الجمعة 2025/05/02

آخر تحديث: 18:52 (بيروت)

"مهارات": صحافيو لبنان يفتقدون للحماية..ويتخوفون من الصرف التعسفي

الجمعة 2025/05/02
"مهارات": صحافيو لبنان يفتقدون للحماية..ويتخوفون من الصرف التعسفي
وجد الصحافيون أنفسهم أواخر العام الماضي في قلب حرب استهدفتهم بشكل مباشر (المصور الشهيد عصام عبد الله)
increase حجم الخط decrease
لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أطلقت "مؤسسة مهارات" تقريراً حمل عنوان "ملامح الصحافيين/ات في لبنان: من هم، كيف يرون واقعهم، وماذا يقولون عن دورهم؟"، بهدف إبراز تحديات الصحافيين في يومهم العالمي، كخطوة أساسية لفهم واقع المهنة والعمل على تحسين شروطها.
ويأتي الثالث من أيار هذا العام في لبنان، على خلفي واقع استثنائي وثقيل عاشه الجسم الإعلامي، إذ وجد الصحافيون أنفسهم منذ أواخر العام الماضي في قلب حرب استهدفتهم بشكل مباشر، وهددت سلامتهم وأودت بحياة 11 منهم أثناء تأدية واجبهم المهني.


وقالت المديرة التنفيذية لـ"مهارات" رلى مخايل: "لم تكن الحرب وحدها ما أثقل كاهل الصحافيين/ات. فإلى جانبها، استمرت التحديات المتراكمة منذ سنوات، من أزمات اقتصادية واجتماعية عميقة، إلى محاولات مضنية للعب دور رقابي في ملفات بالغة الحساسية، كالإصلاحات ومكافحة الفساد والشفافية المالية، وسط بيئة إعلامية مشبعة بالمعلومات المضللة والشائعات التي تهدد مسار الإصلاح وتعقّد مهمة الوصول إلى الحقيقة".

وإلى كل ذلك، "يواجه الإعلام في لبنان، كما في العالم، تحوّلات متسارعة فرضها التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، في ظل واقع اقتصادي صعب يهدد استدامة المؤسسات الإعلامية وأمان العاملين فيها، ويطرح أسئلة وجودية حول مستقبل المهنة ودور الصحافي في العصر الرقمي". 

انطلاقًا من هذه الخلفية، أطلقت "مهارات" استبياناً لجمع آراء الصحافيين والصحافيات حول أوضاعهم المهنية والاقتصادية والرقابية، وتحليل رؤيتهم لمستقبل الصحافة في ظل التحديات المتعددة التي يواجهونها. وقد خلص التقرير الى النتائج التالية:

• بيئة السلامة المهنية لا تزال هشة ومفتقرة لأي حماية مؤسسية أو قانونية، ما يترك الصحافيين عرضة للعنف والخطر دون تدريب أو تأمين أو مساءلة.
• في المقابل، تشهد غرف الأخبار اللبنانية جهودًا فردية متفرقة للتكيف مع التحول الرقمي، في ظل غياب التأطير المؤسسي الذي يحوّل التكنولوجيا من أداة تمكين إلى عبء إضافي.
• ورغم ذلك، ما زال الصحافيون في لبنان يؤمنون بدورهم الرقابي، لكن هذا الإيمان يصطدم بواقع سياسي وإعلامي منقسم، وتشريعات غير مفعّلة، وبنية مهنية هشة لا تساعدهم على مواجهة الدعاية والشائعات.
• أما في ما يخص أوضاع العمل، فيعاني الصحافيون من عقود شفهية، تفاوتات في الأجور، ضعف التمثيل النقابي، وخوف دائم من الصرف التعسفي، مما يجعل العمل الصحافي في لبنان أشبه بالمجازفة الفردية لا بالمهنة المحمية.

من هنا، رأت "مهارات" أن هذا التقرير يشكّل نداءً لإعادة الاعتبار لحرية الصحافة، لا كشعار احتفالي، بل كمسؤولية جماعية تتطلب حماية الحياة والكرامة المهنية للصحافيين، وتمكينهم من أداء دورهم الحيوي في خدمة الحقيقة والديموقراطية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها