newsأسرار المدن

زيارة جيرو يظللها طموح عون: الجمهورية "فدا" كرسي الجمهورية

ربيع حدادالاثنين 2015/02/02
C:\Users\Rainbow10\Desktop\201501 pic\ميشال عون.jpg
عون سيبلغ الجميع أنه لن يتنازل لصالح أحد (تصوير: علي علوش)
حجم الخط
مشاركة عبر

تجول الأنظار السياسية باحثة عن أي تطور قد يبرز حول الإستحقاق الرئاسي. لا جديد في الأفق. تعود الأنظار مجدداً للبحث عن مبرّر لزيارة مستشار الخارجية الفرنسية لشؤون الشرق الأوسط، جان فرنسوا جيرو، إلى لبنان. أيضاً، لا جديد قد تحمله الزيارة. الأمور ما زالت عالقة في مربّعها الأول. لا تقدّم على أي صعيد محلّي أو خارجي يسمح بالتماس خيط أمل، ولو رفيع، يعيد الحياة إلى قصر بعبدا. يجتمع الساسة اللبنانيون على استغرابهم لزيارة جيرو، لا أحد يملك جواباً حول الفائدة من هذه الزيارة الجديدة، على الرغم من مراوحة الأمور مكانها.

تسري في الأروقة أجواء بأن تحرّك جيرو مجدداً باتجاه لبنان، مبني على تفاؤل بالإيجابية التي تسود بين الأفرقاء اللبنانيين: الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله عنصر جيّد، كذلك بالنسبة إلى الحوار بين الطرفين المسيحيين الأبرز على الساحة، والمعنيين بشكل مباشر بتسهيل الإستحقاق أو الإستمرار في تعطيله. في زيارته السابقة، أشاع جيرو أجواء أكثر من إيجابية تتعلق باقتراب إيجاد مخرج للأزمة الرئاسية. أعلن في حينها أنه يستند في تحرّكه إلى إيجابية إيرانية لإنهاء هذه الأزمة. وبعد الزيارة، أعلن جيرو اكتشافه أن الظروف غير ناضجة بعد، وأن إيران تعتبر الإستحقاق موضوعاً يخص المسيحيين وما يتفقون عليه.

ما الذي تغيّر؟ لا أحد يعرف. تقول مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ"المدن"ن أن أجواء الحوار بين اللبنانيين تهدف بشكل أو بآخر إلى الوصول إلى إنتخاب رئيس للجمهورية. يعوّل الفرنسيون كثيراً على الحوار بين النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع: "نحن نعتبر أن الحوار هو المخرج الأساسي للأزمة، تحرّكنا يهدف إلى إرساء الأجواء الإيجابية، نحن لا نتدخل بالأسماء ولا بالأشخاص، إنما نساعد عبر جولاتنا وإتصالتنا الدولية تحديداً مع طهران والفاتيكان لحماية الموقع الأول في الدولة". لكن.. هل الإستحقاق مرتبط فقط بالأفرقاء اللبنانيين؟ يجيب المصدر الفرنسي أنه لبنان وأفرقاءه، بطبيعة الحال، لهم ارتباطاتهم الخارجية وهذا ما يحول حتى الآن دون الإتفاق على إنتخاب الرئيس الجديد.

في القراءة الفرنسية الواقعية، لا شيء تغير. الإشتباك الإقليمي والدولي على حاله، وبالتالي هذا لا يؤدي إلى إنتاج الحلول. لكن بالنسبة إلى الفرنسيين، لا بد من المحاولة. والأهم منها الإبقاء على حضورهم في المسرح السياسي للمنطقة. يختلف اللبنانيون على جنس الملائكة، لكنهم يتفقون على أن الزائر الفرنسي لا يحمل أي جديد. التعويل على الحوار لا ينفع، خصوصاً أن أحداً ليس مستعداً لتقديم أي تنازل. الإستثمار في الحوار بين عون وجعجع لم يعد ينفع، لقاء القطبين لم يحصل، والإختلاف ما زال في أوجّه. عون غير مستعد للتنازل، وجعجع لا يريد حصول اللقاء قبل الحصول على ضمانة من خصمه اللدود بأنه مستعد للبحث عن اسم توافقي.

يبقى عون على موقفه. لا يرى سوى قصر بعبدا. بالنسبة إليه، كل الطرقات تصبح سالكة إن أفضت به أخيراً إلى بعبدا. ما زالت دوائر الرابية على اقتناعها بأن حظوظ ترئيس عون مرتفعة، عدا عن ذلك لا مجال للنقاش. وتقول مصادر الرابية لـ"المدن": نحن منفتحون على الجميع، وهذا الجميع سيسمع جواب الجنرال الوحيد: "لست في وارد التنازل عن ترشيحي لصالح أحد، أنا الأجدر والأكفأ خصوصاً في ظل ما تمرّ به المنطقة، هذا قرار مبدأي لا تراجع عنه".

لا يعير عون أهمية لأي لقاء أو زيارة. الأهمية تكمن في الوصول إلى كرسي الرئاسة. أمام هذا التصلّب تتكسر كل المبادرات. الحوار بينه وبين جعجع لم ينضج بسبب ذلك. قد يحتاج الحوار المرتقب من ينعيه. زيارة جيرو لن تغيّر في الموقف شيئاً. فبالنسبة إلى الرابية، عون هو الجمهورية التي لا تكتمل إلّا بجلوسه على كرسي رئاستها، عدا عن ذلك ترخص كل الجمهوريات، وتذهب كل الحوارات والزيارات، والإستحقاقات.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها