الثلاثاء 2022/11/15

آخر تحديث: 04:10 (بيروت)

بعد خيرسون..هل اقتربت مفاوضات اوكرانيا؟

الثلاثاء 2022/11/15
بعد خيرسون..هل اقتربت مفاوضات اوكرانيا؟
زيلينسكي في خيرسون
increase حجم الخط decrease

بقي الأوكران أكثر من يوم متحفظين في وصف الإنسحاب الروسي من خيرسون، وكانوا يجيبون على التهنئة بتحرير خيرسون "إن شاء الله". وبعد يوم من الإنسحاب الروسي نشر الموقع الأوكراني visitukraine نصاً عن الحدث بعنوان "روسيا تنسحب من خيرسون. خطة بوتين الماكرة أو إنتصار أوكرانيا". وقد تكون المرة الأولى التي يُكشف فيها عن خيانة أوكرانية محتملة وقفت وراء النجاح الأولي للقوات الروسية في إحتلال منطقة خيرسون، وليس مهارة القوات الروسية. فقد قال الموقع بأن إحتلال المنطقة كان "ضربة مؤلمة" لأوكرانيا، وذلك لأن الجيش الأوكراني كان ينتظر حرب بوتين الخاطفة على الجناح الجنوبي للجبهة بالذات. ولهذا قام الأوكران بتلغيم البرزخ بين القرم وخيرسون، وكان يجب أن تنفجر جميع الجسور أثناء عبور القوات الروسية، "إلا أن هذا لم يحدث". 

ويقول الموقع أن الأوكران يفترضون أن حرب بوتين المفاجئة مرتبطة بخيانة أحد ما "منا". فالعسكريون يقولون أنه لم يكن بوسع الروس التقدم بسرعة على الجسر الواصل بين القرم وخيرسون لو كان قد تم تفجيره، كما كان مخططاً له في حال الهجوم الروسي. وموضوعة الخيانة لا تزال متداولة في أوكرانيا حتى اليوم، ويعدون بالتحقيق بها "بعد النصر في الحرب". 

موقع kapital الروسي في حقل الأعمال نشر نصاً بعنوان "هذه ستكون النهاية له شخصياً". النخبة الروسية تنتظر مفاوضات مع أوكرانيا بعد إستسلام خيرسون". وقال الموقع بأن مسؤولين في الحكومة الروسية ونخبة البيزنس الروسي ينتظرون بدء مفاوضات سلام مع أوكرانيا بعد إنسحاب القوات الروسية من خيرسون. وحسب الموقع، نقلت the Washington Post عن أحد كبار رجال الأعمال في موسكو قوله بأن الإنسحاب "خسارة كبيرة"، ويعتقد بأنه سيكون من الصعب تقبلها داخل روسيا. وأضاف بأن هذه الخسائر توجه ضربة كبيرة لصورة بوتين. 

يرى الموقع أن الإنسحاب من خيرسون هو هزيمة أخرى، بعد إنسحاب القوات الروسية من كييف، ومن قرب خاركوف وليمان. بعد المشاكل قرب خاركوف أعلن بوتين التعبئة لتحسين الوضع على الجبهة، وقام بضم خيرسون، معلناً أنها ستبقى مع روسيا "إلى الأبد". لكن هذا لم يوقف الجيش الأوكراني الذي يواصل الهجوم في منطقتي خيرسون ولوغانسك، ويعد لهجوم في زاباروجيه.

ويقول الموقع بأن المسؤولين الروس والأوليغارشيين  يعتبرون أن "العملية العسكرية الخاصة" ليست ضرورية، وهي مؤذية لروسيا. والنصر لا يلوح في الأفق، وتكاليفها باهظة للبلد، بما فيها خسائر القدرات الإقتصادية والديموغرافية لعشرات السنين القادمة. 

وينقل عن بوليتولوغ موالٍ للكرملين قوله بأن إستسلام خيرسون هو "أكبر هزيمة لروسيا منذ سقوط الإتحاد السوفياتي. ويعتبره "ضربة كبيرة للمشاعر العامة للروس، ضربة كبيرة للجيش ولمعنوياته القتالية، ضربة للرئيس بوتين، وضربة للتفاؤل". 

ويقول بأن أحد المتحدثين في الحكومة إعتبر بأن قرار الإنسحاب يعني بأنه لا يزال لدى القيادة "تفكير عقلاني". وإذا كان الرئيس مشاركاً في القرار، فالأمل، حتى ولو ضعيف، بأنه مستعد للمفاوضات. إلا أنه من المستبعد أن يقبل الشرط الأوكراني بإنسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، لأن هذا سيكون "ضربة سياسية هائلة" تنهي وجوده رئيساً. لكن الإنقسام قد وقع في الأوساط الروسية الحاكمة بين مجموعة صغيرة تريد مواصلة الحرب، وأولئك الذين يأملون بنهايتها وإستعادة الحياة الطبيعية في روسيا.

يقول البوليتولوغ أن رهان بوتين الأخير هو إضعاف مقاومة أوكرانيا خلال الشتاء بسبب تدمير 40% من البنية التحتية للطاقة، كما ينتظر أن تنخفض شدة المعارك في الشتاء أيضاً. ويقول رجل أعمال روسي كبير بأن بوتين يريد من  إدارة بايدن أن تضغط على كييف لجعلها تبدأ المفاوضات التي سبق أن تحدث عنها قائد الأركان الأميركي مارك ميللي. ويعتقد رجل أعمال كبير آخر بأن بوتين مستعد "لصفقة ما"، ويقول بأنه قد أدرك النصر أن العسكري الحاسم في الحرب مستحيل. ووصف وضع بوتين نفسه بأنه "على حافة كارثة"، فإذا خسر المزيد من الأراضي، ستكون هذه "وصمة عار عليه"، وتنهيه سياسياً. 

ويرى البوليتولوغ أن الإنسحاب إلى حدود 24 شباط/فبراير سوف يعتبر خسارة جدية، لكن ليس إستسلاماً، وسيخلق ظروفاً قاسية، "لكنه ممكن". 

موقع Meduza الروسي المعارض نشر نصاً بعنوان "إستسلام خيرسون ــــــ أكبر هزيمة لروسيا خلال الحرب". يقول الموقع بأن الإنسحاب الروسي من خيرسون ليس مرتبطاً بالوضع على الجبهة، إذ تدور في الشهر الأخير معارك محلية الطابع. المصادر الروسية تسمي هذه المعارك "هجوماً" للجيش الأوكراني. لكن الأوكران يخوضون عمليات حربية نشطة، وليس هجوماً، وقواتهم تتفوق عدداً على الروس في المنطقة، لكنها لم تحقق نجاحات في الشهر الأخير. وليس بوسع القيادة الروسية أن تتخطى صعوبات التموين التي تمنعها من زيادة عديد القوات. 

ويقول الموقع أن عدم جدوى وجود القوات الروسية على الضفة اليمنى لنهر دنيبر هو السبب الحقيقي للإنسحاب من خيرسون. فالدفاع عن هذه الضفة يتطلب الكثير من القوات القادرة على القتال، لكن مصادرها محدودة ولا تستطيع القتال بكامل قوتها، ويمكن إستخدامها بفعالية أكثر على الاتجاهات الأخرى للجبهة. 

.يصف الموقع الإنسحاب الروسي من مدينة خيرسون، عاصمة المنطقة التي إحتلتها روسيا الشهر المنصرم وضمتها منذ شهر، بأنه "الهزيمة الأكبر للجيش الروسي خلال الحرب كلها".  

موقع الخدمة الروسية في راديو "الحرة" الأميركي نشر نصاً بعنوان "لماذا إنسحب جيش بوتين من خيرسون. ماذا بعد؟". النص كان حلقة من برنامج "حصاد الأسبوع"، إستضاف يها القائد السايق لقوات لاتفيا البرية، مؤرخ وأستاذة في كلية الإقتصاد بجامعة أميركية. يقول العسكري أن ليس من الواضح كلياً لماذا أخذ قائد القوات الروسية في أوكرانيا على عاتقه قرار إنسحاب القوات من خيرسون، والقرار ليس مبادرة روسية، بل من الواضح أن أوكرانيا أرغمت هذه القوات على الإنسحاب. وهي إشارة سيئة أن يظهر لدى الروس قائد أخذ يتحمل "بطريقة ما" مسؤولية القرارات المتخذة، ويستطيع تفسيرها. وحقيقة أنه يتستر على بوتين أمر مفهوم، فهو لهذه الغاية تم تعيينه. لكن الجانب السلبي هو ما يعنيه ذلك: بوتين يثق به. ويعتبر أن كل ما نراه في  حرب بوتين على أوكرانيا، عدا عن الطائرات المسيّرة وبعض الوسائل الأخرى، لا يمكن أن نسميه حرباً في القرن الحادي والعشرين. بل هو، في الحقيقة، من الحرب العالمية الأولى، وليس من العالمية الثانية فقط. 

المؤرخ يقول بأن بوتين يبدل أهداف الحرب ومهامها وفقاً لتبدل الوضع على الجبهة. لكن "الحرب مع الناتو"، لا يزال أحد ثوابت خطاباته الأولى منذ إعلان حربه. أما الكلام عن نزع نازية أوكرانيا وهويتها القومية فقد إختفى منذ أواسط الصيف. ويعتقد أنهم سيقولون الآن في روسيا "لقد بدأنا الحرب من أجل أمر ما، فلننها من أجل أمر ما"، ويرى أن هذا القول يعني إعداد المنصة للإعتراف بنتيجة الحرب ليس بالشكل الذي بدأته. 

أما استاذة الإقتصاد فتقول أنه لخوض الحرب على القيادة العسكرية أن تحل الآن مسألتين. الأولى النقص في الذخيرة والآليات، والثانية النقص في عديد المقاتلين. المصانع الحربية تعمل الآن في ثلاث ورديات، وهي تحاول إنتاج الذخيرة لتعويض الجبهة خسائرها. كثيرون من الكادرات العسكرية قتلوا أو جرحوا في الحرب، والبعض تمكن من إنهاء العقد والخروج من القوات المسلحة، ولتعويض الجبهة خسائرها البشرية أعلنت التعبئة العامة "الجزئية". 



 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها