الأربعاء 2022/11/16

آخر تحديث: 10:45 (بيروت)

ترامب VS بايدن 2024!

الأربعاء 2022/11/16
ترامب VS بايدن 2024!
© Getty
increase حجم الخط decrease

تجاهل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نصائح ومناشدات حلفائه ومستشاريه وتحدى الأصوات السياسية والإعلامية المحافظة التي حملته مسؤولية النتائج غير المرضية للحزب الجمهوري في الانتخابات التشريعية النصفية التي جرت الأسبوع الماضي، واعلن مساء الثلاثاء، وعلى طريقته المعتادة، في احتفال أقامه في منتجعه الخاص في مارالاغو بولاية فلوريدا، وغاب عنه ثلاثة من أولاده البالغين، الترشح مجددًا للفوز بتزكية اليمين لخوض انتخابات الرئاسة عام 2024. واذا خلت السنتان المقبلتان من مفاجات كبيرة ستكون الانتخابات المقبلة إعادة لسابقتها حين يتواجه ترامب والرئيس جوزيف بايدن في معركة تحمل رقمًا قياسيًا جديدًا يحطم رقمهما السابق كأكبر المرشحين سنًا في تاريخ أميركا فيكون الأول في الثامنة والسبعين من العمر ويكون الأخير في الواحدة والثمانين.

جاء اعلان ترامب الترشح للمرة الثالثة في احتفالية أقل من الإعلان الأول الشهير على الدرج الكهربائي في البرج الذي يحمل اسمه في نيويورك صيف 2015، وبدا التعب واضحًا على ترامب الذي دخل الى قاعة الإحتفال بصحبة زوجته ميلانيا، فيما لوحظ غياب ثلاثة من أولاده، وفي حين أعرب ابنه الأكبر دونالد ترامب الإبن دعمه لإعلان ابيه في تغريدات اعتذر فيها عن عدم الحضور لأنه في رحلة صيد داخل أميركا، وفيما تمضي ابنته الصغرى تيفاني شهر العسل مع زوجها اللبناني الأصل مايكل بولس بعد زفافهما في المنتجع نفسه السبت الماضي، بحضور كافة أفراد العائلة، توقف المراقبون أمام غياب ابنته الكبرى وأوثق مستشاريه أيام رئاسته ايفانكا التي أعلنت، رغم حضور زوجها جاريد كوشنر، أنها لا تنوي هذه المرة خوض غمار السياسة وتفضل الاهتمام بأطفالها وحياتها الخاصة، مشددة على انها تحب والدها وتعتز بإنجازات ادارته التي كان لها" شرف خدمة الأميركيين من خلالها".

حاول ترامب في كلمته التي استغرقت أكثر من ساعة، وهو ضعف الوقت الذي توقعه مساعدوه لمحطات التلفزة التي تريد بث الإعلان مباشرة في وقت الذروة، أن يستعيد حماس إعلانه الأول أو على الأقل استعادة أجواء جولاته الانتخابية، الا أن إنفعال مناصريه خارج المنتجع كان أكبر بوضوح من الحاضرين في القاعة الذين استمعوا الى مبالغات ترامب واكاذيبه الصريحة وطريقته المعروفة في التحريض على الديمقراطيين ورموزهم وعلى المهاجرين، وبدا ترامب نفسه أقل حيوية ونشاطًا اثناء القاء كلمته التي دافع فيها عن نفسه بشكل غير مباشر محملًا مسؤولية النتائج المحبطة في الانتخابات الأخيرة للناخبين "الذين لم يستشعروا بعد حجم الخراب التي الحقه بايدن بأميركا" وكرر شعار حملته الأولى "لنجعل أميركا عظيمة من جديد"، كما اشتكى من ملاحقته القانونية في الملفات الكثيرة معتبرًا نفسه "ضحية"، في إشارة لا تخلو من دلالات على نواياه استخدام الترشيح لتفادي الادعاء عليه، وتلويث التحقيقات بشبهة التسييس. 

يقطع اعلان ترامب الطريق على عدد من المرشحين الذين سبق أن قالوا انهم لن يترشحوا ضده وابرزهم السفيرة السابقة نيكي هايلي والسناتور ريك سكوت ووزير الخارجية الأسبق مايك بومبيو والسيناتور تيد كروز، ويبقى في ميدان المنافسة من المعروفين حتى الآن حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس الذي يتصاعد نجمه في أوساط الجمهوريين بعدما فاز بإعادة انتخابه بفارق مريح الأسبوع الماضي، وهو ما أستجلب غضب ترامب فاطلق عليه لقب "رون مدعي القداسة" (DeSanctimounious)، كعادته في محاولة تحقير خصومه. اما المرشح الثاني فهو نائب الرئيس السابق مايك بنس الذي اختار اليوم نفسه لإصدار كتاب مذكراته عن أيامه في البيت الأبيض مع ترامب وفيه اتهام صريح له بخرق القانون وتعريض امن عائلته للخطر بسبب إصراره رفض نتائج انتخابات 2020، وعضو مجلس النواب ابنة نائب الرئيس السابق ليز تشيني الذي كانت أول من علّق على اعلان ترامب بالقول: "الآن يبدأ العمل لمنعه من الوصول الى البيت الأبيض".

لم يفوت الرئيس بايدن، الخصم المحتمل لترامب، فرصة الإعلان ليصوب عليه وغرّد على حسابه في تويتر من مدينة بالي في اندونيسيا حيث يحضر قمة الدول الصناعية السبع "ترامب خذل أميركا". وارفق التغريدة مع اعلان تلفزيوني سيبدأ الحزب الديمقراطي بعرضه فورًا ويحتوي على محطات سلبية من عهد ترامب خصوصًا ارتفاع معدلات البطالة وحرمان الأميركيين من التأمين الصحي والتحريض على العنف، وينظر المتابعون الى بايدن خصوصًا بعد نتائج الانتخابات الأخيرة المناسبة له كمرشح طبيعي لولاية ثانية. في العادة لا يواجه الرئيس منافسة جدية داخل حزبه باعتباره حائز على التزكية المطلوبة، لكن ساحة الديمقراطيين لا تخلو من مرشحين محتملين في حال عدم ترشح بايدن لأي سبب كان، وابرز هؤلاء المرشحين نائب الرئيس كامالا هاريس، حاكم ولاية كاليفورنيا كيفن نوسوم الذي جدد له الناخبون بأغلبية كبيرة، السيناتور اليزابيت وورن، وزير النقل في الإدارة الحالية بيت بودجاج، وحاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمر والنجمة الليبرالية الصاعدة عضو مجلس النواب الكسندرا اوكازيو كورتيز.

في التقويم السياسي، السنتان فترة طويلة جدًا مرشحة لكثير من المتغيرات والتحولات، لكن اذا لم يأت ما ليس في الحسبان قانونيًا أو صحيًا، من غير المستبعد أن يكرر بايدن وترامب مواجهتهما، وهو ما يتمناه الديمقراطيون الذين يجدون في ترامب مرشحهم المفضل لأنه وفق تقديرات خبرائهم وأرقام استطلاعاتهم سيخسر امام أي مرشح يختارونه. 

الآن يبدأ الإنتظار الطويل.    



         

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها