newsأسرار المدن

السنيورة ـ الحريري: من يكسب الجولة الرئاسية؟

منير الربيعالثلاثاء 2014/06/10
C:\Users\User21\Desktop\الحريري والسنيورة في اجتماع الكتلة.jpg
اختلاف في وجهات النظر (علي علوش)
حجم الخط
مشاركة عبر


تبرز المشاورات والمفاوضات الرئاسية، نوعاً من الإختلاف والتعارض في وجهات النظر، وربما أكثر من ذلك، بين الحلفاء، وتصل في بعض إيحاءاتها إلى داخل البيت الواحد. كثر يحاولون اللعب على وتر التناقض في توجهات الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، منهم من لم يترك مناسبة لمحاولة الإيقاع بينهما، لكن في الممارسة السياسية وما يجري حالياً على الساحة الداخلية هناك ما يوحي بشيء ما، قد يكون توزيع أدوار أو اختلاف وتعارض حقيقيان، أسئلة مشروعة حول ما الذي يفعله السنيورة لطمأنة الحلفاء أن طريق النائب ميشال عون الى بعبدا مسدود.

لا يمكن ذكر تيار المستقبل دون الإتيان على ذكر الرجلين معاً، النظرة العامة للشخصين تتجسد في أنهما مكملان لبعضهما البعض، لطالما أكد الحريري أن السنيورة خط أحمر، حالة التماهي بينهما وبين والتيار الأزرق تجلّت في مراحل كثيرة، أبرزها حين تسلّم السنيورة رئاسة الحكومة بعد انتخابات عام ٢٠٠٥، فيما كان الحريري مهتماً بشؤون التيار، بعد انتخابات ٢٠٠٩ ترأس الحريري الحكومة فيما السنيورة ترأس الكتلة النيابية والتيار، هي مراحل كان التنسيق والتعاون يبلغ أقصى حدوده بينهما.

تقول مصادر مطلعة لـ"المدن": مع دخول لبنان في استحقاق رئاسة الجمهورية، وبعد كثرة الحديث عن مفاوضات جدية بين الحريري والخصم اللدود عون لا سيما أن لقاءات سرّية حصلت بينهما، برزت بعض المواقف أو الممارسات المتعارضة، مردّها قد يكون لإحتمالين، الأول أن هناك فعلا تعارضاً في وجهات النظر، خصوصاً أن النقاش مع عون جدّي جداً ويتناول مختلف المواضيع ويؤسس لشراكة مستقبلية، أما الثاني فهو توزيع أدوار.

لا يترك السنيورة مناسبة إلا ويعلن فيها دعمه باسم المستقبل لترشيح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، لكن هذا الكلام يبدده حراك آخرين داخل التيار على تواصل دائم مع عون أو مع صهره الوزير جبران باسيل، بالإضافة إلى اللقاءات الخارجية التي تجمع الحريري بموفدي عون، مصادر بارزة في تيار المستقبل تشير لـ"المدن" إلى أن لا تعارض أبداً في آراء الرجلين السياسية، بل هناك اتفاق على الثوابت ولا أحد يفرّط بها، تضيف المصادر أنه قد يكون هناك اختلاف بسيط في وجهات النظر حول كيفية التعاطي مع بند ما، لكن هذا لا يعوّل عليه، بل لا بد في النهاية من التوصل الى موقف موحّد.

في المقابل، هناك أكثر من مطلع على مجرى الأمور داخل التيار، يقول إن هناك تعارضاً في المواقف، الحريري يريد عون، فيما السنيورة يرفضه بالمطلق. من هنا، يبدأ الحديث عن تكتلات داخل الكتلة الواحدة، قسم مع السنيورة وآخر مع الحريري، وهنا تقول مصادر بارزة في الكتلة إن التعارض البارز كان موجوداً حول سلسلة الرتب والرواتب، فريق معها يمثل وجهة نظر الحريري وفريق ضدها على ما هي عليه وهذا رأي السنيورة، لكن تفيد المصادر أنه في النهاية صدر القرار عن الكتلة بالإجماع حول رفض السلسلة.

في نشاط السنيورة الرئاسي، يصف مصدر مطّلع أنه يريد قطع الطريق على عون من دون قطع حوار الحريري معه، يحاول السنيورة رد ضربات عون بالضربة القاضية، بكل سلاسة وتكتيك سياسي، ويشير المصدر إلى أن رئيس كتلة المستقبل يدوزن آراء النواب المعارضة لعون تارة، وتسريب تصريحات عن الأضرار التي ستنجم عن التصويت لعون في الشارع كما في الكتلة بعد تسريبات عن أن العديد من النواب لن يسقطوا اسم عون في صندوق الإقتراع أيا كان الثمن.

خارج ١٤ آذار يحاول السنيورة استمالة النائب وليد جنبلاط، لعل وعسى يتم تأمين خمسة وستون صوتاً لمرشّح يتفقان عليه، وبالتالي قطع طريق عون نهائياً. وهذا ما يُبرز الحركة الأخيرة التي يقوم بها السنيورة عبر بعض مساعديه ونواب الكتلة، فهو بدأ فعلياً في محاولة تأمين إجماع 14 آذار على حلو، وبالتالي يكون قد خرج وأخرج 14 آذار من معركة الرئاسة رابحة، وأسقط عون بسلاسة، وأنهى أي احتمال تحالف قد يكون مستقبلاً.

الخلاف على مشروع السلسلة يعتبر البعض أنه ينسحب على الموضوع الرئاسي، إلا أن هناك من يجزم بأن رئاسة الجمهورية استحقاق إقليمي دولي والكلمة الأخيرة فيه هي للأطراف المؤثرة وعلى رأسها السعودية، إلى حين ذلك فالكل يغني على ليلاه ولا ضير في مناورات سياسية حتى لو كانت داخل الصف الواحد.

 

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث