newsأسرار المدن

"حزب الله" مطمئن: الوضع في سوريا لمصلحتنا!

منير الربيعالاثنين 2015/10/12
undefined
المعركة الآن لإستعادة إدلب وجسر الشغور
حجم الخط
مشاركة عبر

ينظر "حزب الله" بواقعية لكل ما يجري في المنطقة، يعتبر نفسه أحد اللاعبين المؤثرين في المعادلات، فلولاه لما كان رئيس النظام السوري بشار الأسد صمد كل هذه الفترة، وصولاً إلى مرحلة التدخل الروسي في سوريا.
 

هي مرحلة جديدة بدأت بعد دخول روسيا على الخط، لكن دور "حزب الله" لا يزال بارزاً في سوريا، خصوصاً أنه يبسط سيطرته على رقع واسعة من الجغرافية السورية، لكن هذه المرحلة الجديدة لا تعني أن الأمور انتهت لا بل إنها تطورت، وبموازاة تصاعد المعارك التي يريد الجيش السوري خوضها بغطاء روسي ودعم من الحزب، تطمح روسيا لأن ترفقها مع مساعٍ لإنضاج حلّ سياسي للأزمة السورية.
 

حين ينظر "حزب الله" إلى الخريطة السورية، يحدد المناطق التي تخضع لسيطرته، يقارب نقاط القوة ونقاط الضعف، يعتبر أن المرحلة الآن هي لهجوم يشنه الجيش السوري لاستعادة المناطق التي خسرها مؤخراً، والتي تسببت في إنهيارات معنوية في صفوفه، ولذلك فإن هذه المعارك ستكون بمثابة استعادة المعنويات وإن كان الجيش السوري مدعوماً من حزب الله والروس.
 

يفصّل الحزب المناطق، منطقة تلو أخرى، في القنيطرة والسويداء الامور جيدة، والحزب يسيطر على المناطق الغربية بشكل كامل، إن في دمشق أو ريف دمشق من الزبداني إلى حمص، وفق ما يشير أحد المقربين من الحزب لـ"المدن"، فيما التدخل الروسي يضمن مناطق الساحل السوري بشكل كامل، ولذلك فإن الإهتمام الأساسي اليوم يتركز على مناطق حماه، وإستعادة المناطق التي خسرها الجيش في إدلب، وعليه فإن التوجه العسكري الحتمي سيكون باتجاه جسر الشغور تحديداً، التي لها، وفق المصدر، أهميتين الأولى عسكرية إستراتيجية لموقعها، والثانية معنوية نظراً لما حصل للجيش من تراجع بعد خسارتها، وبالتالي فإن استعادتها اليوم تشكل قوة دفع جديدة للتقدم.
 

وسط هذه التطورات يبرز سؤال أساسي حول هدنة الزبداني مقابل الفوعة وكفريا، فتؤكد المصادر أن التدخل الروسي أدخل وقائع جديدة، فلم يعد من داع لهذا الإتفاق، لأن الزبداني أصبحت بحكم الساقطة، فيما الهجوم على إدلب سيدفع بمقاتلي المعارضة إلى الإنسحاب من محيط كفريا والفوعة لدعم جبهات أخرى، وعند السيطرة على إدلب وجسر الشغور تكون الطريق قطعت على المعارضة، وتخفيف الضغط العسكري في المنطقتين الشيعيتين (الفوعة وكفريا).
 

وتشير مصادر "المدن" إلى أن روسيا تسعى لإنجاح مساع سياسية في سوريا، لكنها لا تتوقع أن تنجح في فترة قصيرة، بل إن المعارك ستبقى مستمرة، لكن الأكيد أن مسألة إسقاط النظام أصبحت من الماضي بالنسبة للحزب، إذ تكشف المصادر أن الإدارة الأميركية أبلغت قبل فترة إحدى الشخصيات اللبنانية البارزة أن مسألة إسقاط الأسد أصبحت وراءهم، والحديث اليوم أصبح عن مواجهة الإرهاب وكيفية إنجاز تسوية سياسية في سوريا.
 

وتؤكد المصادر المقربة من "حزب الله" أن الموقف الدولي يتغير شيئاً فشيئاً من مسألة بقاء الأسد في المرحلة الإنتقالية، والحديث يدور حول المرحلة الإنتقالية، ولا تخفي المصادر أنه في حال تم التوصل إلى إتفاق بشانها فبالتأكيد سيكون للمعارضة دور، ومن الناحية العسكرية فإن المسلحين السوريين ضد النظام سيلقون السلاح ويندمجوا بالمؤسسات أما الأجانب سيغادرون، من دون اسقاط إحتمال عرقلة بعض الأطراف لهذا الإتفاق، لكن معالجة موقفها تقع على عاتق الدول وموقفها.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها