انتشرت صورة في مواقع التواصل الاجتماعي لاعتقال الموسيقي الروسي الشاب فلاديسلاف ليونتييف، أحد أعضاء فرقة "ستوب تايم" المناهضة للغزو الروسي لأوكرانيا، بشكل يصور "الدولة الاستبدادية والأجيال الشابة التي تقاومها بشجاعة".
وأثارت قضية الفرقة اهتماماً عالمياً في الأسبوعين الماضيين، خصوصاً بسبب الشجاعة التي أبداها الموسيقيون الشباب في لحظات اعتقالهم وعرضهم للمحاكمة في بلد استبدادي، حيث تصدرت صورهم الصحف ووكالات الأنباء.
وبدأت القصة في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما حكم على مجموعة من الموسيقيين الروس الشباب الذين ذاع صيتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بعد عزفهم لأغنيات محظورة مناهضة للكرملين، بعقوبات سجن مشددة، في وقت تشدد فيه السلطات قبضتها على العازفين في الشوارع الذين نظموا عروضاً تضامنية في أنحاء روسيا دعماً لهم.
وكان أعضاء فرقة "ستوب تايم" اعتقلوا في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر بعد أدائهم أغنية "تعاونية بحيرة البجع" (Swan Lake Cooperative) للمغني الروسي المنفي نويز إم سي (Noize MC) المعروف بانتقاده العلني للكرملين، في أحد شوارع سانت بطرسبورغ المزدحمة، حسبما نقلت وكالة "رويترز" حينها.
وقالت المغنية الرئيسية في الفرقة ديانا لوغينوفا، البالغة من العمر 18 عاماً للصحافيين قبيل جلسة محاكمتها: "قوة الموسيقى مهمة، وما يحدث الآن يثبت ذلك"، فيما ألهم عرض "ستوب تايم" في شارع نيفسكي بروسبكت في وسط المدينة موجة من العروض التضامنية لأغانٍ مناهضة للكرملين قدمها موسيقيون شبان في مدن روسية مختلفة، بينها يكاتيرينبورغ وموسكو وسانت بطرسبورغ. واعتُقل عدد من هؤلاء العازفين ووجّهت إليهم تهم بارتكاب "مخالفات بسيطة".
وكانت أغنية "تعاونية بحيرة البجع" حُظرت في روسيا في أيار/مايو الماضي بذريعة أنها تحتوي على "مواقف عدائية وكراهية تجاه الناس" وتشجع على "تغييرات عنيفة في أسس النظام الدستوري"، علماً أن الأغنية لا تتضمن أي إشارة مباشرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو إلى الحرب في أوكرانيا، لكن هذه التهم الفضفاضة باتت رائجة في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
وتلقت المغنية لوغينوفا حكماً بالسجن 13 يوماً بتهمة "الشغب البسيط" بعدما أنهت بالفعل عقوبة سجن أخرى مدتها 13 يوماً مرتبطة بعرض أغنية "نويز إم سي"، كما فُرضت عليها غرامة قدرها 30 ألف روبل (حوالي 369 دولاراً) بسبب أدائها أغنية أخرى لفنان مناهض للكرملين.
أما عازف الغيتار في الفرقة ألكسندر أورلوف فحُكم عليه أيضاً بالسجن 13 يوماً بتهمة "تنظيم تجمع غير قانوني"، بينما يواجه عازف الطبول فلاديسلاف ليونتييف تهمة إدارية جديدة، بعدما قضى الاثنان فترات سجن قصيرة في وقت سابق من الشهر.
وقال ماكسيم ريزنيك، وهو سياسي معارض سابق في حكومة سانت بطرسبورغ المحلية، أن السلطات ستجد صعوبة في قمع العروض في الشوارع. وأضاففي تصريحات لوسائل إعلام روسية تبث من المنفى: "نحن نتعامل مع جيل كامل من الناس الذين يرفضون القبول بما يحدث. مهما شددت السلطات قمعها، فلن تتمكن من كسر إرادة المقاومة".