الجمعة 2013/11/08

آخر تحديث: 03:10 (بيروت)

الحريري وعون:طموح الهلاك

الجمعة 2013/11/08
الحريري وعون:طموح الهلاك
كل الملفات الشائكة ظلّت شائكة (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease
هو لقاء الساعة بين تكتل التغيير والإصلاح وكتلة المستقبل، تحوّل إلى لقاء الساعتين اللتين مرّتا بثقل على المجتمعين. لم يكن من السهل الجلوس في اجتماع مماثل تحكمه سنوات الخصومة والعداء والاتهامات المتبادلة. 
 
مرّ اللقاء على خير، فلم يتراشق النواب اتهامات ممارسة الفساد والقتل أو مساعدة القاتل. اكتفوا في هذه الجولة بالجلوس على طرفي الطاولة ورمي الهواجس عليها. تشكيلة "هجومية" مبكّلة للتكتل يترأسها النائب إبراهيم كنعان وتضم آلان عون وزياد أسود وسيمون أبي رميا، في مواجهة زملائهم عاطف مجدلاني وجان اوغاسبيان وجمال الجراح وغازي يوسف. وكأنّ المستقبل حافظ على اللاعبين الأشداء خارج الملعب كالنواب أحمد فتفت ونهاد المشنوق وخالد الضاهر، ربما في محاولة لتسيير النقاش لا أكثر.
 
دخل المجتمعون كما خرجوا، بنفس الهواجس والأفكار والانقسام، ما يدفع أصحاب النيات السليمة إلى القول إن مجرّد اجتماع الطرفين يفتح ثغرة في الحائط الذي يفصلهما. فسارع الطرفان إلى التأكيد بعد اللقاء على أنّ لا لقاء سياسياً بينهما، إنما فقط توضيح للخلاف. وهكذا كان، حتى الجمود السياسي لم يُكسر في اجتماع الخميس، باعتبار أنّ كل الملفات الشائكة ظلّت شائكة، وكل المواضيع الساخنة حافظت على حماوتها. الهواجس هي هي، في البرلمان وفي تشكيل الحكومة وفي انتخاب رئيس الجمهورية وفي التمثيل، وفي كل شيء. وبقيت الجبهات هي هي في القصير والقلمون وعلى تماس حارة حريك والضاحية الجنوبية.
 
علاقة الطرفين مستحيلة، تماماً كما هو إبراؤهما وافتراؤهما. هي علاقة العشق المستحيل والممنوع على وقع "فاطمة غول" وأختها "أورهان باي". الخصومة تبدأ في أصغر قاعة في المجلس النيابي ولا تنتهي في سوريا. جلس التكتل والمستقبل، فحضر حزب الله إلى طاولة النقاش. حضر الحزب بسلاحه وتصريحاته وتدخلاته العسكرية وحواجزة الأمنية. وكأنّ هذا الملف كان ينقص علاقة العونيين بفريق سعد الحريري.
 
هما خصما العشرين عاماً وحليفا الشهرين. بين شباط 2005 ومنتصف نيسان2005، شكلا جبهة واحدة، لينفك عقدهما سريعاً. فذلك الظرف السياسي الاستثنائي لم يلغ شعور العونيين أنّ كل أسطورة رفيق الحريري بنيت على دماء 13 تشرين ونفي ميشال عون إلى فرنسا. وطبعاً لم يمح أنّ أسطورة العونيين، في النضال والمواجهة وفي كتابة "عون راجع" على حيطان المدينة، بنيت أيضاً على مواجهة زمن الوصاية والوجود السوري بصورة ورمز الحريري الأب.
 
أصدقاء رفيق وسعد الحريري، لا يرون في الحالة العونية إلا تياراً يدخل إلى السلطة ليقاسمهم مغتنماتها ومناصبها ومشاركتهم في القرار. هو البديل عنهم على خارطة حزب الله ومؤسسات حركة أمل، بديل يكتفي بدعم حزب الله فينال ما يشاء في السلطة، تماماً كما كانوا هم قبل سنوات.
 
ما يحكم علاقة العونيين والحريريين، مجموعة من الوقائع والأحداث والأنماط. كان آخرها معركة مديرية قوى الأمن الداخلي التي انتصر فيها العونيون وحزب الله من ورائهم. وقبلها معارك إسقاط الحريري في الحكومة وداتا الاتصالات ومبنى الاتصالات وتوزير "الصهر". معارك من أصغر وظيفة في الدولة إلى أكبر قرار على الصعيد الوطني، مروراً بالمقاومة والممانعة والموقف من نظام بشار الأسد. هو صراع الطموحات. طموح استعادة سعد الحريري لمجد أبيه وطموح عون العودة إلى قصر بعبدا. طموحات متضاربة حتى الهلاك، تجرف في طريقها شربل نحاس وأشرف ريفي وزياد بارود وكثر غيرهم.
increase حجم الخط decrease