السبت 2025/05/31

آخر تحديث: 13:54 (بيروت)

تظاهرة ديرعطية احتجاجاً على عودة سليم دعبول: "لا للتلميع!"

السبت 2025/05/31
تظاهرة ديرعطية احتجاجاً على عودة سليم دعبول: "لا للتلميع!"
عودة سليم دعبول إلى ديرعطية
increase حجم الخط decrease
خرج طلاب في جامعة "القلمون" الخاصة في ديرعطية بريف دمشق، الجمعة، في تظاهرة غير مسبوقة شارك فيها أيضاً أهالي البلدة ومنطقة القلمون عموماً، احتجاجاً على زيارة سليم دعبول، رئيس مجلس إدارة شركة "النبراس" المالكة للجامعة، ورفضاً لما سمّوه "عودة رموز الفساد الجامعي من دون محاسبة قانونية".


ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بمحاسبة دعبول، ورددوا هتافات ترفض "تلميع شخصية متورطة في قمع الطلاب لعقود"، في إشارة إلى مسؤوليته عن سياسات فصل واعتقال وتضييق تعرض لها ناشطون طلابيون منذ انطلاق الاحتجاجات في سوريا العام 2011، حين كان يشغل منصب المدير العام للجامعة.



وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في بيان أن الاحتجاجات أتت رداً على الزيارة المفاجئة التي أجراها دعبول إلى الجامعة قبل أيام، معتبراً أن الغضب الشعبي ناجم عن محاولة إعادة تأهيل شخصية ارتبطت لعقود بالنظام السوري القمعي، وسط تجاهل للمحاسبة.



وجاءت زيارة دعبول إلى مبنى جامعة "القلمون" خلال الأسبوع الماضي، بعد سنوات من الغياب، تخللتها اتهامات له بالتورط في ملفات فساد وتضييق على الحريات الطلابية. وتحدث دعبول خلال الزيارة عن "الحرية" و"الانفتاح"، ما أثار سخرية وغضب الطلاب، الذين اعتبروها خطوة رمزية لتثبيت نفوذه مجدداً.



وأصدر "تجمع أحرار ديرعطية"، المكون من أهالي المدينة وذوي الشهداء والناشطين الذين انخرطوا في الثورة السورية منذ بداياتها، بياناً شديد اللهجة عبّر فيه عن رفضه القاطع لزيارة سليم دعبول، واصفاً إياه بـ"رمز الاستبداد والفساد"، ومتهماً إياه باستغلال نفوذ والده محمد ديب دعبول، الذي سمّاه البيان "صندوق النظام الأسود".



وسليم دعبول هو رجل أعمال سوري من مواليد ديرعطية العام 1959، يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة "النبراس" التي تملك جامعة "القلمون"، أول جامعة خاصة في البلاد، ويملك ويدير أكثر من 25 شركة في مجالات التعليم والسياحة والخدمات، من بينها شركتا "ذرى" و"الضيافة"، وشغل أيضاً منصب رئيس مجلس الأعمال السوري-التشيكي. ويُعتبر من أوائل المستثمرين في قطاع الجامعات الخاصة في سوريا، بعد حصوله على أول ترخيص رسمي من رئاسة الجمهورية العام 2002.



ودعبول متهم بعلاقات مالية وعضوية مع كبار رجال النظام السوري السابق، من بينهم رامي مخلوف، كما ارتبط اسمه بتدخلات أمنية داخل جامعة "القلمون" لقمع النشاط السياسي المعارض مطلع الثورة السورية.



وينتمي دعبول إلى واحدة من أكثر العائلات نفوذاً في سوريا، فوالده محمد ديب دعبول، المعروف بـ"أبو سليم"، شغل منصب مدير المكتب الخاص في الرئاسة السورية لحوالي نصف قرن، وعين في المنصب في عهد حافظ الأسد واستمر فيه بعد وصول بشار الأسد إلى السلطة العام 2000.

وكان دعبول الأب يوصف بـ"مفتاح القصر الجمهوري" و"أمين أسرار آل الأسد"، حيث أشرف على توجيه أوامر الرئاسة إلى مختلف مؤسسات الدولة ومتابعة تنفيذها بدقة، واعتبر الرجل الأوثق بالعائلة الحاكمة، وتحديداً في إدارة العلاقة بين الرئاسة ورجال الأعمال وكبار ضباط الأمن، ومنحه بشار الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة في أيار/مايو 2021 "تقديراً لخدماته في مجال الإدارة العامة".

وتتهم عائلة دعبول ببناء إمبراطورية مالية عبر استغلال النفوذ، حيث وثقت تقارير إعلامية معارضة أن الأب والابن حصلا على موافقات استثمارية مقابل عمولات، أو مقابل الدخول في شراكات غير مباشرة مع رجال أعمال موالين للنظام، وكانت العائلة تدير كذلك جزءاً من ثروة آل الأسد، خصوصاً في القطاعات الخاصة بالتعليم والسياحة.

وتعد ديرعطية من المناطق القليلة التي حافظت على استقرار نسبي خلال سنوات الحرب، واشتهرت بمستوى خدمات محلية متقدم نسبياً، بفضل مبادرات العمل الأهلي التي مولها السكان من جيوبهم إضافة إلى تبرعات الجاليات المغتربة من أبناء البلدة. وعبر هذا التشويه والتزوير، احتكرت عائلة دعبول هذا النوع من العمل المجتمعي الحاضر في البلدة منذ عقود، وقدمته تحت اسم مؤسسات الدولة أو عبر شركاتها الخاصة، ما ساعد في ترسيخ نفوذها المحلي وربطه بسياسات الولاء السياسي.

ورغم أن هذه المبادرات كانت تمول غالباً من أموال خاصة لأهالي البلدة، إلا أن استثمارها صبّ في النهاية في تعزيز الصورة الرسمية للسلطة في منطقة يفترض أنها خارج مركز القرار السياسي، وخلق صورة مشوهة عن البلدة بوصفها مدللة من السلطة رغم أنها في الواقع يائسة منها لدرجة تمويل الأعمال الإدارية اليومية من جيوب السكان بشكل منفصل عن الحكومة.


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها