صبيحة يوم إعلان الاتفاق بشأن صفقة غزة في 9 الجاري، وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، قال ترامب إن العالم كله توحّد من أجل التوصل إلى الاتفاق بين حماس وإسرئيل، بعد عدة أشهر من الطريق المسدود في المفاوضات. وأضاف، أن بلداناً لم تكن تخطر على بال أحد قد ساهمت في التوصل إلى الاتفاق. لكن ترامب أعرب عن شكره على نحوٍ خاص لكل من قطر ومصر وتركيا على توسطها في الاتفاق، الذي يعد جزءًا من خطته للسلام في غزة.
وأشار موقع Detaly الإسرائيلي الناطق بالروسية والذي نقل النبأ، أن نتنياهو، وما أن اتضح أنه قد جرى التوصل إلى الاتفاق، اتصل هاتفياً بالرئيس الأميركي وأعرب له عن شكره. وقد أتى ترامب في المقابلة على ذكر هذا الاتصال، وأشار إلى أن نتنياهو قال له "لا يسعني أن أصدق بأن الجميع يحبني من جديد". ووفق قوله، رد عليه ترامب بالقول إن من المهم أكثر أن الجميع يحبون إسرائيل من جديد. وشدد على أنه قال له "يا بيبي، لا تستطيع إسرائيل أن تحارب الجميع في العالم". "ونتنياهو نفسه يدرك ذلك جيداً".
حتى في هذه اللحظة الحرجة، حين كان العالم يحبس أنفاسه في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات في شرم الشيخ، وجد نتنياهو من المناسب أن يتباهى بنفسه، وأن يدعي أن الجميع ما زالوا "يحبونه". وحتى ترامب الذي لا يترك أحداً يتقدم عليه في امتداح نفسه، نبهه إلى أن من المهم أن الجميع لا يزالون يحبون إسرائيل، وأنها لا تستطيع أن تقاتل الجميع في العالم.
بالمقارنة مع نتنياهو، إحدى الرهائن الإسرائيليات التي أفرجت عنها حماس بعد أيام من اختطافها لتقدمها في العمر -87 عاماً- نشر لها موقع walla الإسرائيلي في 7 الجاري نصاً نقله أكثر من موقع إسرائيلي ناطق بالروسية. قالت العجوز الإسرائيلية Yocheved Lipshitz في عنوان النص "من الواضح تماماً من هو المسؤول عن الفشل (في 7 أوكتوبر)، ولكن النقد الذاتي ضروري أيضاً".
قالت العجوز إن المرء لا يحتاج إلى 87 عاماً من الخبرة الحياتية لكي يفهم أمراً بسيطاً: إن القبطان الذي يقود السفينة والملاح فيها أيضاً، هو المسؤول والمذنب.
المحلل المتخصّص بالشؤون العربية في يديعوت أحرونوت آفي يساخاروف (Avi Issacharov)، نقل له في 9 الجاري الموقع التابع للصحيفة الناطق بالروسية vestyنصاً بعنوان "نصر في ميدان المعركة، فشل في الدبلوماسية: النتائج الأولى للحرب".
يرى آفي أن إسرائيل حققت خلال الحرب إنجازات مهمة، بما فيها قبول حماس بوجود الجيش الإسرائيلي في القطاع، "على الأقل حتى الآن". لكنه يعتبر أن هذه "الإنجازات المهمة" خلال سنتين من الحرب، ليس فقط لم تتحول إلى إنجازات دبلوماسية؛ بل أصبحت فشلاً دبلوماسياً كبيراً، وكلمة "إهمال هنا لا تكفي".
ويشير الكاتب إلى أن حماس تعتبر عملية "طوفان الأقصى" انتصاراً، على الرغم من الدمار الهائل في غزة، والارتفاع المستمر في عدد القتلى الفلسطينيين، وحتى على الرغم من الضربات الشديدة التي تلقاها الجناح العسكري، والقضاء على قيادتها العليا بالكامل. ومع أن هذا النصر لم تحرزه حماس في ميادين القتال ضد الجيش الإسرائيلي، إلا أنها تربح على الساحة الدبلوماسية الدولية. وهي تحرز النصر لأنها سعت منذ البداية إلى تحقيق أهداف سياسية عبر العمل العسكري، وتحقق هذه الأهداف واحداً تلو الآخر. أما إسرائيل بقيادة نتنياهو، فقد عملت على جعل استمرار الحرب هدفاً سياسياً وليس استراتيجياً، وبالتالي أهملت الأهداف الاستراتيجية الحقيقية.
يتصدى الكاتب لتشريح الانتصار الذي ينسبه إلى حماس وتفسيره، فيقول إن الدمار الهائل الذي "نعتبره نحن" نجاحاً، هو نجاح لحماس بالمقام الأول. أما بالنسبة لعدد الضحايا البشرية الهائل أيضاً، فلا يأتي على ذكر إسرائيل وما إن كانت تعتبره نجاحاً أيضاً. ويرى أن حماس، بوصفها حركة جهادية، تعتبر أن التضحيات البشرية ضرورية لاستمرار الحرب الأبدية وتعزيز الكراهية لإسرائيل، ليس في غزة والضفة الغربية فقط؛ بل في كل زاوية من العالم.
يتوقف الكاتب عند المظاهرات والاحتجاجات التي تجتاح أوروبا "بأكملها" تحت شعار "الإبادة الجماعية" في غزة. ومع أن هذه المظاهرات لم ترفع مرة شعارات التأييد لحماس، ينسب الكاتب إلى المنظمة قدرتها على حشد الجماهير الأوروبية إلى جانبها، وليس تأييداً لفلسطين وقضيتها. ويرى أن الحكومة الإسرائيلية قد فشلت في أوروبا. لكن "الفشل المخزي" لحكومة نتنياهو يراه الكاتب في الولايات المتحدة، حيث يتحول الرأي العام ضد إسرائيل، بما فيه الحزب الجمهوري.
يواصل الكاتب محاولته هذه المرة إخفاء التأييد العارم لفلسطين وقضيتها، وراء ما ينسبه لحماس من نجاح دبلوماسي في اعتراف الدول الغربية الكبرى بالدولة الفلسطينية، مع العلم أن هذه الاعترافات جاءت مشروطة بحظر مشاركة حماس في قيادة القطاع بعد الحرب. كما رأى أيضاً أن الاعترافات كانت نتيجة لغياب أيّة سياسة أو استراتيجية إسرائيلية.
موقع الخدمة الروسية في دولتشه فيله DW نشر في 7 الجاري نصاً تحدث فيه عما حصلت عليه إسرائيل من حرب السنتين مع حماس.
استهل الموقع نصه بالقول إن هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أوكتوبر 2023 قد أصاب إسرائيل بالصدمة، والحرب التي تلته، لم تغير إسرائيل فقط؛ بل والشرق الأوسط بأسره. واكتشاف الإسرائيليين حينها أن بلدهم كان إلى هذا الحد عرضة للهجمات الإرهابية، شكل صدمة لا يزال يعاني منها الكثير من الإسرائيليين حتى اليوم. كما كانت السنتان اللتان أعقبتا الهجوم الفترة الأشد قتامة في تاريخ الفلسطينيين.
أشار الموقع إلى أن نتنياهو وضع للحرب على غزة هدفين اثنين: إعادة كل الرهائن وتدمير حماس كلياً. لكن بعد مرور سنتين، وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلت، لم تبلغ إسرائيل الهدفين بصورة كلية. فالرهائن لم يطلق سراحهم جميعاً، وحماس لا تزال موجودة.
مهمة الموقع في إطلاع قرائه باللغة الروسية على حقيقة الوضع وتفاصيله، حتمت عليه الاسترسال في نشر الأرقام والتفاصيل تحت عناوين فرعية. وقد توقف عند المستوى الذي بلغته إسرائيل في تحقيق أهدافها على الأرض، وعند الضعف الذي لحق بأعدائها، وكذلك عند اتهامها بممارسة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
في توقفه عند الاعتراف بالدولة الفلسطينية وخطر فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل، رأى بأن التدهور المتزايد في وضع المدنيين الفلسطينيين في غزة، قد دفع إلى الاعتراف بفلسطين دولةً مستقلة. فإذا كان عدد الدول التي كانت قد اعترفت بالدولة الفلسطينية حتى 7 أكتوبر 2023 قد بلغ 137 دولة، أصبح الآن 167 دولة.
كما توقف الموقع عند انقسام المجتمع الإسرائيلي حيال الحرب. فقد أشار إلى الانقسام العميق في المجتمع الإسرائيلي حيال سلوك إسرائيل في غزة. ووفقاً لستطلاع رأي جرى في تموز/ يوليو المنصرم، 70% من الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار. ويقول إن المجتمع الإسرائيلي منقسم على بعضه بشدة، وأصبحت الكتل المؤيدة والمعارضة للعمل العسكري في غزة في الآونة الأخيرة غير قادرة على نحو متزايد على التوفيق بين بعضها البعض.
يصف الموقع خطة ترامب بأنها "بصيص أمل"، لكنه يرى بأنه ليس من الواضح ما إن كانت ستتحقق في الواقع.
