الثلاثاء 2023/01/31

آخر تحديث: 06:39 (بيروت)

دبابات الغرب لأوكرانيا لن تردع بوتين

الثلاثاء 2023/01/31
دبابات الغرب لأوكرانيا لن تردع بوتين
increase حجم الخط decrease

تجمع المصادر المتابعة على أن القرار الغربي بإرسال دبابات حديثة لأوكرانيا، كانت تطالب بها كييف منذ الأشهر الأولى لشن بوتين حربه عليها، إنعطافة جدية في تعزيز قناعة الغرب بالحؤول دون إنتصار بوتين في الحرب، لكنها تؤكد في الوقت عينه بأنها لن تحدث في حجمها المتواضع فارقاً نوعياً في مسار الحرب، وإن كانت تمثل مساعدة وازنة لأوكرانيا في تصديها اليومي للقوات الروسية، بل في هجومها الربيعي المتوقع.

رأى الكرملين في القرار الغربي تأكيداً لما دأب على ترداده من أن الغرب يخوض حرباً بالواسطة مع روسيا، والشعب الأوكراني ليس سوى ضحية لمصالح الغرب في هذه الحرب. ويتسلح إعلام الكرملين بآراء الخبراء الغربيين من أن عدد الدبابات المرسلة، والذي لا يتعدى 120 دبابة من أنواع ومصادر مختلفة، لن يحدث فرقاً في المسار اليومي للحرب بل هو إشارة إلى بوتين على عزم الغرب في إلحاق هزيمة مستترة به.    

وكالة الأناضول التركية نقلت عن الناطقة الرسمية بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها بأن إمدادات الغرب من الدبابات لأوكرانيا لن تغير الوضع لصالح كييف، لكنها ترفع المواجهة مع روسيا إلى مستوى جديد. وأشارت زاخاروفا إلى أن إجتماع وزراء دفاع الناتو في القاعدة الأميركية في ألمانيا أكد توجه الغرب نحو مواصلة التصعيد في الصراع بأوكرانيا. وقالت بأن الدبابات لا تسير بذاتها، بل تحتاج لمن يقودها ويهتم بصيانتها، سيما وأن مثل هذه الدبابات لم تكن موجودة بحوزة أوكرانيا، وبالتالي هذه المسألة تم حلها في الإجتماع المذكور أيضاً. 

حذرت زاخاروفا من أن أي سلاح غربي يصل إلى أوكرانيا سيكون هدفاً مشروعاً للقوات الروسية. كما حذرت من تجندهم أوكرانيا في الغرب لخدمة الدبابات القادمة، وعليهم أن يعرفوا إلى أين هم ذاهبون، وأن سلطاتهم لا تهتم بمصيرهم، كما لا تهتم بمصير الأوكران. 

موقع absatz الروسي نشر مقتطفات من بعض كبريات الصحف العالمية حول الدبابات الألمانية والأميركية لأوكرانيا. نقل عن صحافية في ال"نيويورك تايمز" قولها بانه ما أن تتوقف المشاحنات الدبلوماسية حول إرسال الدبابات إلى أوكرانيا، حتى تبدأ المهمة الأصعب بشأن نقل الدبابات إلى ساحة المعركة. فعملية نقل السلاح الغربي والتقنيات الأخرى إلى أوكرانيا هي إحدى أكثر العمليات المحاطة بالسرية في الغرب. فالساسة يخشون من أن تقوم روسيا بقصف إمدادات التقنيات والسلاح في الطريق إلى الجبهة. وتنقل عن الخبراء قولهم بأن إيصال الدبابات وأي آليات مصفحة أخرى إلى ساحة المعركة يتطلب وقتاً كثيراً جداً ومحروقات وقطع غيار، إضافة إلى أنها هدف متحرك للطائرات العسكرية الروسية. 

وعن ال"واشنطن بوست" ينقل الموقع قولها بأن ممثلي الخارجية الأميركية قرروا تقدمة تغطية سياسية لألمانيا بإرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا. وقال محرر الصحيفة الأميركية أن نواب الكونغرس طالبوا إدارة بايدن بالتصديق على إرسال عدد قليل من دبابات أبرامز، معتبرين أن هذا سيوفر لبرلين تغطية قصوى ضرورية للتعاون المريح. 

وعن بلومبرغ ينقل الموقع عن محررة  سخرت في نصها من المستشار الألماني ومن تردده، لدرجة أن الألمان حوروا من إسم عائلته فعلاً جديداً يصور كل قصة "دراما الدبابات". وقالت بأن الفعل الجديد "شولتزينغي" ـــــ من شولتزـــــــ سيرافقه مدى الحياة، واعتبرت أن شولتز بالذات مسؤول عن كل مشاكل أوكرانيا الحالية، وذلك لأنه كان بوسعه إصدار الوثائق التي تسمح للبلدان الأخرى الراغبة في تقديم المساعدة لأوكرانيا. 

ينقل الموقع عن صحافي في BBC قوله بأن من المستبعد أن تحصل أوكرانيا على الثلاثمائة دبابة التي قال زيلينسكي بأنها ضرورية من أجل النصر على روسيا. ويرى أن الدبابات الحديثة ليست "سلاحاً سحرياً"، ولا تغير قواعد اللعبة. فالدبابات وحدها لن تساعد في الإنتصار على روسيا، بل المطلوب شيئ آخر أيضاً. 

وعن الغارديان نقل الموقع عن صحافية فيها قولها بأن الحكومة الألمانية كانت طيلة هذا الوقت عرضة لضغوط وكأنها المحرض على إشعال الحرب العالمية الثانية. وقالت الصحافية بأن ماضي ألمانيا النازي هو بالذات ما أعاق صانعي القرار الألماني. فقد كانوا يخشون من أن رفع الطاقة النارية لأوكرانيا قد يؤدي إلى وصم ألمانيا كمعتدٍ.

وعن أسبوعية "در شبيغل" ينقل الموقع قولها بأن قرار شولتز إرسال دبابات إلى أوكرانيا كاد أن يتسبب بإنقسام في الحزب الإشتراكي الديموقراطي. ورأى أحد سياسيي الحزب بأن ألمانيا تذهب بعيداً جداً، ودعاها إلى توخي الحذر.

موقع صحيفة MK الروسية الإتحادية نقل عن المطبوعة البريطانية The Spectator تحذيرها أوكرانيا من الوضع الحرج قبل وصول الدبابات الغربية. تقول المطبوعة بأن أوكرانيا، وبسبب موقف ألمانيا ودول الناتو الأخرى، وقعت في أسوأ بدائل تطور ممكن للأحداث. وذلك لأن الجيش الأوكراني، وبدلاً من الدبابات موحدة الطراز، حصل على ثلاثة أنواع مختلفة بكميات محدودة مع متطلبات مختلفة، مما سيؤخر وصولها إلى الجبهة. 

وتتوافق المطبوعة مع  المسعى الروسي الواضح في التوجه الرسمي والإعلامي الموالي للتقليل من أهمبة الدبابات الغربية، فتقول بأنه، على الرغم من إمكانيات الدبابات الغربية، إلا أنها لن تنخرط في القتال مباشرة، وذلك لأنها تختلف عن الدبابات الروسية التي تستخدمها أوكرانيا حالياً، ويختلف تشكيل طاقمها وطرق صيانتها، وهي أخف وزناً من الروسية بحوالي 20 طناً. 

وتقول المطبوعة، كما نقلت الصحيفة الروسية، بأن الدبابات الغربية لن تكون على أهمية كبيرة إن كانت بأعداد محدودة وليس بالأعداد الضرورية. وزجها بالقتال بالأعداد الضرورية، يتطلب وقتاً طويلاً لتدريب عدد كبير من الأوكران على صيانة أجهزتها وقيادتها ضمن وحدات مؤللة. 

وتقول الصحيفة أن الأشهر القادمة من الحرب قد تكون صعبة جداً لأوكرانيا، وذلك لأن زج الأسلحة الجديدة بالقتال سيتطلب وقتا طويلاً . وخلال هذه المدة  يخاطر الجيش الأوكراني بإستنفاذ جميع الاحتياطيات البشرية وفقدان كمية وازنة من الآليات المصفحة إذا أقدم على عمليات هجومية. 

التوجه الروسي الرسمي للتقليل من أهمية الدبابات والأسلحة الغربية التي تتلقاها كييف ترافق مع بداية الحديث عن المساعدات الغربية. في 11 الجاري نشر موقع news الروسي تصريحاً للرئيس الروسي السابق والنائب الحالي لسكرتير مجلس الأمن القومي دمتري مدفيديف حذر فيه من أن الدبابات الغربية إلى أوكرانيا سوف تتحول إلى معدن صدىء. وكان مدفيديف يعلق في تصريحه على لقاء رؤساء بولونيا وأوكرانيا وليتوانيا في مدينة لفوف الأوكرانية، لبحث إمداد أوكرانيا بدبابات ليوبارد الألمانية المتواجدة في حوزة الدولتين. هدد ميدفيديف بتغيير إسم لفوف قريباً وإعادة إسمها القديم، وقال بأن ثلاثة بائيسين من العواصم الثلاث إلتقوا "ليصلوا" على دبابات ليوبارد بمختلف صيغ تحديثها عن "دبابتننا" T- 72 ، وكذلك على شيء ما بريطاني كاسد. كل هذه الحدائد ستتحول قريباً إلى خردة، ولن تنقذ  بلداً مصطنعاً (أوكرانيا) ممزقاً إلى نتف. وينقل الموقع عن ال"واشنطن بوست" قولها بأن لقاء الرؤساء الثلاثة تركز حول الوضع في أوكرانيا، وأن الرئيس البولوني وعد أن يقدم، في إطار التحالف الدولي، وحدة دبابات ليوبارد من 14 ألية. وينقل الموقع عن ممثل الرئاسة البولونية قوله أن بوسع بلاده أن تقدم عدداً رمزياً من دبابات ليوبارد، ووصف التصريحات بأن بولونيا ستقدم للجيش الأوكراني  مئات من تلك الدبابات بأنها "سخيفة".  


 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها