الجمعة 2025/05/09

آخر تحديث: 13:25 (بيروت)

#ميرا_السبية: فتاة علوية اختفت في حمص...وظهرت بالبرقع الأفغاني

الجمعة 2025/05/09
#ميرا_السبية: فتاة علوية اختفت في حمص...وظهرت بالبرقع الأفغاني
increase حجم الخط decrease
ظهرت الشابة  المختطفة ميرا جلال ثابت، المتحدرة من عائلة علوية من مدينة تلكلخ بريف حمص، منقبة بالكامل، وهي ترتدي البرقع الأفغاني الأزرق الذي تفرضه حركة "طالبان" على النساء، وذلك بعد نحو أسبوع اختفائها، في صور تم تداولها على نطاق واسع.

وظهرت ميرا برفقة شاب يدعى أحمد، زعم أنه زوجها، فيما قال معلقون وناشطون وحقوقيون أن المسألة تشكل استكمالاً لمسلسل خطف النساء في سوريا وانتهاكاً لحقوق الإنسان وعودة لزمن السبايا الذي كان حاضراً في البلاد في ظل التنظيمات الإسلامية التي انتشرت فيها لأكثر من عقد.



واختفت ميرا بتاريخ 28 نيسان/أبريل الماضي، بعد ذهابها برفقة والدها لتقديم امتحاناتها في"معهد إعداد المدرسين" بحمص، وسط البلاد، حيث انتظرها الوالد خارج المبنى، لكنها لم تخرج، ومنذ ذلك اليوم، انقطعت أخبارها تماماً، ما أثار حالة من القلق الواسع، وفتح الباب أمام سيل من التساؤلات على منصات التواصل الاجتماعي.

وطوال الأشهر الماضية انتشرت قصص مماثلة لفتيات ونساء من الطائفة العلوية تحديداً، تم اختطافهن أو قتلهن، وفيما تحدثت ناشطات نسويات عن الموضوع لاحقاً مع صور وفيديوهات تثبت الموضوع، تم شن حملة مضادة عليهن بوصفهن كافرات أو فلولاً للنظام السابق حتى لو كان المنتقدون ممن أمضوا جل حياتهم في معارضة نظام الأسد المخلوع.



وتداول ناشطون صوراً لمحادثة نسبت إلى "مديرة الشؤون" في المعهد، ووالدة ميرا، رؤيا، تظهر مقترحاً بمنح ميرا تسهيلاً استثنائياً لتقديم امتحاناتها المتبقية، بشرط الحفاظ على سرية الموضوع. ورغم تردد الأم، وافقت بعدما طمأنتها المسؤولة بأن "لا شيء سيئاً سيحصل"، وأبلغتها بأن ميرا ستحضر الامتحان يوم الأحد.

وعلقت الممثلة السورية يارا صبري على القضية بمنشور ساخر رداً على التعليقات التي تعتبر الأمر طبيعياً وتقلل من حجم انتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة في حقبة ما بعد الأسد: "باعتبارنا مهابيل بالجملة كشعب سوري، فمنتظر منا نصدق إنو الصبية ما انخطفت، وإنما حبت شب لطيف وهربت كرمال عيونه؟! حتى شعب المهابيل بيستاهل رواية أذكى!".

بدوره اعتبر الإعلامي السوري نضال معلوف أن قضية ميرا هي قضية اختطاف، وطالب وزارة الداخلية بفتح تحقيق نزيه، وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة بالحادثة، فيما قال "اللوبي النسوي السوري" أن ما حدث مسرحية مكشوفة، وطالب بفتح تحقيق نزيه وشفاف لمعرفة القصة الحقيقية، كي لا تجبر المختطفات على التغطية على المجرم تحت التهديد.

بعكس ذلك، انتشرت سردية مضادة زعمت وجود علاقة حب منذ نحو عام ونصف، وتوجت بزواج شرعي على يد شيخ، من دون علم الأهل، لكن التسجيلات والصور تظهر عكس ذلك.



ونشر مراسل قناة "الإخبارية السورية" الرسمية أمير عبد الباقي، تسجيلاً مصوراً من منزل عائلة ميرا، ظهرت فيه الشابة بعباءة زرقاء ونقاب، إلى جانب الشاب أحمد الذي يقول أنه زوجها وحبيبها، وقالت في التسجيل أنها غادرت منزلها بإرادتها الحرة، وتزوجت "عن حب"، بعدما كانت تمر بـ"ظروف نفسية قاسية" دفعتها للتفكير بالانتحار.

وفجر الفيديو موجة إضافية من التشكيك، واعتبره كثيرون غير موثوق، مشيرين إلى احتمال أن تكون ميرا مجبرة على الظهور في الفيديو والإدلاء بهذه التصريحات، فيما انتشرت صور لعناصر مسلحة في منزل العائلة. وانتشر وسم #ميرا_السبية، في إشارة إلى قصة الاختطاف أو الزواج بالإكراه.



وتداول ناشطون  مقاطع فيديو سابقة للمراسل عبد الباقي، ظهر فيها برفقة عناصر أمن، وكان الشاب أحمد موجوداً في أحد هذه المقاطع. واعتبرت الصور مؤشراً على وجود معرفة سابقة بين الأطراف، وربما تنسيقاً لفبركة القصة.

في المقابل، نفى المراسل تلك الاتهامات، وقال في فيديو لاحق أن "التسجيل تم برغبة الزوجين، وأن لباس ميرا كان اختياراً شخصياً". لكن بعض الناشطين أكدوا أن ميرا وأحمد توجها إلى منزل العائلة برفقة عناصر أمن، وقالوا أن والدها وشقيقها منعا من التحدث إليها أو التواصل المباشر معها، أثناء التصوير.



ولم تعلن حتى الآن، أي جهة رسمية فتح تحقيق في القضية، لكن السلطات الجديدة في البلاد تعهدت في وقت سابق بحماية الحريات الفردية وعدم التدخل في الشؤون الخاصة وحماية التعددية الدينية، من دون أن يمنع ذلك حالات الخطف والقتل على أساس طائفي، وفيما يتم فتح تحقيقات جنائية في القصص التي تنتشر، لا يتم الحصول على نتيجة وتغيب القصص لاحقاً عن المشهد العام مع ظهور قصص جديدة.

وفيما تبقى قصص خطف النساء محصورة بالأقليات في هذه الفترة، خصوصاً نساء الطائفة العلوية بعد الأحداث الدامية التي حصلت في الساحل السوري مؤخراً، إلا أن ناشطين يتخوفون من أن تتمدد نحو النساء عموماً حتى لو كن من الطائفة السنية، في وقت يتزايد فيه الخطاب الديني المتشدد في الشوارع والمساجد التي باتت تدعو للحشمة وعدم الاختلاط وغيرها بأوامر من وزارة الأوقاف، حسبما أظهرت وثائق رسمية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها