الأربعاء 2019/10/02

آخر تحديث: 07:13 (بيروت)

براءة الحريري.. وخطيئته الوحيدة

الأربعاء 2019/10/02
براءة الحريري.. وخطيئته الوحيدة
increase حجم الخط decrease
أمام فضيحة مكتملة الاوصاف، تجمع بين السلطة والجنس والمال، لا يمكن غض النظر، ولا البقاء على الحياد. لكن ثمة حاجة لتفكيك عناصر تلك الفضيحة التي تقدم مادة دسمة للمتابعة يعز نظيرها في لبنان، حيث السلطة ورجالها يقفون في الغالب خارج جدلية الجنس ومغرياته، إما لخلل جسدي او عيب نفسي او ربما خوف زوجي..وهو الاكثر شيوعاً.  

فضيحة الرئيس سعد الحريري مع العارضة الجنوب افريقية كانديس فان در مروي، توفر للجمهور اللبناني فرصة ترفيه إستثنائي. سبق أن تورط مسؤولون او سياسيون لبنانيون كبار في علاقات خارج الزواج، لكنها كانت علاقات جنسية عابرة، لم تترك أي أثر على زيجاتهم، او على شعبيتهم، بل لعلها خدمت الاثنين وزادتهما رسوخاً، لا سيما وان المجتمع اللبناني يحترم في المبدأ مؤسسة الزواج، لكنه يحترم أكثر فحولة الزعيم ومغامراته النسائية.

لن يكون الحريري إستثناء لتلك القاعدة (العالمية). فهو لن يلام، ولن يعاب عليه أنه أغوى فتاة جميلة، وليست فاتنة كما يبدو من الصور والفيديوهات المتداولة عنها الآن. بل يعاتب فقط على المبلغ المالي الهائل الذي دفعه لقاء رفقة لم تدم سوى بضعة أيام، وهو ما لا يمكن تبريره بأي شكل من الاشكال، مهما كانت مكونات الرفيقة وتفاصيلها ومهاراتها وخبراتها.. التي يمكن ان تتوافر في الكثيرات من فتيات لبنان او سوريا او مصر او بقية بلدان الامة العربية.

هذا هو السر الوحيد الذي يشغل البال: 15 مليون دولار ، ثم مليون دولار إضافي، بدل النوم مع الفاضلة كانديس فان دير مروي، لعطلة نهاية أسبوع، كما ورد في أوراق القضية التي اقفلت الشهر الماضي في المحكمة الجنوب افريقية في كايب تاون، من دون البوح عن تفاصيل تلك العلاقة الغريبة التي جمعت بين رئيس حكومات لبنانية متعددة وبين فتاة لم تبلغ العشرين من عمرها. كيف بدأت؟ وأين ؟ وهل كانت حفلة جنس جماعي إستحقت عليها الرفيقة كانديس تلك المكافأة السخية؟ ومن هم بقية الرفاق والرفيقات في الحفلة؟ المؤكد أنها لم تكن قصة حب عاصفة، وإلا لكانت الادلة قد ظهرت في الكايب تاون كما في بيروت، ولكان الحريري قد نال الاستحسان والتقدير وربما التشجيع.

ولهذا السر وجه آخر لم يتم التوقف عنده مطولا، وهو أن الرفيقة كانديس نفسها أسهمت في التسبب بالفضيحة وفي تضخيمها الى هذا الحد، عندما قررت إعادة فتح القضية واللجوء الى المحكمة التي سبق أن برأتها من الضرائب على مبلغ ال16 مليون دولار الذي دخل في حسابها فجأة، ورفعت في كانون الثاني الماضي دعوى تطالب فيها الدولة الجنوب افريقية بتعويض مالي قدره 65 مليون دولار بالتمام والكمال عن ما وصفته ب"الاضرار المالية والمهنية" التي لحقت بها جراء ملاحقة السلطات الضريبية لها..وهي الدعوى التي كانت تعرف أنها ستخسرها قبل ان يصدر الحكم النهائي قبل اسبوعين.

لم تكن تلك الدعوى المثيرة هي التي كشفت إسم الحريري، الوارد في الاوراق الاولى برغم محاولة تمويه فاشلة جرت عندما تسرب إسم أحد مساعديه، الذي كان، كما يبدو، حاضراً في حفل المجون الباهظ التكاليف، في أحد منتجعات جزر السيشل قبل ست سنوات. لكنها كانت دليلاً يعتّد به على أن الرفيقة كانديس إبتزت رئيس وزراء لبنان منذ البداية، بناء على معطيات خفية، غير تلك التي توحي بها تفاصيل جسدها الشاب، وهي إستأنفت محاولة الابتزاز هذا العام، علّها تحصل على مبلغ خيالي جديد، لكنها لم تفلح. وهو الاستنتاج الذي لم يرد في تقرير ال"نيويورك تايمز".

هنا لم تعد الفضيحة بين شخصين، او بين فريقين، او بين أسرتين. كادت تصبح فضيحة بين دولتين ذات سيادة، تربطهما علاقات حميمة، هي أقل من تلك التي ربطت بين الشيخ سعد والآنسة كانديس، لكنها أقوى من أن يعكّر صفوها مجونٌ متبادلٌ، وباهٌ مشتركٌ، وفجورٌ من جانب واحد.. كاد يعرض موجودات لبنان من العملات الاجنبية لنزف إضافي خطير.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها