الإثنين 2025/06/09

آخر تحديث: 19:14 (بيروت)

المخرجة السورية وعد الخطيب تعود إلى مصياف

الإثنين 2025/06/09
المخرجة السورية وعد الخطيب تعود إلى مصياف
المخرجة وعد الخطيب لدى عودتها الى سوريا (فايسبوك)
increase حجم الخط decrease
بعد غياب قسري دام 13 عاماً، عادت المخرجة والناشطة السورية وعد جركس، المعروفة باسم وعد الخطيب، إلى مسقط رأسها مدينة مصياف، برفقة زوجها الطبيب حمزة الخطيب. 

وكان في استقبالها جمع من أهالي المدينة الذين احتشدوا في شوارعها احتفاءً بعودتها، وعبّروا عن فرحتهم عبر الهتافات والأهازيج، ورددوا هتافات الثورة السورية: "مافي للأبد واسقطنا الأسد"، وحملوا شعارات "تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة"، وهي العبارة التي طبعت على الفستان الذي ارتدته الخطيب عند حضورها حفلة جوائز "الأوسكار" العام 2020. 


ووثّق ناشطون لحظة وصول جركس إلى المدينة، في مشاهد مؤثرة تظهر العناق الحار مع أقاربها، وسط زغاريد النساء وهتافات الشباب الذين اعتبروا هذه العودة "علامة على نهاية زمن القمع". واعتبر البعض أن هذا المشهد يعكس تحوّلاً عميقاً في المزاج الشعبي، لا سيما في المناطق التي كانت مغيّبة عن الضوء طوال سنوات الحرب.


غادرت في 2012
المخرجة التي أصبحت واحدة من أبرز وجوه التوثيق السينمائي للحرب السورية، كانت قد غادرت البلاد العام 2012 بعد تصاعد القصف والحصار على أحياء حلب، حيث كانت تعيش وتدرس الاقتصاد، لتجد نفسها لاحقاً وهي تحمل الكاميرا لتوثق مشاهد الحياة اليومية في ظل القصف، ولتتحول إلى واحدة من أبرز الأصوات النسوية في توثيق المأساة السورية من الداخل.
وبرز اسم الخطيب عالمياً بعد فيلمها الوثائقي الشهير "For Sama" (لأجل سما)، الذي تناول تجربتها كأم تحت القصف، وعرض في أكثر من 140 دولة، وفاز بجوائز كبرى من ضمنها جائزة "BAFTA"، كما ترشح لجائزة "الأوسكار" العام 2020، بعد أن حاز على إشادة نقدية واسعة، واعتُبر وثيقة إنسانية نادرة عن الحرب من منظور أمّ وصانعة أفلام في آن واحد.
لاحقاً، أنتجت الخطيب أعمالاً أخرى، منها فيلم "Death Without Mercy" (الموت بلا رحمة) عن الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال سوريا العام 2023، مسلطة الضوء على انهيار البنية التحتية والتقصير في عمليات الإنقاذ، في نقدٍ مباشر للأنظمة المتورطة في إهمال حياة المدنيين.

وتعيش الخطيب منذ العام 2016 في المملكة المتحدة، حيث حصلت على اللجوء السياسي، وأسست إلى جانب زوجها منظمة "Action for Sama" التي تعمل على التوثيق، ونشر الوعي حول قضايا اللاجئين السوريين، والدعوة إلى العدالة والمساءلة الدولية.

وتشكل عودة  الخطيب إلى مدينتها دلالة سياسية وثقافية، خصوصاً في ظل التحولات الجارية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث أصبح الشارع السوري مستعداً  للاحتفاء بأصواته الحرة التي عاشت التهجير والمنفى، ومثلت الثورة خارج سوريا، وعادت الآن لتشارك في إعادة بناء البلاد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها