الأحد 2025/05/25

آخر تحديث: 14:38 (بيروت)

تكسير صالة حفلات في سرمدا.. وإغلاق مطاعم في دمشق

الأحد 2025/05/25
تكسير صالة حفلات في سرمدا.. وإغلاق مطاعم في دمشق
مطاعم دمشق (غيتي)
increase حجم الخط decrease
تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر اقتحام مجموعة من المسلحين، صالة للحفلات الموسيقية في مدينة سرمدا بريف إدلب، حيث أقدموا على تكسير الطاولات والكراسي ومعدات الصوت، وأطلقوا النار داخل الصالة، وذلك قبيل انطلاق حفل موسيقي للفنان محمد الشيخ. 
وظهر صاحب الصالة، خالد عثمان، في تسجيل مصوّر، يروي ما جرى، قائلاً: "كُسرت الطاولات، الكراسي، الأجهزة... كان من المفترض أن تُقام حفلة، ونحن صالة معروفة منذ ما قبل سقوط النظام". وأكد أن "قوى الأمن العام" في إدلب تدخلت سريعاً وتمكنت من إلقاء القبض على جميع المتورطين في الحادثة.


وكتب أحد الناشطين: "هذه المجموعات السلفية المتعصبة خطر على النسيج المجتمعي السوري والحريات الشخصية، وهي تهديد لسيادة الدولة... التهاون في قمع هذه الجماعات المسلحة ستكون له عواقب وخيمة على صورة سوريا".


وكتب أحد أصدقاء صاحب الصالة: "أبو وليد عثمان، شاب من مدينة الباب، من أوائل الثوار، قرر يستثمر بصالة أفراح، دفع فيها شقى عمره. شو دخل دم الشهداء بالموضوع؟ ليش كل حدا بده يشتغل بالبلد لازم يضب حاله ويطلع؟".


بالتزامن، أصدرت محافظة دمشق، قرارات تقضي بإغلاق عدد من المطاعم والمقاهي في منطقتي باب توما وباب شرقي، لمدة تصل إلى 37 يوماً. وجاء في نص القرار أن أسباب الإغلاق تتعلّق بـ"تقديم مشروبات كحولية وتنظيم حفلات من دون الحصول على التراخيص اللازمة". ومن بين المنشآت المشمولة بالإغلاق: "نيوترن"، "كوزيت"، "باربر شوب"، "كلاود 9"، و"أبو الزلف". 
وأشار أصحاب بعض المطاعم في تصريحات نقلتها صفحات محلية إلى أنهم تقدموا سابقاً بطلبات للحصول على التراخيص اللازمة، لكن الجهات المعنية لم تبتّ بها بعد.

نقابة الفنانين: لا عمل من دون إذن أمني
وكانت نقابة الفنانين السوريين، برئاسة النقيب مازن الناطور، أصدرت تعميماً رسمياً وجّهته إلى جميع فروعها، يشدّد على منع أي فنان من مزاولة المهنة ما لم يكن لديه "عقد مصدّق" أو "إذن رسمي" صادر عن النقابة أو أحد مجالسها، وذلك بالاستناد إلى كتاب صادر عن وزارة الداخلية السورية.
وحسب التعميم، أصبحت النقابة، وبتفويض رسمي من وزارة الداخلية، مخوّلة بملاحقة أي نشاط فني يُقام خارج مظلتها الرسمية. ويعني ذلك عملياً فرض رقابة أمنية على كل نشاط ثقافي مستقل، بما في ذلك الفعاليات الموسيقية والمسرحية والمعارض الفنية، حتى في الأماكن الخاصة.

تضييق أم تنظيم؟
تأتي هذه التطورات في سياق يُنظر إليه من قبل فاعلين في الوسط الفني والحقوقي على أنه "توسّع في سياسة تقييد المجال الثقافي"، حيث لم يعد ممكناً إقامة أي نشاط فني أو ترفيهي في سوريا، من دون المرور بإجراءات أمنية أو رقابية، محذرين من أن هذا الاتجاه قد يؤدي إلى "إجهاض المساحات المستقلة"، وتقويض فرص العمل الفني الحرّ، وحرية التعبير، خاصة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث يسعى عدد كبير من الشباب لإيجاد متنفس عبر الموسيقى والمسرح والفن كوسيلة للتعافي والانخراط المدني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها