حجم الخط
مشاركة عبر
على مدى أربع ساعات ، بقي الرئيس الروسي بوتين ، في 14 من الجاري ، يصول ويجول على المسرح في مسرحية الممثل الواحد ، التي تتكرر سنوياً للمرة 13 منذ وصوله إلى الكرملين . وكانت مهمته هذه المرة ، في مؤتمره الصحافي السنوي ، التمهيد لتمديد "أبديته" في الكرملين ست سنوات أخرى ، ينهي بها ربع القرن الأول من حكم الأجهزة الأمنية لروسيا.
يقول مدون روسي معارض في فايسبوك (13 من الشهر الجاري)، في تعليق على ترشيح بوتين نفسه لولاية جديدة ، أن هذا الأخير جاءه في المنام وسأله لماذا يكرهه . رد المدون قائلاً ، بأن الشعب سيخرج بالفؤوس إذا اشترك بوتين بالإنتخابات من جديد . قال بوتين بانه سيحكم حتى آخر أيامه ، وهو يتسلح "بحبة الأبدية" ، وبالتالي سيحكم روسيا إلى الأبد . لكن "حبة الأبدية" هذه لم تسعف القذافي ، رد المدون على بوتين ، وقال بأن خازوقاً من خشب الأرز اللبناني ، ليس بأسوأ من المشنقة.
جاء بوتين "الأبدي" إلى مؤتمره الصحافي متسلحاً "بانتصاره" السوري ، الذي لم يتحدث عنه مباشرة ، بل تركه يخيم على فضاء المؤتمر ، وانطلق من هذا "النصر الوهمي" ( Le Monde) ليتفرغ في مؤتمره لقضايا روسيا الداخلية ، ما جعل أحد المواقع الروسية يطلق عليه تسمية "رئيس الشؤون الداخلية" . تحاشى بوتين الدخول في جدال مع من ينازعه هذا "النصر" في الولايات المتحدة والغرب عموماً ، ومع من يشكك به في الداخل . فقد تساءل مركز كارنيغي في موسكو ما إن كانت روسيا قد وضعت ، فعلاً ، نقطة النهاية للحرب ، وما إن كانت قد خرجت "منتصرة من النزاع السوري" . بل والأهم من ذلك كله ، حسب المركز، ما الذي يمكن اعتباره نصراً ، وهل فعلاً هُزمت داعش ؟
ويؤكد المركز ، أن الحرب في سوريا لم تنتهِ ، وتبكر جداً روسيا باحتفالها بالنصر . فقد سبق لبوتين أن أعلن في السنة الماضية ، ان وزارة الدفاع الروسية قد نفذت المهمات الملقاة على عاتقها ، وأصدر أمراً بالمباشرة بسحب القوات الرئيسية من سوريا ، لكن الحرب استمرت، مع ذلك. ولا يمكن الحديث عن نهاية فعلية للحرب في سوريا ، إلا إذا ترافق النجاح العسكري مع نجاح على صعيد التسوية السياسية للصراع . لكن ، إذا نظرنا كيف تتناتش الدول الكبرى أكاليل غار النصر العسكري على داعش ، يمكننا أن نتخيل كيف ستتصارع هذه الدول في ما بينها على رؤيتها الخاصة للتسوية السياسية في سوريا ، حسب كارنيغي.
ويستغرب نائب رئيس تحرير الملحق الحربي لصحيفة "nezavisimaya" السرعة ، التي تم فيها سحب القوات الروسية من سوريا ، إذ أعلنت الأركان الروسية القضاء التام على داعش في 6 كانون الأول/ ديسمبر الجاري ، وفي 11 منه أصدر القائد الأعلى أمراً بسحب القوات من سوريا . وترافق سحب القوات هذا مع سحب القوة الضاربة للطيران الروسي بعيد المدى من قاعدة "مازدوك" الجوية الروسية ، وهي القاعدة الأقرب إلى سوريا ، على قوله.
يزعم الرجل ، أن النهاية السريعة للصراع بين داعش ودمشق يعود الفضل فيها لتمكن موسكو من تأليب مشايخ القبائل البدوية السورية على داعش ، بعد تصفية "الذين لم يقبلوا المساومة" منهم. وقد تمكنت موسكو من القيام بهذا الأمر بفضل صفقة بين بوتين والملك سلمان بن عبد العزيز، تمت أثناء زيارة الأخير إلى موسكو منذ حوالي الشهرين. ويقول الرجل ، استناداً إلى معطيات لمركز كارنيغي في موسكو ، أن ثمة صلات قربى بين قبائل البدو السورية والعراقية مع المملكة العربية السعودية ، ومع الأسرة المالكة بالذات ، الأمر الذي مكن الملك السعودي من الضغط على مشايخ البدو هؤلاء للتحول عن تأييد داعش ، مقابل سحب القوات الروسية من سوريا وإبعاد الطيران الروسي بعيد المدى عن القاعدة الجوية الروسية.
بوتين ، الذي لم يتحدث بالمباشر عن "نصره السوري" ، تلقى أسئلة حول سوريا ومعوقات تطبيع الوضع فيها ، ومن سيتحمل مسؤولية إعادة إعمار البنية التحتية ، وكيف يمكن معالجة مشكلة المهجرين ، ومتى يُنجز انسحاب القوات الروسية وسواها من الأسئلة . لكن بوتين كان مختصراً في إجابته وقال ، بأن مشكلة المهجرين لن تتمكن لا سوريا ولا روسيا من معالجتها بمفردها . وأكد ، بأن القضاء على الظلامات التاريخية ، ونشر التعليم ، ورفع مستوى حياة السكان ، هي الطرق الرئيسية لمحاربة الإرهاب.
من جانب آخر ، كان بوتين (صحيفة kommersant ) حاداً في إجاباته على أسئلة الصحافي الأوكراني والبولندي ، وأسئلة الصحافيين الغربيين ، واعرب عن امتعاضه من الولايات المتحدة ، التي تضع روسيا إلى جانب كوريا الشمالية ، ومن ثم تطلب مساعدتها في حل الأزمة الكورية . وقال ، بأن أعضاء الكونغرس الأميركي يبدون بشراً عاديين ، ويرتدون ربطات عنق ، لكن "هل هم بشر طبيعيون؟".
وفي الوضع الروسي الداخلي ، أعلن بوتين (صحيفة gazeta.ru ) أنه لا يترشح باسم أي حزب ، بل باسمه الشخصي ، ووعد بإعفاء حوالي 42 مليون روسي و3 ملايين رجل أعمال من جزء من ديون الضرائب المتراكمة عليهم ، ويبلغ مجموعها 41 مليار روبل.
وحول علاقته بالمعارضة من خارج النظام ، ومنع المعارض الرئيسي من الترشح للإنتخابات الرئاسية ، أجاب بوتين بحدة بارزة على سؤال المرشحة المعارضة كسينيا سابتشاك ، التي حضرت كإعلامية وليس كمرشحة ، كان بودها "خوض مناظرة علنية معك" . وقال ، بأن السلطة "لا تخشى ، ولم تخش أحداً" ، لكنها لن تسمح بتكرار السيناريو الأوكراني في روسيا . وأردف قائلاً " هل تريدون أن نعيش بين "ميدان وآخر" ؟ إن غالبية الروس لا تريد ، برأيه، أن تكون هناك "ميادين " (في إشارة إلى ميدان الثورة الأوكرانية) ، وأن يتجول في الشوارع معارضون من أمثال ساكاشفيلي ؟ ( المعارض الجماهيري الحالي للسلطة في كييف).
من المؤكد أن نجاح بوتين في الإبقاء على الأسد في السلطة ، جعل الطلب يتزايد على صداقته من قبل كل "الأبديين" في المنطقة ، مما جعله يتحول إلى "الزعيم الجديد" للشرق الأوسط ، والذي يطوعه، حسب إعلامه . إن بوتين اليوم هو صديق جميع"الأبديين" في المنطقة من دون استثناء ، من بشار الأسد حتى عمر البشير والمصري والعراقي وسواهم من المتلطين بديموقراطية زائفة ، كما في لبنان.
يقول مدون روسي معارض في فايسبوك (13 من الشهر الجاري)، في تعليق على ترشيح بوتين نفسه لولاية جديدة ، أن هذا الأخير جاءه في المنام وسأله لماذا يكرهه . رد المدون قائلاً ، بأن الشعب سيخرج بالفؤوس إذا اشترك بوتين بالإنتخابات من جديد . قال بوتين بانه سيحكم حتى آخر أيامه ، وهو يتسلح "بحبة الأبدية" ، وبالتالي سيحكم روسيا إلى الأبد . لكن "حبة الأبدية" هذه لم تسعف القذافي ، رد المدون على بوتين ، وقال بأن خازوقاً من خشب الأرز اللبناني ، ليس بأسوأ من المشنقة.
جاء بوتين "الأبدي" إلى مؤتمره الصحافي متسلحاً "بانتصاره" السوري ، الذي لم يتحدث عنه مباشرة ، بل تركه يخيم على فضاء المؤتمر ، وانطلق من هذا "النصر الوهمي" ( Le Monde) ليتفرغ في مؤتمره لقضايا روسيا الداخلية ، ما جعل أحد المواقع الروسية يطلق عليه تسمية "رئيس الشؤون الداخلية" . تحاشى بوتين الدخول في جدال مع من ينازعه هذا "النصر" في الولايات المتحدة والغرب عموماً ، ومع من يشكك به في الداخل . فقد تساءل مركز كارنيغي في موسكو ما إن كانت روسيا قد وضعت ، فعلاً ، نقطة النهاية للحرب ، وما إن كانت قد خرجت "منتصرة من النزاع السوري" . بل والأهم من ذلك كله ، حسب المركز، ما الذي يمكن اعتباره نصراً ، وهل فعلاً هُزمت داعش ؟
ويؤكد المركز ، أن الحرب في سوريا لم تنتهِ ، وتبكر جداً روسيا باحتفالها بالنصر . فقد سبق لبوتين أن أعلن في السنة الماضية ، ان وزارة الدفاع الروسية قد نفذت المهمات الملقاة على عاتقها ، وأصدر أمراً بالمباشرة بسحب القوات الرئيسية من سوريا ، لكن الحرب استمرت، مع ذلك. ولا يمكن الحديث عن نهاية فعلية للحرب في سوريا ، إلا إذا ترافق النجاح العسكري مع نجاح على صعيد التسوية السياسية للصراع . لكن ، إذا نظرنا كيف تتناتش الدول الكبرى أكاليل غار النصر العسكري على داعش ، يمكننا أن نتخيل كيف ستتصارع هذه الدول في ما بينها على رؤيتها الخاصة للتسوية السياسية في سوريا ، حسب كارنيغي.
ويستغرب نائب رئيس تحرير الملحق الحربي لصحيفة "nezavisimaya" السرعة ، التي تم فيها سحب القوات الروسية من سوريا ، إذ أعلنت الأركان الروسية القضاء التام على داعش في 6 كانون الأول/ ديسمبر الجاري ، وفي 11 منه أصدر القائد الأعلى أمراً بسحب القوات من سوريا . وترافق سحب القوات هذا مع سحب القوة الضاربة للطيران الروسي بعيد المدى من قاعدة "مازدوك" الجوية الروسية ، وهي القاعدة الأقرب إلى سوريا ، على قوله.
يزعم الرجل ، أن النهاية السريعة للصراع بين داعش ودمشق يعود الفضل فيها لتمكن موسكو من تأليب مشايخ القبائل البدوية السورية على داعش ، بعد تصفية "الذين لم يقبلوا المساومة" منهم. وقد تمكنت موسكو من القيام بهذا الأمر بفضل صفقة بين بوتين والملك سلمان بن عبد العزيز، تمت أثناء زيارة الأخير إلى موسكو منذ حوالي الشهرين. ويقول الرجل ، استناداً إلى معطيات لمركز كارنيغي في موسكو ، أن ثمة صلات قربى بين قبائل البدو السورية والعراقية مع المملكة العربية السعودية ، ومع الأسرة المالكة بالذات ، الأمر الذي مكن الملك السعودي من الضغط على مشايخ البدو هؤلاء للتحول عن تأييد داعش ، مقابل سحب القوات الروسية من سوريا وإبعاد الطيران الروسي بعيد المدى عن القاعدة الجوية الروسية.
بوتين ، الذي لم يتحدث بالمباشر عن "نصره السوري" ، تلقى أسئلة حول سوريا ومعوقات تطبيع الوضع فيها ، ومن سيتحمل مسؤولية إعادة إعمار البنية التحتية ، وكيف يمكن معالجة مشكلة المهجرين ، ومتى يُنجز انسحاب القوات الروسية وسواها من الأسئلة . لكن بوتين كان مختصراً في إجابته وقال ، بأن مشكلة المهجرين لن تتمكن لا سوريا ولا روسيا من معالجتها بمفردها . وأكد ، بأن القضاء على الظلامات التاريخية ، ونشر التعليم ، ورفع مستوى حياة السكان ، هي الطرق الرئيسية لمحاربة الإرهاب.
من جانب آخر ، كان بوتين (صحيفة kommersant ) حاداً في إجاباته على أسئلة الصحافي الأوكراني والبولندي ، وأسئلة الصحافيين الغربيين ، واعرب عن امتعاضه من الولايات المتحدة ، التي تضع روسيا إلى جانب كوريا الشمالية ، ومن ثم تطلب مساعدتها في حل الأزمة الكورية . وقال ، بأن أعضاء الكونغرس الأميركي يبدون بشراً عاديين ، ويرتدون ربطات عنق ، لكن "هل هم بشر طبيعيون؟".
وفي الوضع الروسي الداخلي ، أعلن بوتين (صحيفة gazeta.ru ) أنه لا يترشح باسم أي حزب ، بل باسمه الشخصي ، ووعد بإعفاء حوالي 42 مليون روسي و3 ملايين رجل أعمال من جزء من ديون الضرائب المتراكمة عليهم ، ويبلغ مجموعها 41 مليار روبل.
وحول علاقته بالمعارضة من خارج النظام ، ومنع المعارض الرئيسي من الترشح للإنتخابات الرئاسية ، أجاب بوتين بحدة بارزة على سؤال المرشحة المعارضة كسينيا سابتشاك ، التي حضرت كإعلامية وليس كمرشحة ، كان بودها "خوض مناظرة علنية معك" . وقال ، بأن السلطة "لا تخشى ، ولم تخش أحداً" ، لكنها لن تسمح بتكرار السيناريو الأوكراني في روسيا . وأردف قائلاً " هل تريدون أن نعيش بين "ميدان وآخر" ؟ إن غالبية الروس لا تريد ، برأيه، أن تكون هناك "ميادين " (في إشارة إلى ميدان الثورة الأوكرانية) ، وأن يتجول في الشوارع معارضون من أمثال ساكاشفيلي ؟ ( المعارض الجماهيري الحالي للسلطة في كييف).
من المؤكد أن نجاح بوتين في الإبقاء على الأسد في السلطة ، جعل الطلب يتزايد على صداقته من قبل كل "الأبديين" في المنطقة ، مما جعله يتحول إلى "الزعيم الجديد" للشرق الأوسط ، والذي يطوعه، حسب إعلامه . إن بوتين اليوم هو صديق جميع"الأبديين" في المنطقة من دون استثناء ، من بشار الأسد حتى عمر البشير والمصري والعراقي وسواهم من المتلطين بديموقراطية زائفة ، كما في لبنان.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها