الإثنين 2018/06/18

آخر تحديث: 12:24 (بيروت)

هل جنّس الجميّل فراس الأسد؟

الإثنين 2018/06/18
هل جنّس الجميّل فراس الأسد؟
increase حجم الخط decrease

رغم أن مفاعيل مرسوم التجنيس المثير للجدل لم تنته مع طعون سياسية وتدقيق للأمن العام في الأسماء الواردة فيه، خرج فراس رفعت الأسد، ابن عم الرئيس الحالي، بإدعاء آخر مفاده أن الرئيس اللبناني أمين الجميّل قدم الجنسية له بناء على طلب والده نائب الرئيس السوري حينها!

فراس، وبخلاف أخوته غير الأشقاء، لم يعد محظياً عند والده منذ فترة طويلة، نتيجة صراع أجنحة الزوجات في العائلة. لذا، يتحدث فراس بشكل طبيعي وصريح عبر حسابه على موقع "فايسبوك"، متناولاً أحداثاً سياسية لعب فيها مع والده أدواراً وأدى فيها مهمات ليست بالهينة.

مهّد فراس كلامه بمقدمة بسيطة: "على سيرة مرسوم التجنيس لبعض السوريين والذي شكل فضيحة سياسية وأخلاقية في لبنان، أفكر في أن أروي لكم حكاية خاصة جداً يتقاسم أدوار البطولة فيها بشكل أساسي كل من نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد، والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل.. وقد كان كل منهما في منصبه وقتها".
كانت عائلة الأسد تُوزع جوازات السفر الدبلوماسية على أفرادها مثل الإعاشات على أساس انهم أعضاء بعثة سوريا الى الامم المتحدة في جنيف، وفقاً لرواية فراس. لكن الأخير فشل في الحصول على تأشيرة الى لندن. بيد أن رفعت الأسد، ورغم استلامه منصباً رسمياً، كان بين عامي 1984 و1992 شبه مقيم في أوروبا حيث نسج شبكة علاقات أوروبية وزرع استثمارات عقارية واسعة في فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وسويسرا ولوكسمبورغ وجبل طارق وليشتنشتاين وموناكو. طبعاً كلها كانت بعرق جبينه ومن عائدات اختراعاته العبقرية.

عربياً، كان رفعت على علاقة قديمة بالرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل. وهي علاقة لم يكن فراس يعرف عنها شيئاً "حتى أتى ذلك اليوم الذي حملت فيه جواز سفر لبناني وأصبحت مضطرا ًإلى الإجابة عن سؤال: هل أنت مواطن لبناني؟".

عام 1986، رفضت القنصلية البريطانية في جنيف منح فراس تأشيرة دخول، بعد سنوات من حصوله عليها بسهولة. والسبب هو اتهام لندن المخابرات الجوية السورية بمحاولة تفجير طائرة مدنية إسرائيلية انطلاقاً من مطار هيثرو في لندن.

بعد ايام على ابلاغ رفعت نجله بسعيه لحل هذه المسألة، جاء الفرج.  "اتصل بي والدي يوما ليخبرني بأن في حوزته جواز سفر لبناني باسم فراس الأسد وقد صدر بأمر الرئيس الجميل وأنه سوف يرسله لي قريباً، ثم اتصل مرة أخرى بعد بضعة أيام ليقول إن هناك خطأ صغيراً في المعلومات الواردة في الجواز وبأنه طلب إصدار جواز سفر جديد مع تصحيح الخطأ. وبعد فترة وصلني من والدي فعلاً جواز سفر لبناني نظامي مائة بالمائة وباسمي الشخصي وعليه جميع معلوماتي الخاصة كتاريخ الميلاد وغيره، و لم يكن ينقصه إلا الشيء الوحيد الذي جاء الجواز لأجله… تأشيرة دخول إلى بريطانيا".
رفضت القنصلية البريطانية مجدداً منح فراس تأشيرة على جوازه اللبناني. لكن رفعت وعده بالحصول على جواز سفر لبناني جديد ومعه تأشيرة بريطانية هذه المرة.تفاجأ فراس ب"سهولة استصدار الجوازات اللبنانية المتتالية، وبحسب الطلب وكأننا نطلب بيتزا مع التوصيل من المحل المجاور. لقد صدرت ثلاث جوازات سفر لبنانية في غضون فترة قصيرة، باسم فراس الأسد، و من دون إلغاء جوازات السفر الأول و الثاني وبقيت الجوازات الثلاثة صالحة للاستخدام في الوقت نفسه. حتى في سوريا كان هناك احترام أكبر للقوانين، ولو حدث هذا في سوريا لكانت طلبت إدارة الهجرة والجوازات على الأقل إلغاء الجوازات الأولى حتى لا تكون هناك مخالفة صريحة للقانون، خصوصاً أن الجوازات الأولى غير مطلوبة أصلاً وليس لها أي استخدام".

ليس كلام فراس رفعت الاسد وادعاءاته حقيقة مطلقة، لكنه رأى محقاً في المرسوم الحالي، فرصة سانحة للإدلاء بدلوه في تاريخ استهتار السلطات اللبنانية بالجنسية، تماماً كما تفعل في سائر شؤون البلاد.

ربما على الأمن العام اللبناني المنشغل حالياً بالتدقيق في هذا المرسوم، العودة الى الارشيف لاقتفاء أثر فضائح أخرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها