الإثنين 2022/05/16

آخر تحديث: 10:02 (بيروت)

أسئلة اليوم التالي

الإثنين 2022/05/16
أسئلة اليوم التالي
© Getty
increase حجم الخط decrease

في صباح اليوم التالي للانتخابات النيابية يوم أمس، وريثما تتضح صورة النتائج النهائية، بالإمكان طرح مجموعة من الأسئلة، أكان على صعيد السياسة العامة، أو لناحية الأحزاب والقوى والعلاقة بينها.

المجموعة الأولى من الأسئلة على ارتباط بشكل السياسة خلال الفترة المقبلة. كيف يصرف حزب "القوات اللبنانية" خروجه من الانتخابات النيابية بأكبر كتلة مسيحية؟ وماذا يفعل "حزب الله" من أجل الحؤول دون هذا الصرف بالسياسة العامة؟

وليست "القوات اللبنانية" وحدها على الساحة المسيحية بل هناك كتل حزبية ومستقلين على تماس معها في الموقف من سلاح "حزب الله". عدد من النواب السنة سينضم الى "القوات اللبنانية" وقوى مسيحية أخرى لتشكيل ما سماه النائب الفائز اللواء أشرف ريفي "حلفاً وطنياً ضد حزب الله". هذه بداية لانتاج سياسة سُنية جديدة سيُقدر لها لو نجحت دفن الحريرية بشكل مستدام.

لكن لنُدقق قليلاً في هذه المقاربة السياسية. هذا الحلف الوطني لن يقترع لنبيه بري في انتخابات رئاسة مجلس النواب، ولن يجلس مع "حزب الله" في حكومة واحدة. عملياً، دُفنت السياسة الحريرية السابقة القائمة على تشكيل حكومات وحدة وطنية مع "حزب الله" بحجة الحفاظ على السلم الأهلي وتسيير شؤون البلد. إذن، ما النتيجة؟

الفراغ يبدو مرجحاً مع ترجيح تصعيد سياسي وأمني وأهلي كذلك. كيف بإمكان "حزب الله" وحلفائه تشكيل حكومة تحت وقع صراع داخلي من هذا النوع؟ حتى لو شُكلت، ستتعرض لضغوط عديدة، وسيُربط الملف الاقتصادي فيها كذلك بالسلاح وبالمغامرات الإقليمية للحزب، وسيحصل ذلك على وقع ضغوط خارجية لا تختلف كثيراً عما شهدته الحكومة الحالية في بداياتها.

أليس لافتاً أن الرئيس التنفيذي لـ"القوات"، الزعيم المسيحي الأول اليوم، سمير جعجع، خص أول تصريح له بعد الانتخابات للحديث عن استحقاق رئاسة مجلس النواب؟ ربط جعجع بين انتخاب بري، وبين "التعهّد باستعادة سيادة الدولة"، وهو مطلب يعني عملياً رفض الاقتراع له.

علينا ألا نفصل بين هذه المقاربة السياسية، وبين استحقاقات مقبلة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية ومعها طبعاً الحكومة المقبلة. هذا الصنف المجرب من السياسة ينتهي بالكثير من التخوين والعنف في الشارع، وكان الاختبار الأول له في اشتباك الطيونة الذي مهّد لاقفال تحقيق المرفأ. و"حزب الله" وحلفاؤه بدأوا بحملتهم التخوينية بالفعل بدءاً بما جاء على لسان النائب جبران باسيل عن مؤامرة أميركية-إسرائيلية ضده، علاوة على الحملات بحق المرشحين المستقلين في مواجهة الثنائي الشيعي بمختلف الدوائر.

كيف تنتهي هذه المواجهة؟ بالتأكيد هناك مفاعيل أمنية لهذه المواجهة السياسية التي تجري على وقع أزمة اقتصادية ومالية لا سقف لها خلال الفترة المقبلة. والنهاية الوحيدة لمثل هذه المواجهة هو في صفقة إقليمية بين القوى الرئيسية.

لكن في المقابل، هناك نواب مستقلون خارج هذا الاصطفاف، هل بإمكانهم فرض أجندة مغايرة لهذا الاصطفاف السياسي الحاد؟ وهنا سؤال آخر أيضاً على ارتباط بـ"الكتائب" وحلفائها، هل يسير هؤلاء في مواجهة من هذه النوعية ويوافقون على الدور القيادي للقوات، مع التركيز على الاستحقاق الرئاسي؟

وعلى مستوى التحالفات الداخلية، لا بد من أثر لخسائر التيار الوطني الحر وكذلك الأصوات التفضيلية الضعيفة نسبياً لحركة "أمل" في دوائر مختلفة، على كيفية توزع الموازين مع "حزب الله" (تُصرف بالسياسة مع التيار وتطويعه وبمقاعد أقل للحركة).

إنها مرحلة جديدة من السياسة في لبنان تحمل معها في هذه اللحظة الكثير من الأسئلة والمخاوف، وتُعيد قضية السلاح والصراع حوله الى الواجهة كموضوع أساسي بانتظار حلول إقليمية لا تبدو سانحة في الوقت الحالي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها