أعلن محافظ حمص، عبد الرحمن الأعمى، عبر منشور رسمي في "إكس" ، عن مبادرة لتخليد اسم عبد الباسط الساروت، من خلال إطلاق اسمه على ملعب "بابا عمرو" الشهير في المدينة. وأكد المحافظ أن طلباً رسمياً رفع إلى وزارة الشباب والرياضة لاعتماد الاسم الجديد "ملعب الشهيد عبد الباسط الساروت"، بدلاً من الاسم الحالي "ملعب الباسل".
وجاء
الإعلان بالتزامن مع الذكرى السنوية السادسة لوفاة الساروت، والتي أحياها مئات المواطنين في "ساحة الساعة" وحي بابا عمرو، ومناطق أخرى في سوريا، عبر فعاليات شهدت ترديد أناشيد الساروت ورفع صوره، للمرة الأولى بعد سقوط نظام الأسد، في مشهد أعاد إلى الأذهان أصوات الثورة التي كان الشاب الحمصي أحد أبرز وجوهها. وتفاعل كثير من السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع إعلان المحافظ، مثمنين الخطوة ومعتبرين إياها اعترافاً رمزياً بمكانة الساروت في الذاكرة الجماعية لمدينة حمص والثورة السورية عموماً.
ولد الساروت العام 1992 في حي البياضة بحمص، وكان حارس مرمى نادي الكرامة والمنتخب السوري للشباب. ومع انطلاق الثورة السورية العام 2011، برز اسمه كأحد أبرز منشدي الحراك السلمي في حمص، قبل أن يتحول لاحقًا إلى العمل المسلح في صفوف "كتيبة شهداء البياضة" ثم "جيش العزة". وأُصيب الساروت في معركة ضد قوات النظام في ريف حماة في حزيران/يونيو 2019، وتوفي متأثراً بجراحه بعد نقله إلى تركيا وهو في الـ27 من عمره. وتم تشييعه حينها في مراسم شعبية واسعة، أكدت مكانته الرمزية كـ"حارس الثورة".
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارة الشباب والرياضة أو وزارة الإعلام السورية حول الطلب المرفوع، ما يجعل المبادرة في طور الانتظار الإداري. ومع ذلك، فإن إعلان محافظ حمص يعكس اتجاهاً محلياً نحو إعادة الاعتبار لرموز الثورة، ولو على نطاق رمزي. وكان محافظ حمص، بحسب ناشطين، منح أفراداً من عائلة الساروت منحة للحج هذا العام، وهو ما اعتُبر خطوة لافتة وتقديراً لتضحيات عبد الباسط الساروت.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها