الأربعاء 2014/12/17

آخر تحديث: 18:08 (بيروت)

السعودية تحتفي بجعجع: إيران تعطل ملف الرئاسة

الأربعاء 2014/12/17
السعودية تحتفي بجعجع: إيران تعطل ملف الرئاسة
السعودية طلبت من فرنسا التواصل مع إيران من أجل تسهيل انتخاب رئيس
increase حجم الخط decrease

 

استدعت المملكة العربية السعودية رئيس القوات سمير جعجع على عجل. حفاوة في الإستقبال، لقاءات مع قيادات المملكة ومراكز القرار فيها. ثُم لقاء الرئيس سعد الحريري والاتفاق على خطة إدارة المرحلة المقبلة. أساس الحديث: رئاسة الجمهورية وكيفية إنهاء الفراغ في بعبدا بعد سبعة أشهر من نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان.

 

كثر الحديث عن هدف الزيارة، ليتبيّن أن البند الأوّل والوحيد: حل ملف رئاسة الجمهورية. باقي التفاصيل هي من باب تبادل وجهات النظر في ما يخص أوضاع المنطقة. طبق الرئاسة هو الأساس. إذ تقول مصادر مواكبة للزيارة لـ"المدن" إن "السعودية تريد أن تحل هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن، وهي طلبت من فرنسا الدخول كوسيط بينها وبين إيران للوصول إلى تفاهم يساهم في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمليارات الثلاثة التي حصلت عليها فرنسا من السعودية لتسليح الجيش لها ثمن، تريد المملكة أن يكون في سبيل إنهاء الفراغ في قصر بعبدا وهذا يُحسب لها".

 

لكن ما علاقة جعجع بالوساطة الفرنسية؟ تقول المصادر: أرادت السعودية إيصال رسالة واضحة للجميع، أن سمير جعجع هو الحليف وشريك القرار المتعلّق بالموقع المسيحي الأوّل، وهي أرادت التأكيد على التزامها بحلفائها وبالتشاور معهم في شتى الأمور، وهذا الفارق مثلاً بينها وبين إيران التي تتعاطى عبر ممثلها مع من يتحالف معهم، بطريقة مغايرة تماماً، على قاعدة تحقيق مصلحتي أولى واجباتكم". من هنا كانت الزيارة، التي لم تنته بعد، واللافت فيها، لقاء جعجع بالجالية اللبنانية وهو عادة ما لا يحصل في زيارات رسمية للمملكة.

 

في الأعوام الأخيرة، كانت العلاقة مع الرئيس سعد الحريري عادية. شابها الكثير من الاختلافات ـ الخلافات، والتي حُلّت بطرق ملتوية، أو لا تؤسس لإعادة التحالف إلى ما كان عليه في السابق، وهو ما تعمّق إثر حوار الحريري مع النائب ميشال عون. إلا أن هذا الأمر وعلى ذمة متابعي الزيارة، انتهى. إذ يقول هؤلاء إن "اللقاء بين جعجع والحريري كان أكثر من ممتاز، لا بل استثنائياً، اتفق فيه على مواجهة مشتركة وخريطة طريق نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتشاور والتعاون"، وهذا بحسب المعلومات ما جعل الحريري يستدعي على عجل كُلاً من الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهار المشنوق إلى الرياض لاستكمال البحث مع جعجع في الأمور المطروحة كافة".

 

في السعودية، تسليم بأن لا حل إلا بمرشح توافقي ينهي حال الفراغ. هذا ما أيّده جعجع والحريري معاً. الأسماء التوافقية إلى الآن غائبة، أو لم يرشح عن اللقاءات أي شيء يؤشر إلى مثل هذا الأمر. هذا ما يقوله متابعو الزيارة. إلّا أن مصادر ديبلوماسية أخرى اعتبرت أن الأسماء محصورة بعدد قليل من المرشحين، وجرى التداول بها في أكثر من لقاء، ومن ضمنها قائد الجيش جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وسفير لبنان في الفاتيكان جورج الخوري.

 

من هذه الأسماء الثلاثة، يبدو إلى الآن أن الأوفر حظاً هو سلامة. فعون يضع فيتو على قهوجي، وعون وقهوجي يضعان فيتو على الخوري، ولم يبق سوى سلامة. هذا في ما يتمّ تداوله في الغرف المغلقة من الرياض إلى بيروت، وأجواء الرياض توحي بأن موضوع الرئاسة قد وضع على نار حامية وأن الأسابيع المقبلة ستحمل الكثير من المتغيّرات على هذا الصعيد.

 

لكن، وبالرغم من هذه الأجواء المريحة نوعاً ما، وكل هذه الحفاوة السعودية ومشاركتها لجعجع بالقرار، فإن الأمور ليست بطبيعة الحال بهذه البساطة. يقول مصدر ديبلوماسي رفيع: صحيح أن فرنسا صلة وصل بين السعودية وإيران في موضوع الرئاسة، لكن من قال إن إيران تريد إنهاء الفراغ. يضيف: كل هذا التفاؤل، لا يُصرف إذا لم تقرّر طهران بعد أن تسهّل انتخاب رئيس، وهو ما لم يحصل عليه الوسيط الفرنسي إلى الآن.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها