الخميس 2018/05/31

آخر تحديث: 09:29 (بيروت)

كيم كاردشيان في حضرة ترامب

الخميس 2018/05/31
كيم كاردشيان في حضرة ترامب
increase حجم الخط decrease

وفي اليوم الخامس والتسعين بعد الاربعمئة، يمكن القول بثقة أن الرئيس الأميركي الخامس والأربعين دونالد ترامب عقد أول لقاء قمة حقيقي في البيت الأبيض. علينا ان ننسى رؤساء وملوك وامراء دول العالم الذين تقاطروا الى واشنطن منذ أوائل العام الماضي، في طقسهم التقليدي، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، للمباركة للشاغل الجديد للمكتب البيضاوي الذي يلقبه الإعلام الأميركي افتراضًا بزعيم العالم الحر، وعلينا ان نتفهم حساسية عدم استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى الآن ... لكن اللقاء الذي يستحق عن جدارة وصف القمة حصل أمس الأربعاء في الثلاثين من أيار /مايو.

من حق هذا اليوم ان يدخل التقويم الرسمي الأميركي حين حلت نجمة تلفزيون الواقع الأولى كيم كاردشيان ضيفة رسمية على الرئيس الآتي من تلفزيون الواقع ترامب لتناقش معه مسألة غاية في الأهمية، اصلاح نظام السجون والعقوبات الجزائية في أميركا. السيدة كاردشيان زوجة مغني "الراب" الأفريقي الأميركي المثير للجدل كانييه وست، الذي دأب على التودد لترامب وامتداحه بعد ان أعلن ندمه على عدم التصويت له، والذي لم يرافقها في الزيارة، جاءت الى البيت الأبيض لطرح قضية الأفريقية الأميركية اليس ماري جونسون (63 عامًا) التي تمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة (أمضت منها حتى الآن 21 سنة) بعد ادانتها بجرائم ترويج المخدرات والتآمر وتبييض الأموال.

لكن هذه القضية على المعطى الإنساني فيها ليست جوهر الموضوع. كان بمقدور كاردشيان او زوجها وست ان يناشدا الرئيس، علنًا او ضمنًا، اصدار عفو خاص عن السيدة، وكان سيفعل ذلك وقد بدأ عهده بالعفو عن مرتكبي جرائم أخطر، أبرزهم الشريف الشهير في ولاية اريزونا جو أربيو المدان بانتهاك الحقوق الدستورية لأميركيين من أصول مكسيكية، والمرشح حاليًا بفضل هذا العفو الى مجلس الشيوخ في الانتخابات المقبلة. الاّ أن المناشدة عن بعد، كانت لتحرم نجمي تلفزيون الواقع من لقاء قمة فكان لا بد من عنوان أكبر "اصلاح نظام السجون والعقوبات".

هكذا دخلت "ملكة" تلفزيون الواقع كما تسميها الصحافة الصفراء، والتي ولجت الشهرة من باب علاقتها مع او. جي. سيمسون المتهم بقتل زوجته وعشيقها عام 1994، والذي مهدت تغطية محاكمته الشهيرة لصنف جديد من بث الشاشة الفضية اسمه تلفزيون الواقع، دخلت الى البيت الأبيض، مرتدية فستانًا اسود فوقه سترة رسمية من اللون ذاته لإضفاء طابع رسمي يلهي المشاهد عن ميزتها الجسدية الأبرز، التي لا تزال تثير الكثير من الإعجاب والتعليقات. وحتى يكون للزيارة نكهة عملية التقت اولًا بالمستشار الأبرز وصهر الرئيس جايرد كوشنر الذي رافقها الى "مكتب الحسم" في الجناح الغربي للبيت الأبيض حيث كان الرئيس بانتظارها، فيما غادر الصهر الى منزله في واشنطن العاصمة ليستعد مع زوجته ايفانكا لإستقبال كاردشيان على العشاء بعد انتهاء زيارتها الرسمية.

من لم ير الابتسامة العريضة على وجه ترامب وهو يستقبل كاردشيان، لا يمكنه ان يعرف حجم سعادة الرئيس المعروف باكتئابه شبه الدائم بلقاء زميلة له طالما بزته في عدد المشاهدين "الرايتنغ"، ولا مسارعته الى التغريد على تويتر "لقاء عظيم مع كيم كاردشيان اليوم، تحدثنا حول اصلاح السجون والعقوبات". توحي فرحة الرئيس المعروف عنه ضيقه بالملخصات الصحفية والتقارير اليومية وتفاصيل السياسة الخارجية، أنه يفضل دون شك أن تكون شؤون الدولة أقل جدية وأكثر ترفيهًا وخفة. ثمة مشكلة ملفتة في ذلك وهي انه في زمن التنافس بين نجمي تلفزيون الواقع كان رأي ترامب مختلفًا. كان ترامب السليط اللسان يحرص على الإساءة لكاردشيان. في العام 2013 وفي برنامج إذاعي يستضيفه دائمًا تساءل ترامب هل لدى كاردشيان قوام جميل؟ وأجاب لا، هل لديها مؤخرة سمينة؟ وأجاب بالتأكيد. لكنه بالأمس كان في الموقع المريح له. كان هو الرجل وكان عليها ان تناديه: سيدي الرئيس.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها