تتسارع وتيرة الحراك الدولي، وعلى أكثر من خطّ تجري الإتصالات، وجميعها تلتقي في النهاية حول هدف منشود، بحثاً في إمكانية إحداث خرق في جدار الأزمة السياسية اللبنانية، والوصول إلى إنتخاب رئيس للجمهورية.
حمل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط ملفاته إلى فرنسا، حيث التقى فيها برفقة نجله تيمور، الرئيس فرنسوا هولاند، وتركز البحث حول سبل إنهاء الشغور، فما بعد الإتفاق النووي ليس كما قبله، والجميع يريد تجميع أوراقه في الداخل والخارج.
زيارة جنبلاط الفرنسية، وازتها زيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى المملكة العربية السعودية، لبحث الملف الرئاسي، وقضايا أخرى، وليس بعيداً، فقد توجه وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى المملكة للقاء المسؤولين والرئيس سعد الحريري للبحث في الموضوع عينه إلى جانب الزيارة التي يجريها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إلى باريس للقاء المسؤولين والبحث في سبل التعاون بين البلدين ومرحلة ما بعد النووي، على الرغم من أن الشق الأمني فيها أكبر.
أراد جنبلاط لزيارته الباريسية أن تحمل أبعاداً ثلاثة، الأولى تعرف نجله على الرئيس الفرنسي، وعلاقة والده بالفرنسيين. ووفق ما تشير المصادر فإن تيمور سمع الدعم الفرنسي للبنان، والتعهد بإستمراره للحفاظ على الإستقرار. والثانية، البحث في تحريك الملف الرئاسي عبر إمكانية التوصل إلى تسوية معينة تتيح إنتخاب رئيس توافقي. والثالثة إستشراف مرحلة ما بعد الإتفاق النووي بين إيران والغرب.
تضطّلع فرنسا بدور رئيسي في إيجاد مخرج للأزمة الرئاسية بتفويض ودعم أميركي وروسي وفاتيكاني، وفق ما تشير مصادر "المدن"، وتفيد بأن هولاند كلّف وزير خارجيته لوران فابيوس شخصياً ببحث الملف الرئاسي اللبناني خلال زيارته المقبلة إلى طهران.
يعتبر جنبلاط أن الحاجة ماسة في هذه الفترة إلى تهيئة جو دولي لإنتخاب الرئيس وللدفع بإنجاز بعض الإستحقاقات الداخلية، لأن الأفرقاء على اختلافاتهم لا يجيدون سوى تضييع الفرص، فلذلك لا بد من إيجاد سبل ضاغطة للخروج من منطق الحسابات الضيقة.
وقبل أن ينهي جنبلاط زيارته إلى فرنسا، توجه أبو فاعور إلى السعودية في زيارة على وجه السرعة، لإجراء عدد من اللقاءات. وعلمت "المدن" أن الملف الرئاسي سيكون أساسياً على طاولة البحث.
تتخطى الزيارات مسألة الاستكشاف، وتتلخص في محاولات إيجاد معطيات جديدة تدفع بإنجاز التسوية، خصوصاً ان المعطيات الإقليمية تتخذ منحى تصعيدياً في الإقليم، لا سيما في اليمن وسوريا ما بين السعوديين والإيرانيين، ليبقى السؤال هل هناك فعلاً إمكانية لإنجاز شيء ما في لبنان؟
هناك من يعتبر أنه في ظل هذا التصعيد لا بد من إيجاد مساحة ما يجري تنفيس الاحتقان فيها، وقد يكون لبنان في إطار الإفراج الإيراني عن الإنتخابات الرئاسية كبادرة حسن نية للمجتمع الدولي، بينما في المقابل هناك رأي آخر يعتبر أن في ظل هذا التصعيد لا يمكن التعويل على إحداث أي خرق في لبنان بإنتظار حصول تواصل إيراني سعودي ما.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها