عاد ملف رانيا العباسي وأطفالها المفقودين إلى الواجهة، وشغل حديث السوريين في وسائل التواصل، بعدما كتب شقيقها حسن العباسي، منشوراً الإثنين اتهم فيه منظمة "قرى الأطفال SOS – سوريا" بإخفاء هوية فتاة ظهرت في فيديو ترويجي بُث بمناسبة "يوم الطفل العالمي" أواخر العام الماضي، مرجحاً أنها الابنة الكبرى ديما التي فقد أثرها مع والدتها وأشقائها منذ آذار/مارس 2013.
وطالب العباسي المنظمة بإصدار تصريح رسمي يوضح اسم الفتاة التي ظهرت في الإعلان، معتبراً أن امتناعها عن الردّ رغم المناشدات المتكرّرة "قرينة إدانة"، ودعا هيئة المفقودين إلى التدخل ملوحاً بإمكانية فتح تحقيق رسمي في نشاط المنظمة داخل البلاد.
139 حالة بلا وثائق
ولم تصدر منظمة "SOS سوريا" أي بيان للرد على منشور العباسي أو لإيضاح هوية الفتاة المعنية. وكانت المنظمة الأم قد أعلنت في شباط/فبراير الماضي، فتح تحقيق مستقل يشمل مراجعة ملفات الأطفال الذين وضعوا في رعاية مؤقتة بين العامين 2013 و2018، مشيرة إلى 139 حالة بلا وثائق كافية من دون أن تنشر أي أسماء وبتشديد على حماية خصوصية القاصرين.
وتعود قضية رانيا العباسي، وهي طبيبة أسنان وبطلة شطرنج سورية سابقة، إلى 11 آذار/مارس 2013، حين داهم عناصر من فرع الأمن العسكري منزلها في مشروع دمر بدمشق بعد يومين من اعتقال زوجها عبد الرحمن ياسين، لتُعتقل رانيا برفقة أطفالها الستة ديما وانتصار ونجاح وآلاء وأحمد وليان ومنذ ذلك الحين انقطعت أخبارهم تماماً.
3700 طفل مفصولون عن أهلهم
وظهرت مؤشرات قوية على وفاة الزوج تحت التعذيب، بعدما ظهرت صور مطابقة لجثمانه ضمن "صور قيصر" المسربة، فيما بقي مصير رانيا وأطفالها مجهولاً حتى اليوم، وأُدرجت العائلة ضمن أبرز ملفات الإخفاء القسري لدى منظمات دولية، من بينها "العفو الدولية" و"الشبكة السورية لحقوق الإنسان".
وأعادت تقارير صحافية وحقوقية دولية في بداية العام 2025، فتح ملف الأطفال المفصولين عن ذويهم قسراً خلال سنوات الاعتقال، وتحدثت عن وجود بعضهم في دور رعاية تابعة لمنظمات إنسانية، كما أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان امتلاكها قاعدة بيانات لأكثر من 3700 طفل يشتبه في أنهم فُصلوا عن أهلهم خلال سنوات الحرب، ودعت إلى فتح سجلات هذه المؤسسات وتمكين العائلات من الوصول إلى الحقيقة بما في ذلك إتاحة المطابقة الوراثية بإشراف قضائي مستقل.
