الجمعة 2025/04/25

آخر تحديث: 14:16 (بيروت)

"نقابة الفنانين" السورية تمنح فضل شاكر وأصالة "عضوية الشرف"

الجمعة 2025/04/25
"نقابة الفنانين" السورية تمنح فضل شاكر وأصالة "عضوية الشرف"
increase حجم الخط decrease
منحت "نقابة الفنانين" السوريين، عضوية الشرف لأربعة من الفنانين المعروفين بمواقفهم المؤيدة للثورة السورية، بعد أكثر من عقد من الإقصاء والتخوين والمنع.

وأصدرت النقابة قرارات متتالية وقع عليها النقيب الجديد مازن الناطور، شملت إعطاء العضوية الشرفية للفنان اللبناني فضل شاكر والفنانة السورية أصالة نصري والموسيقي السوري مالك جندلي والمغني الشعبي أحمد القسيم.

وبحسب نصوص القرارات التي تم تداولها لاحقاً في مواقع التواصل، فإن منح عضوية الشرف جاء تقديراً لـ"مسيرتهم الفنية ومواقفهم الوطنية النبيلة من قضايا شعبهم".

ويعيد القرار الاعتبار لفنانين ظلوا لسنوات طويلة مقصين من الساحة الفنية السورية، بعدما وضعوا في دائرة الاستهداف من قبل الإعلام الرسمي والمؤسسات الثقافية التابعة للنظام، بسبب مواقفهم السياسية المؤيدة للثورة منذ عام 2011. وينظر إليه اليوم كخطوة تصحيحية طال انتظارها تجاه أسماء دفعت إلى التهميش لأكثر من عقد.

ولم يتم توضيح سبب اختيار هذه الأسماء بالتحديد وتجاهل مئات آخرين كان قمع النظام السوري يطالهم عبر النقابة بالتحديد، التي تم تحويلها بعد الثورة السورية إلى أداة قمع بيد الأجهزة الأمنية، ما أدى لفصل أكثر من 200 فنان من بينهم نجوم مثل مكسيم خليل وجمال سليمان وغيرهم، ومنعهم من العمل داخل سوريا.

فضل شاكر: موقف معلن من البداية
وكان شاكر من أوائل الفنانين العرب الذين أيدوا الثورة السورية علناً، وظهر في عدة فيديوهات يشيد بالمتظاهرين ويدين النظام السوري، ما عرضه لحملات تخوين وهجوم من الإعلام الموالي للنظام.

وأصدر شاكر مواقف علنية عبّر فيها عن تضامنه مع معاناة الشعب السوري، مشيراً إلى جرائم النظام ضد المدنيين، ومطالباً العالم بالتدخل لوقف المجازر. وكان من الفنانين العرب القلائل الذين استخدموا منابرهم الفنية والدينية حينها للحديث عن الثورة السورية في ظل صمت عدد كبير من الفنانين والمشاهير العرب، خصوصاً في العامين الأولين للثورة السورية.

ويعتبر شاكر واحداً من أبرز المغنين العرب قبل نحو عقدين، لكنه اعتزل الفن واتجه نحو التدين في تجربة طغت عليها المشاكل بسبب علاقته بالشيخ المتشدد أحمد الأسير، فيما تم اتهامه العام 2013 بالمشاركة في أعمال ارهابية طاولت الجيش اللبناني خلال فترة قربه من الشيخ المتشدد. ونفى شاكر مراراً الاتهامات الموجهة له، وبقي متوارياً في منطقة مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبي لبنان، وعاد قبل سنوات إلى الغناء.

وعاد شاكر إلى الساحة الفنية عبر قناته في "يوتيوب" العام 2019 كما ظهر في إطلالات إعلامية أثارت الكثير من الجدل، دافع فيها عن نفسه، ونفى التهم الموجهة إليه، وهذا العام أصدر أغنية احتفل فيها بسقوط نظام الأسد وانتصار الثورة السورية.

أصالة نصري: صوت الثورة السورية
من جهتها، تعد النجمة أصالة نصري أحد أبرز الوجوه الفنية المؤيدة للثورة منذ انطلاقتها، وأطلقت عدداً من الأغاني المناصرة للحراك السلمي مثل: "آه لو الكرسي بيحكي".

ودفعت نصري ثمناً باهظاً لهذا الموقف، حيث تم فصلها من نقابة الفنانين في عهد النظام البائد، ومنعت أغانيها من العرض في وسائل الإعلام الرسمية، وأزيل صوتها من شارات بعض المسلسلات السورية، كما تعرضت لحملات تخوين وتشويه لصورتها، ووصفت بأنها ناكرة للجميل، ومنعت من دخول سوريا، وتعرضت لهجمات ممنهجة لم تقتصر على الإعلام الرسمي، بل شارك فيها عدد من زملائها الفنانين الموالين للنظام، الذين كانوا يرفضون حتى ذكر اسمها في المقابلات وكأنها مرض معدٍ يجب الابتعاد عنه.

وكان يتم التذكير دوماً بأنها أجرت عملية جراحية بدعم من الرئيس السابق حافظ الأسد في طفولتها، في محاولة لفرض شعور دائم بالامتنان تجاه النظام، وهو ما رفضته أصالة التي لم تر في هذا الدعم مبرراً لتجاهل القتل والظلم والانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق السوريين.

وعقب سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024، عبرت أصالة عن فرحتها بتحرر بلادها، ونشرت عبر منصات التواصل، وكتبت في رسالة مؤثرة: "أصلنا.. نحنا كل أهل سوريا بنشبه أهل الحارة اللي بكل العالم ما في من هيك حارة، الناس فيها مخلوطين من ديانات مختلفة وثقافات مختلفة، وبساطة، وشهامة، ومحبة، وتسامح، وتسامح، وتسامح. وما في شي حيخلينا نتجاوز ونكبر ونحقق ونعلى غير التسامح. ومارح نقول مو وقتها لسه الجرح طازة! رح نقول نحنا أهل سوريا العظيمة الطيبة، سوريا التاريخ اللي بيعشقها شعبها ودفع دمه فداها".

مالك جندلي وأحمد القسيم
وينضم إلى القائمة الموسيقي السوري مالك جندلي، المعروف بأعماله التي مزج فيها الموسيقى الكلاسيكية الغربية مع الألحان الشرقية، وأطلق عام 2011 مقطوعته الشهيرة "وطني أنا" تضامناً مع الثورة، وتعرض على إثرها للاعتداء على عائلته في مدينة حمص.

أما القسيم فهو واحد من الفنانين الشعبيين من منطقة حوران جنوب سوريا، وينحدر من مدينة الحراك في درعا. وقدم الأغنية الشعبية منذ تسعينيات القرن الماضي، وأصدر أغنيات داعمة للثورة السورية بعد العام 2011، من بينها "ارفع راسك فوق انت سوري حر".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها