رصاص على الشرفة
وفي أحدث هذه الحوادث، لقيت المواطنة سحر إبراهيم، البالغة من العمر 35 عاماً، مصرعها مساء السبت إثر إطلاق نار مباشر عليها، أثناء جلوسها مع زوجها على شرفة منزلهما، في شارع بيت الطويل بحي وادي الذهب. سحر، وهي معلمة في مدرسة "الحكمة" الخاصة وأم لطفلين، توفيت متأثرة بإصابتها البليغة، فيما نجا زوجها بعد إصابته في يده.
شهود عيان أكدوا أن شخصين ملثمين يستقلان دراجة نارية اقتربا من المبنى وأطلقا النار بشكل مباشر، قبل أن يلوذا بالفرار من دون أن يتم التعرف عليهما.
وكان حي "فرن النازحين" في حمص شهد قبل أسبوعين، حادثة مشابهة عندما أطلق مسلحان النار على عائلة أيمن زيود أثناء جلوسهم في باحة منزلهم. أسفر الهجوم عن مقتل الزوجة لينا عواد وضيف العائلة الشاب مصطفى، إلى جانب إصابة ربّ الأسرة وابنه بجروح متفاوتة.
تكرار الهجمات
وأثار تكرار الهجمات بهذا النمط، وفي أحياء متفرقة من حمص، تساؤلات جدية حول خلفيات الفاعلين وأهدافهم، خصوصاً وأنه في كلا الحالتين، ينتمي الضحايا للطائفة العلوية، مما فتح باب التكهنات حول وجود إما دوافع طائفية تقف خلف هذه الجرائم، أو محاولات لإشعال فتنة داخلية في المدينة التي عانت خلال السنوات الماضية من انقسامات اجتماعية عميقة.
ولم تصدر أي جهة أمنية بياناً توضيحياً حول هذه الحوادث، كما لم يتم الإعلان عن فتح تحقيق رسمي، ما يزيد من شعور الأهالي بالعجز والخوف، ويعزز الشكوك حول صمت السلطات، حسبما يقولون في مواقع التواصل الاجتماعي.
خوف جماعي ومطالب للدولة بالحماية
وبات سكان عدة أحياء في حمص، خصوصاً في وادي الذهب، الزهراء، والنازحين، يتجنبون الجلوس على شرفاتهم أو التواجد في الفضاءات المكشوفة، خوفاً من الرصاص الطائش أو الهجمات المباشرة، في ظل غياب أي رقابة أو تواجد أمني فعّال في الشوارع.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً وتدوينات تنعى الضحايا وتدين ما وصفوه بـ"الاستهتار بأرواح الناس"، مطالبين بانتشار دوريات أمنية راجلة وراكبة لملاحقة راكبي الدراجات النارية المجهولة ومراقبتهم، وفرض قيود صارمة على حمل السلاح.
وتظهر التعليقات في وسائل التواصل انقساماً حاداً في تفسير هذه الظاهرة، حيث يربطها البعض بانتشار السلاح العشوائي وانهيار المنظومة الأمنية، فيما يخشى آخرون من أن تكون هذه الهجمات رسائل منظمة لترهيب فئات محددة داخل المجتمع الحمصي.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها