها السيطرة على عدد من النقاط في القلمون
الموافقة على صفقة العسكريين تأتي في سياق هدن عديدة دخلها الحزب
حجم الخط
مشاركة عبر

تتواصل مفاعيل صفقة التبادل بين الدولة اللبنانية و"جبهة النصرة". ما لم يقله أقطاب السياسة اللبنانية في العلن قاله إعلامهم. إمتعاض "المنظومة الإعلامية" لـ"حزب الله" من "الصفقة المذلّة"، على حدّ قولها، كان واضحاً. شاشة "المنار"، على سبيل المثال لا الحصر، فتحت هواءها واستقبلت سياسيين ومحلّلين عملوا على الضرب بـ"الصفقة". حتى ان بعض هؤلاء كاد ان يطالب باعدام عسكريين "استسلموا للنصرة ولم يواجهوا". كل ذلك يطرح تساؤلات مشروعة: اذا كان الأمين العام  لحزب الله السيّد حسن نصرالله شارك فعلاً في إنجاح الصفقة، كما قال كثيرون، فلماذا يضرب إعلام "الممانعة" بما شارك السيّد في انجازه؟


يعلم محور "الممانعة" ان إنجاز صفقة التبادل لم يكن مذلاً لما اسماه "السيادة اللبنانية". ها هي الولايات المتحدّة بجبروتها، انجزت صفقة مشابهة مع حركة طالبان، افضت الى تحرير الرقيب في الجيش الاميركي "بو برغدال" مقابل اطلاق سراح 5 عناصر من الحركة من معتقل عوانتانامو. وعندما ووجه الرئيس باراك أوباما بانتقادات داخلية، قال ما حرفيّته، "نحن لا نترك احدا يرتدي البزة الاميركية خلفنا".


وفي الاسابيع القليلة الماضية، كشف تقرير استخباراتي عن صفقة تمّت بين ايران وتنظيم القاعدة، افرجت طهران بموجبها عن قيادات عملت كأعضاء في مجلس شورى "القاعدة" مقابل إفراج التنظيم عن دبلوماسي ايراني تم اختطافه في اليمن. ولمَ الذهاب بعيداً. ها هو حزب الله، بعتاده وجيشه المدعوم بقوة نارية هائلة، فاوض "جيش الفتح" واوقف حملته على الزبداني لحماية "الفوعة" و"كفريا" الشيعيتين. ليست الدولة اللبنانية، بتركيبتها المعقدة، اقوى من كلّ هؤلاء. في بيئتها الداخلية، تستطيع الدولة ان تأخذ قرار الحسم العسكري (والامثلة كثيرة). لكن حين يصبح الملف على تماس مع النار السورية واللاعبين في الميدان السوري، تصبح التنازلات واقعاً لا بدّ منه. فلماذا يصوّب إعلام "حزب الله" على "الصفقة"؟



طوال شهور، سمع اللبنانيون والعرب عن سعي تركيا لانشاء منطقة عازلة وآمنة على حدودها مع سوريا. لكن احداً لم يتوقّع ان يتم انشاء هذه المنطقة الامنة، التي لطالما اعترضت عليها ايران، على ارض حدودية بين لبنان وسوريا. فصفقة التبادل التي تمّت الاسبوع الماضي، تلحظ في احد بنودها، انشاء منطقة آمنة في وادي حميّد حيث تتواجد اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين. مصادر مطّلعة اكدت لـ"المدن"، ان "حزب الله سهّل صفقة التبادل كونه لم يبدِ اعتراضاً على بنودها وخاصة تلك التي تتحدث عن منطقة امنة". وهي، اي المنطقة، تشكل ازمة كبيرة لحزب يعمل وفق اجندة طويلة المدى. فحزب الله، بحسب المصادر، سعى في حربه "القلمونية" الى تأمين مناطق نفوذه في لبنان ومداها الحيوي مع السلسلة الشرقية وصولا الى الساحل شمالاً، مرورا بدمشق وحمص. ووفق استراتيجية الحزب المستقبلية، فعمله جارٍ على إحكام قبضته على كافة معابر التواصل بين مليوني لاجىء سوري في لبنان مع عمقهم السوري، خشية ان يفكر احدهم بنقل المعركة الى عقر دار الحزب الذي يحاربهم في عقر دارهم. وتقول المصادر، "إذا كانت التسويات في المنطقة فرضت صفقة التبادل على اللاعبين في الساحة السورية، إلا ان حزب الله لن يسمح، على المدى الطويل، بانشاء تجمع مذهبي-اجتماعي معادٍ قد يعرقل خططه المستقبلية في مناطق نفوذه في لبنان ومداها الحيوي على السلسلة الشرقية.



تمّت الصفقة بعد اسابيع قليلة على تفجير في عرسال استهدف هيئة علماء القلمون، احدى الجهات الفاعلة في الملف. علّق حزب الله مشاريعه لضرورات التواصل الاقليمي-الدولي. هادن في الزبداني، لارساء تهدئة تحمي الفوعة وكفريا. سهّل صفقة التبادل بين الدولة اللبنانية و"النصرة" وبلع موس "المنطقة الآمنة"، تزامناً مع الحديث عن "تسوية شاملة". فهل تبقى مشاريع الحزب معلّقة على حبال التسويات، ام انه ينحني امام العاصفة ليعود وينقلب مجددا كما انقلب على تسويات كثيرة في السابق؟

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث