الإثنين 2015/01/19

آخر تحديث: 18:07 (بيروت)

"حزب الله" لـ"المدن": الرد قادم

الإثنين 2015/01/19
"حزب الله" لـ"المدن": الرد قادم
قرار الرد إيراني (المدن)
increase حجم الخط decrease

لا شكّ أن الضربة الإسرائيلية لـ"حزب الله" والحرس الثوري الإيراني في القنيطرة كانت موجعة. تشبه هذه الضربة إلى حدّ بعيد عملية إغتيال الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي، التي نفذت عبر طائرة أباتشي، وصواريخ موجهة، بعد الحصول على معلومات دقيقة. يفتح ذلك باب النقاش أبعد من إمكانية الرد على هذه الغارة وطبيعته وتوقيته، إلى كيفية إختراق محور المقاومة.

لا يخفي "حزب الله" وفق مصادره أن "الضربة كانت قويّة". استطاع العدو إغتيال أحد أبرز قادة الحزب الملمّين بالملفين السوري والعراقي وهو محمد عيسى، بالإضافة إلى مقتل العميد الإيراني محمد علي الله دادي، وفق ما هو معلن. الضربة المعنوية بالنسبة إلى الحزب كانت في مقتل جهاد مغنية نجل القائد العسكري السابق عماد مغنية. تعتبر المصادر أن "هذا الإستهداف يأتي في إطار الحرب المفتوحة مع العدو الإسرائيلي"، مؤكدة أن "الردّ قادم لكن لا أحد يعرف متى وكيف وأين". وتضيف: "الوقت للفعل وليس للكلام الآن".

يقول القيادي في الحزب غالب أبو زينب لـ"المدن" إن "الصراع مع العدو مفتوح سواء على الأراضي اللبنانية أو السورية"، ويؤكد أن "الحزب لن يسكت عن هذه الضربة"، معتبراً أن "الرد سيكون موجعاً ولكن لا أحد يستطيع السؤال عن طبيعة الردّ وتوقيته، لأن من عادة المقاومة أن لا تتحدث عما تنوي فعله، وعليه لن نقول المزيد الآن، والرد سيكون أمام الجميع".

في الإطار السياسي وتوقيت الضربة تشير مصادر سياسية متابعة لـ"المدن" إلى أنها تأتي على أبواب عودة المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى، والتي تترافق مع حرب نفطية على إيران، كما لا يمكن فصل هذا الأمر عن الكلام التصعيدي الذي أطلقه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله قبل أيام.

تقرأ المصادر، العملية الإسرائيلية، بأنها تحدّ علني من قبل إسرائيل، وهذا ما يفرض على الحزب الردّ على الضربة بضربة، لأن ما حصل يحشر حزب الله أمام نفسه وجمهوره، بإعتبار أنه لا يمكن أن يتعرّض لضربة على الرأس كهذه من دون الردّ.

بالتأكيد لا يملك حزب الله قرار الردّ. تبدو إيران هي العنصر المقرّر في ذلك، لا سيما أن من بين القتلى قادة من حرسها الثوري. يعني هذا أن الموضوع أصبح مرتبطاً بمجريات المفاوضات النووية والرؤية الإيرانية للأوضاع الإقليمية. الردّ مؤجّل إذاً؟ لا إجابات. هل سيكون الرد على شاكلة حزب تمّوز؟ لا أحد يعلم. الثابت أن من اختار التوقيت هو الإسرائيلي  وليس الإيراني، وقد لا تكون إيران جاهزة للدخول في حرب. المعيار هنا بحسب المصادر هو مسار المفاوضات وفرض المزيد من العقوبات على طهران. في حال حصل ذلك فإن الرد سيكون بفتح إحدى الجبهات، وهذا لن يكون اليوم، إذ على الأقل من المفترض إنتظار الربيع، ترقباً لعوامل الطقس والتهجير، الذي سيكون أحد أبرز حسابات أي حرب.

بإنتظار الرد وطبيعته وماهيته ونتائجه وتوقيته، يبدو أن "حزب الله" سينكب في المرحلة الحالية على دراسة طريقة الإستهداف، خصوصاً أنها تفرض عليه التدقيق أكثر في الخروق ضمن صفوفه، وضمن صفوف محوره. الأكيد أن الضربة أتت بناء على معلومات دقيقة، وبعد إكتشاف عمالة عدد من قادة الحزب لصالح "الموساد". عليه أمام الحزب تحدي الرد، وتحدي رص صفوفه، بعد أن حاول نصرالله الإيحاء بأن خرق محمد شوربة لا أهمية له.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها