"صهرنا" عمدة نيويورك.. فرح سوري بفوز زهران ممداني

المدن - ميدياالأربعاء 2025/11/05
Image-1762340749
عمدة نيويورك زهران ممداني يقبل يد زوجته السورية الأصل راما دواجي خلال الحملة الانتخابية في حزيران الماضي (غيتي)
حجم الخط
مشاركة عبر

أثار فوز زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك تفاعلاً واسعاً في الأوساط السورية داخل البلاد وخارجها، وبدا كأنه احتفال بانتصار رمزي يتجاوز السياسة المحلية الأميركية، ليأخذ في وعي كثيرين طابع "القرابة"، ويترجم في شبكات التواصل إلى موجة تعليقات لم تتردد في إطلاق لقب "صهرنا" على السياسي الشاب ذي الأصول المهاجرة، في مشهد جمع بين الدعابة والافتخار، واستعاد لحظة عاطفية فريدة تمثلت في مقطع مصور ظهر فيه ممداني يقول بالعربية وبلهجة شامية واضحة: "أنا صهركم من الشام".

 

"ميم" اجتماعي

وتحول اللقب، الذي بدا للوهلة الأولى نتاج لحظة ساخرة، بسرعة إلى ميم اجتماعي يغذيه زواج ممداني من الفنانة السورية الأميركية راما دواجي، ويكرسه حضور لغوي غير متوقع لسياسي أميركي يستخدم تعبيرات محلية مألوفة لدى جمهور سوري مازال متشظياً ويبحث في لحظات متفرقة عن شبه هوية أو عن "قريب ناج" يمكن الانتماء إليه.

 

 

 هذه المشاعر التي اجتاحت منصات التواصل، عبّرت عنها المحامية السورية المقيمة في ألمانيا نهلة عثمان، بقولها إن ملامح نيويورك السكانية والاجتماعية المتنوعة باتت ممثلة أخيراً أيضاً في السياسة، قبل أن تتبع ذلك بعبارة: "مبروك صهرنا".

 

 

 بينما دعا الكاتب خالد قنوت، إلى التأمل في مشهد الفوز: "ضروري المشاهدة والتعلم كيف نمارس السياسة بالعقل والعلم والصبر، مبروك ممداني، مبروك ساندرز" في إشارة إلى أن أي شخص يستحق أن يفوز بغض النظر عن هويته وعرقه وديانته في نظام الحكم الديموقراطي، في إسقاط مباشر وناقد للواقع السياسي في سوريا، وأضاف قنوت في منشور آخر: "مبروك ممداني..صهر السوريين".

 

 

 وبينما غلب الطابع الاحتفائي على غالبية التفاعلات، اختار الصحافي السوري نضال معلوف زاوية أكثر تهكماً، حين قال إن مؤيدي أحمد الشرع الذين يرفضون في بلادهم فكرة أن يتولى الحكم شخص غير مسلم، عبّروا عن فرحهم بفوز مسلم أقلي في مدينة نيويورك ذات الغالبية المسيحية، وهي مفارقة  برأيه تكشف ازدواجية في المعايير لا يمكن تجاهلها، وإن حملت أملاً في شيء من التحول.

 

 

كما انتشرت فيديوهات تعريفية بممداني وزوجته السورية، وأرفقت بتعليقات على شاكلة "صار صهرنا"، "أقرب سياسي لقلب الشوام"، أو حتى "حلم كل لاجئ صار حقيقة"، بينما تم تداول مواد تعريفية بالعربية والإنجليزية عن أصوله الأوغندية الهندية، ونشأته السياسية في نيويورك، وفوزه على الحاكم السابق أندرو كومو بنسبة لافتة، وخطابه الناري ليلة الفوز، الذي قال فيه: "هذه مدينة المهاجرين، وسنحكمها بعقل المهاجرين"، وهي جملة وجدت طريقها سريعاً إلى جمهور سوري يعيش في أوروبا وأميركا، ويبحث عن لحظة صدق سياسي أو عن مكان ما زال يسمح بالتمثيل والمشاركة من دون منطق الفرز الأمني أو القومي أو الطائفي.

ولئن بدا التفاعل مع فوز ممداني محكوماً بقوة القرابة الرمزية وببهجة لغوية ربطت بين نيويورك ودمشق بطريقة هجينة، فإن ما لا يمكن تجاهله هو ما سماه البعض "فرحاً زائداً" كمؤشر على فقر شديد في فرص التمثيل لدى شعوب ما زالت تعتبر الفوز في انتخابات بلدية أجنبية فرصةً مختطفة واحتمال حياة لا تتيحها خرائط الموت والانتماء الضيق في البلاد الأصلية.

 

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث