وفي الحلقة الثانية من متابعة تطورات القضية تحت عنوان "دراما رفيق"، يتحدث مهنا لـ"المدن" عن التعقيدات التي ترافق المسلسل، فيقول: "بعدما كان مقرراً عرضه في بداية الشهر الحالي، تقدمت نازك الحريري بدعوى لدى قاضي الأمور المستعجلة لوقف بثه، لكن المحكمة ردّت الطلب لأنها وجدت أنه ليس محقاً، ثم ما لبثت أن استأنفت الحكم، وصدر قرار بإيقافه عن البث لمدة 3 أشهر".
الاعتراض على ديانا فاخوري
ويصف مهنا ما يقال بأن نازك الحريري غير راضية عن تجسيد ديانا فاخوري لشخصيتها في المسلسل بـ"الكلام الفارغ الذي لا صحة له على الإطلاق"، ويوضح: "لا بيان صادراً عنها يشرح مشكلتها مع المسلسل. هي رفضت المسلسل منذ 10 سنوات ومن دون أي تبرير"، مضيفاً أن "التبرير الوحيد لها هو أن العمل مسيء وغير جيد، وتتهمنا بأننا لم نحصل على موافقتها مع أنها لم تشاهده"، معتبراً أنه "لا يمكن إطلاق أي أحكام مسبقة على أي عمل قبل مشاهدته".
"ومما تشكو ديانا فاخوري؟!" يجيب مهنا عندما يُسأل عن سبب اختياره لشخصية اعلامية بدلاً من ممثلة لتقديم شخصية نازك الحريري، ويتابع: "هناك العديد من الأشخاص يتم اختيارهم للعب أدوار معينة مع أنهم ليسوا ممثلين، كما أن دورها في المسلسل ليس أساسياً، بل دور رفيق الحريري هو الأساسي". ويشير الى أن العمل يشارك فيه عدد كبير من الممثلين المحترفين مثل أسعد رشدان وجهاد الأندري وميشال حوراني، أما ديانا فاخوري فتؤدي دور زوجته، "أي أن دورها جانبي كما هو حال أكثر من مئة ممثل شاركوا في المسلسل".
ويدافع عن دور ديانا فاخوري بالقول: "إنها إعلامية معروفة، وتشبه نازك الحريري شكلاً، كما أنها تتميز بإلقاء جيد ويمكنها إجادة اللهجة التي تتكلم بها نازك الحريري لأن لهجتها ليست لبنانية 100%، عدا عن أننا كشركة منتجة لا نعود إلى الناس عند اختيار الممثلين".
رفيق الحريري شخصية عامة
في المقابل، يرى مهنا أن رفيق الحريري شخصية عامة، و"أي شخصية عامة تتنازل حكماً عن حقها عندما يتناولها الإعلام أو الفن، ومن لا يرغب في ذلك، فيفترض به ألا يصبح شخصية عامة بل من الأفضل أن يبقى في الظل، وفي حال تناوله أحد عندها يحق له مقاضاته". ويضيف: "لقد جرت محاولات عديدة للتواصل مع السيدة نازك طيلة السنوات العشر الماضية، كما دعيتها لمشاهدة الحلقات قبل عرض المسلسل خلال مقابلة لي على الهواء، وأبديتُ استعداداً كاملاً لإجراء تعديلات عليه، لكنها ترفض لمجرد الرفض، وتلاحقنا بالدعاوى، وكل ذلك يرتّب عليّ وعلى محطة "أم تي في" عطلاً مادياً ومعنوياً لأنني لم أعد بمفردي بل صارت "أم تي في" معي كونها اشترت حقوق المسلسل".
ورداً على سؤال: من الخاسر في كل ما يحصل؟، يجيب: "من المبكر الحديث عن هذا الموضوع.. وبرأيي فإن الخاسر الوحيد هو الجمهور الذي حُرم من مشاهدة عمل بلغت كلفته ملايين الدولارات وكتبه شكري أنيس فاخوري، ويشارك فيه أهم الممثلين اللبنانيين".
تشبيهات رفيق الحريري
إلى ذلك رد مهنا على الآراء التي اعتبرت أن بطل المسلسل لا يشبه رفيق الحريري، قائلاً: "هؤلاء ليسوا سوى ذباب إلكتروني، وينفذون ما يُطلب منهم. هناك فرق بين النقد الموضوعي والبنّاء، وبين التشهير وخلفيات البعض معروفة، بعضها سياسي وبعضها ضد "أم تي في"، وبعضها الآخر ضد أشخاص معينين، ونحن لا نكترث لهم. بعض التغريدات والمقالات التي نشرت معيبة جداً، لكنها تضر من كتبها وليس أي شخص آخر، وأنا أستغرب كيف أن البعض انهال على العمل بالانتقادات مع أنه لم يعرض حتى الآن".
ورفض مهنا في المقابل الردّ على من اعتبر أن في المسلسل استخفافاً بشخصية تعتبر قدوة، واصفاً إياها بـ"الحملات المدفوعة والمضللة"، مضيفاً: "مَن ينتقد عملاص لم يشاهده هو شخص غبي".
مسلسل بملايين الدولارات
ورفض مهنا تحديد كلفة العمل مؤكداً أنها بالملايين، لا بمئات الآلاف، ويشير إلى أن الأرقام في المحكمة، وتابع: "معظم المشاهد تم تصويرها في لبنان، وبعضها في فرنسا وبعضها الآخر في السعودية، وهناك مشاهد تم تصويرها في الإمارات لأن الرئيس الحريري كان كثير التجوال". ويضيف: "المسلسل يعكس البُعد العالمي للرئيس الحريري وأين كان يسافر وكيف كان يتصرف، كما تمت الاستعانة بالأرشيف في أجزاء من العمل وهو ينتمي إلى فئة "Docuseries".
وخلافاً للحملات في مواقع التواصل، يؤكد مهنا أنه راضٍ تماماً عن العمل، ويستدرك: "لكن علينا ألا ننسى أننا صورناه العام 2015، ونحن اليوم في 2025، وربما لو صورته اليوم لكنت اعتمدت طريقة مختلفة في التصوير أو كادرات مختلفة، لكني في وقتها صوّرته بالطريقة التي كنت أراها الأفضل". ويضيف: "اليوم تغيّرت التقنيات، الكاميرات، طريقة العمل، المونتاج. لكن بعد كل ما حصل، ما كنتُ فكّرت اليوم في إنتاج وتصوير المسلسل بل كنت قلت شكراً جزيلاً واستثمرت أموالي في أعمال أخرى ولم أوجع رأسي مع أناس عاملوني بسوء ولم يقدروا قيمة ما فعلناه".
وهل يرى مهنا أن الجدل الذي أثير حول المسلسل يحفز الناس على مشاهدته أكثر؟ فيقول: "لسنا مسؤولين عن الجدل، بل نحن سكتنا 10 أعوام مع أننا تعرضنا للظلم، وهذه المرة الأولى التي نردّ فيها. سعينا وحاولنا كثيراً أن يكون الحل سلمياً، ودعينا السيدة نازك أكثر من مرة لمشاهدة العمل وإجراء تعديلات على الأشياء التي لا ترضى عنها، لكنها رفضت كل شيء. هي رفضت العمل، ومن دون أي تعويض مادي أو معنوي "امسكوه وكبوه بالزبالة وخلص"! ويسأل: "هل يمكن لأحد أن يقبل بذلك؟ هم يتمسكون بذريعة بأننا لم نستشر العائلة مع أن تناول أي شخصية عامة لا يحتاج إلى إذن، شرط عدم التدخل بأمورها الخاصة، وكل ما هو غير عام وهذا ما لم نفعله". ويضيف: "هل عندما قدموا وثائقي عن الليدي ديانا اتصلوا بزوجها وأولادها وطلبوا الإذن منهم؟".
إلى نازك الحريري
وفي الختام وجه مهنا كلمة إلى نازك الحريري قائلاً: "أنتِ إخترتِ طريق القضاء، والأمر يعود لكِ، ونحن وإياك في القضاء". وللمشاهدين يقول: "ولو بعد حين، ستشاهدون المسلسل، لكن كيف وأين ومتى، فإن الوقت هو الذي يقرر". وللرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول: "ليتني أحببتك وقدّرتك بطريقة مختلفة لأن طريقة تعبيري عن حبي لك وإعطائك حقك، كانت قاسية جداً عليّ".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها