عون: تسوية فرنجية فصل من الحرب الكونية علينا

المدن - سياسةالأحد 2015/11/29
C:\Users\Rainbow10\Desktop\201508\20150828\ميشال عون    المدن\3.jpg
موافقة عون على ترئيس فرنجية شبه مستحيلة ولو "لبس طربوش الرابية"
حجم الخط
مشاركة عبر

"سليمان فرنجية مرشح جدّي لرئاسة الجمهورية"، قنبلة فجرهّا اللقاء الباريسي الأسبوع الماضي، أعادت مشهد خلط التحالفات وكسر الإصطفافات إلى الساحة السياسية، خاصة في ظلّ التقارب العوني- القواتي، واستتباعاً، بالالتحاق الكتائبي نحو الإجماع المسيحي. لا شكّ أن لقاء الحريري- فرنجية المُسرّب إلى الإعلام شكّل مفاجأة لدى حلفاء الطرفين، لكن، على ما يبدو أن أضراره ستكون اكثر وطأة على حلف عون- فرنجية، حتى ما قبل تحولّ الترشيح من جدّي إلى رسمي.

تبدو الرابية أكثر الممتعضين مما جرى، لا سيما انها لم تكن على علم به، والإمتعاض الأكبر يتجلى بما حكي عن موافقة فرنجية على الحفاظ على قانون الستين أو على الأقل التمسك بالقانون الإنتخابي الأكثري لا النسبي، من هنا تبدأ المشكلة مع الرابية التي تنظر إلى التسوية بأنها جدية إلى أقصى الحدود، وتستبعد مصادر التيار الوطني الحر لـ"المدن" بأن "يكون مخطط الحريري يهدف إلى حرق ورقة فرنجية من زاوية قانون الإنتخاب، وبالتالي حرق كلّ أوراق الزعماء المسيحيين "الأقوياء" ليتمّ بعدها الإنتقال إلى البحث عن رئيس توافقي."

لكن المصادر تؤكد أنه بموازاة جدّية الطرح، فهو أيضاً يهدف إلى إحداث الشرخ في البيت الواحد، إذ لا تستبعد المصادر بأن يكون ترشيح فرنجية فخاً لزرع الفتنة والشقاق بين المردة والتيار، ويرفض التيار صيغة الترشيح ومضمونه جملة وتفصيلاً، معتبرة، أن عون لا يزال المرشح الرسمي والنهائي لرئاسة الجمهورية". وهذا ما أكده وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الإجتماع الذي ضمه إلى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا قبل أيام، إذ أكد باسيل أن إنسحاب عون غير وارد وسيخوض معركة الرئاسة حتى النهاية. في حين يقف حزب الله على مسافة واحدة من حليفيه الاستراتيجين رغم انه حتى الساعة يدعم ترشح عون وينتظر رأي هذا الأخير من ترشيح فرنجية.



لم يحسم عون موقفه العلني من ترشّح حليفه ريثما تتضح بنود "السلة المتكاملة" للتسوية التي من المفترض أن يأتي على رأسها  قانون الانتخاب. وتشير مصادر التيار الوطني الحرّ إلى أن "طرح تعيين العميد المتقاعد شامل روكز قائداً للجيش في السابق مقابل تراجع عون عن الترشح لرئاسة الجمهورية، لم يكن ثمناً عادلاً لتخلّي الممثل الأول للمسيحيين عن الرئاسة، أمّا اليوم فقد يوافق عون على ترشح حليفه الرئيس فرنجية في حال إقرار قانون إنتخابي يلحظ الحقوق المسيحية إضافة إلى سلة من الأمور التي تعزز الدور المسيحي في النظام".

ويقول أحد زوار الرابية لـ"المدن" إن الحريري "قد لا يقبل بشرط إقرار قانون إنتخابي يؤمن التمثيل الحقيقي للمسيحيين إلى جانب وصول الرئيس سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة، فكيف بالأحرى في حال وضع عون شرطاً مسبقاً بأن لا يحظى الحريري برئاسة الحكومة طالما أن المفاضلة بين المرشحين المسيحيين الأربعة لم تكن لصالح الزعيم المسيحي الأكثر تمثيلاً، لذا أعتقد أن فرصة وصول الرئيس سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة ستُجهض في مهدها".

بانتظار اتضاح الصورة أكثر، وصدور مواقف الأفرقاء بشكل صريح وعلني، ثمة الكثير من علامات الاستفهام تسجّل حول العلاقة بين المردة والتيار الوطني الحرّ، كسبب فرنجية اللجوء إلى السرية في لقائه بالحريري؟ هذا الأمر ترى من خلفه مصادر العونيين "نوايا مبيتة" فيما تعتبره مصادر "المردة لـ"المدن" بأنه طبيعي، وهو كما فعل النائب عون في السابق، وقد حرص فرنجية على عدم إزعاج أحد من الحلفاء، ولم يقدّم أي التزام، لكن هذا الكلام لا يستقيم في دوائر الرابية، وهناك ارتياب من التقارب بين الخصمين، بينما يعتبره المردة طبيعياً، وتذكر مصادر فرنجية عون بتبنيه إعلان النوايا مع القوات اللبنانية أي الخصم التاريخي لفرنجية.

 الأجواء متوترة بين الرابية وبنشعي، وهناك محاولات حثيثة يقودها حزب الله وفق ما تؤكد مصادر "المدن" لجمع فرنجية وعون، وتشير إلى أن عون يرحب بزيارة فرنجية إلى الرابية، لكنها تجزم بانه لن يتنازل عن حقه بالترشح. ويطرح أحد المقربين من النائب عون المزيد من الأسئلة لـ"المدن" قائلاً:" ألم يسأل المردة حول سبب قبول الحريري وجنبلاط بترشيح فرنجية للرئاسة؟ وهو الحليف العضوي للأسد وإيران وحزب الله بينما رفضوا ترشح عون للأسباب نفسها؟ الأمر بالنسبة إلى عون هو استهداف شخصي له.

بالنسبة إلى عون فإن ترشيح فرنجية هو فصل جديد من فصول الحرب الشاملة التي يتعرّض لها، فيما كلام فرنجية عن أن عون لا يزال مرشح قوى الثامن من آذار الوحيد لا يستقيم. تغضب الرابية من تحييد فرنجية لمن وصفه يوماً ما "بأبيه السياسي" والتحرّك سراً، وتختم المصادر:" إن كان فرنجية قال نعم للحريري، فإن نعم عون لتسمية فرنجية رئيساً ستكون شبه مستحيلة على الرغم من إرتدائه "طربوش الرابية".

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث