على وقع الحدث الأمني، وتفجيرات برج البراجنة وباريس، انعقدت جلسة الحوار الوطني في جولتها العاشرة، في عين التينة بدل مجلس النواب، بسبب المخاوف الأمنية. وإن كانت الجلسة، التي وصفها رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بـ"الإيجابية"، خرجت بموقف حازم لجهة "ضرورة تفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمتها عمل مجلس الوزراء لمعالجة القضايا الملحة"، إلا أنه وضع بند إنتخاب رئيس الجمهورية جانباً، على الرغم من اعتراض قوى "14 آذار".
المؤشرات الجديدة التي ترصد في الجلسة العاشرة عديدة، تبدأ من النصاب الكامل، بإستثناء رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، وصولاً الى اصدار بيان بعد الجلسة للمرة الأولى منذ أن عقدت طاولة الحوار، والغداء الذي اقامه رئيس مجلس النواب نبيه بري للحاضرين.
وكان الحوار استهل بالوقوف دقيقة صمت عن ارواح شهداء برج البراجنة، شدد بعدها بري على أهمية رص الصفوف وتوحيد الموقف للتصدي للتحديات الامنية وللخطر الارهابي الذي يحدق بلبنان. كما أكد البيان "استنكار الجريمة الارهابية التي وقعت في برج البراجنة، والتقدير للالتفاف الوطني الجامع على إدانتها والتضامن الذي عبرت عنه مختلف القوى السياسية في مواجهة الارهاب، وتقدير جهود الاجهزة الامنية التي استطاعت بسرعة قياسية كشف كل تفاصيل هذه الجريمة وتوقيف المجرمين، وشددوا على اهمية استمرار التنسيق في ما بينها للحفاظ على الاستقرار وضبط اي محاولات ارهابية".
وعلى الطاولة والى جانب الهم الأمني حضرت التسوية الوطنية التي تحدث عنها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، والرد الإيجابي للرئيس سعد الحريري، وأكد قياديو فريق "14 آذار"، انفتاحهم على اي تسوية شرط انطلاقها من حل معضلة الشغور الرئاسي.
ولفتت مصادر "المدن" إلى أن الجلسة لم تستكمل البحث في موضوع إنتخاب رئيس للجمهورية، ومواصفاته، وعندما طرحه رئيس كتلة تيار "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة باعتباره أولوية، تدخل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، واعتبر أنه يجب استمرار الحوار للوصول إلى التسوية، واعتبر رعد أن ما قاله نصرالله ليس جديداً وليس مبادرة، بل هو موقف قديم للحزب، والمقصود منه تفعيل الحوار للوصول إلى التسوية في ما بعد. وأشارت المصادر إلى أن رعد أكد ضرورة التوافق على كل الملفات أو السلة على أن يتم التنفيذ عبر انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أن ذلك ضروري وأهم من إنتخاب الرئيس عبر القول: "إذا ذهب البلد إلى الهاوية ماذا يفيد رئيس الجمهورية"، مؤكداً ضرورة تحصين الوضع عبر الحوار. واستند رعد في موقفه، الى موقف بري الذي يعتبر، وفق المصادر، أن على الحوار أن يبحث في كل جدول الأعمال، ولا يتوقف عند البنود المتعثرة".
وفيما حضر ملف النفايات وإحتمال ترحيلها في مداخلة رئيس الحكومة تمام سلام، تحدث رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عن "الحرب العالمية ضد الارهاب"، وضرورة المواجهة لبنانياً تكون بخطة شاملة من دون جزئيات، كما أعاد المطالبة بضرورة بحث قانون الإنتخاب، بشرط أن يكون ضامناً لتصحيح الخلل، ويوفر التمثيل الصحيح.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها