الإثنين 2025/06/09

آخر تحديث: 18:58 (بيروت)

الشرع عن زوجته: عاشت معي مغامرات...في الكهوف والمداجن

الإثنين 2025/06/09
الشرع عن زوجته: عاشت معي مغامرات...في الكهوف والمداجن
الرئيس أحمد الشرع وزوجته (سانا)
increase حجم الخط decrease
في كلمة لاقت تفاعلاً واسعاً في وسائل التواصل، وخلال لقاء جمعه مع مجموعة من السوريات بمناسبة عيد الأضحى في دمشق، استعرض الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، للمرة الأولى، في مقطع فيديو بثته وكالة "سانا"، محطات من حياته الشخصية خلال سنوات الحرب، مسلطاً الضوء على التضحيات التي قدمتها زوجته، لطيفة الدروبي، ووالدته، ومشدداً في الوقت نفسه على الدور المحوري الذي أدته النساء السوريات في الثورة، وعلى ضرورة إشراكهن في عملية بناء الدولة الجديدة.

منذ 2012
وروى الشرع تفاصيل زواجه من لطيفة الدروبي العام 2012، واصفاً تلك المرحلة بأنها كانت مليئة بالغموض والمخاطر، إذ لم يكن بوسعه إطلاع زوجته على طبيعة عمله لأسباب أمنية. وأوضح أنهما تنقلا خلال السنوات الأربع عشرة الماضية بين 49 منزلاً في ظروف استثنائية، قائلاً: "عشنا في مغارات ومداجن، ومررنا بظروف لا يتحملها سوى من قرر أن يرافق حلم الثورة حتى النهاية".

وقال إن زوجته رفضت جميع محاولاته المتكررة لإرسالها وأطفالهما إلى أماكن أكثر أماناً، مفضلة البقاء إلى جانبه رغم القصف والنزوح والتنقل المتكرر، وأضاف: "قالت لي مراراً: أقل ما يمكن أن أفعله هو أن أكون إلى جوارك بابتسامة". وأكد أن ما عاشاه معاً كان أقرب لحياة الترحال، "لكننا لم نكن نعرف كيف نعيش حياة الترحال، فواجهنا قسوة النزوح بكل عشوائية".


والدة الشرع
ثم انتقل الشرع للحديث عن والدته، التي لم تره في إحدى الفترات لمدة سبع سنوات بسبب اختفائه القسري خلال مراحل العمل السري. وقال إن الجميع كان يعتقد أنه توفي، لكن والدته كانت ترفض التصديق، محتفظة بملابسه ومستمرة في غسلها وكيّها بانتظار عودته. وروى أنها رأت في أحد الأيام حمامة بيضاء حطّت على شرفة منزلها، فاعتبرتها "بشارة" من ابنها، وقالت لمن حولها: "هذه من أحمد، هو لا يزال على قيد الحياة". وبعد أشهر، أتيحت له فرصة إرسال رسالة لها، ليعود إلى أحضانها، في لحظة وصفها بأنها "نقطة تحول بعد سنوات من الألم".

النساء السوريات
وتابع الشرع حديثه ليشدد على أن تجربة عائلته ليست استثناءً، بل تمثل ما عاشه ملايين السوريين، لا سيما النساء. وقال إن المرأة السورية "تحملت فوق طاقتها"، مشيراً إلى أن تأثير الحرب في النساء كان أشد قسوة من تأثيره على الرجال، نظراً لطبيعتها الفيزيائية والعاطفية، مؤكداً أنها صبرت على الفقد، والتعذيب، والتهجير، والفقر، وأثبتت أنها "رافعة لكرامة الثورة وعزتها".

وأضاف أن المرأة كانت حاضرة في كل محطات الثورة، من النزوح إلى السجون، ومن الخيام إلى المغتربات، مؤكداً أن تكريمها لا يتم بالكلمات، بل بمنحها مكانها الطبيعي في قلب عملية إعادة بناء الدولة.

واختتم الشرع كلمته بتأكيده على أن "الوقت قد حان لطي صفحة الألم والانطلاق إلى الأمام"، مضيفاً أن "النموذج السوري للمرأة يجب أن يقدم للعالم بتوازن دقيق، يحفظ كرامتها وعفتها، ويؤكد في الوقت نفسه على دورها القيادي في بناء المجتمع".


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها