تداول ناشطون في مواقع التواصل مقطع فيديو التقطه أحد المواطنين من داخل مركز معالجة التسول في منطقة الكسوة بريف دمشق، ويوثق زيارة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات خلال فعالية حوارية مخصصة لعرض خطة حكومية جديدة لمكافحة التسول.
اللافت في التسجيل لم يكن سياق المناسبة، بقدر ما كان التصريح المفاجئ الذي أدلت به الوزيرة وأثار موجة واسعة من التساؤلات في الشبكات الاجتماعية.
وقالت قبوات في كلمتها إن "نادي ريال مدريد سينشئ العام المقبل، ملعب كرة قدم في الكسوة"، موضحة أن المشروع لن يحمل اسم النادي الإسباني، لكنه سيقام في مركز معالجة التسوّل التابع للوزارة ضمن برنامج أوسع يهدف إلى رعاية الأطفال المتسولين وإعادة تأهيلهم اجتماعياً.
ولم ترفق قبوات هذا الإعلان بأي تفاصيل عن الشراكة أو التمويل أو الجهة المنفذة كما لم يصدر أي تعليق رسمي من نادي ريال مدريد أو مؤسسته الاجتماعية حول المشروع، الأمر الذي جعل التصريح يُتداول بوصفه خبراً غير مكتمل المصدر رغم توثيقه عبر الفيديو.
وجاءت زيارة الوزيرة في إطار جلسة نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع محافظتي دمشق وريفها، لاستعراض ما وصفته بخطة وطنية لمعالجة التسول، بالتنسيق مع وزارات ومؤسسات عديدة، بينها الصحة والعدل والداخلية والتربية والأوقاف، بهدف نقل الفئات الهشة من دائرة الحاجة إلى دائرة الإنتاج.
وأكدت قبوات في كلمتها أن الوزارة ستعمل على رعاية الأطفال المتسولين حتى سن 18، ضمن برامج تشمل محو الأمية والتدريب المهني والدعم النفسي والاجتماعي، مع تأمين احتياجات غذائية أساسية خلال مدة إقامة تتراوح بين ستة أشهر وسنتين. ووصفت الوزيرة ظاهرة التسول بأنها "مشهد مؤلم يعكس عمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المتراكمة في البلاد".
التصريح المتعلق بريال مدريد تحديداً أثار تفاعلاً واسعاً، فرحّب بعض المعلّقين بالفكرة باعتبارها محاولة لدمج الأطفال في بيئة صحية رياضية، فيما شكك آخرون في واقعية المشروع لا سيما في ظل غياب إعلان رسمي من النادي الإسباني، وغياب أي مشروع معلن في سوريا ضمن نشاطات "مؤسسة ريال مدريد" المعروفة بتعاونها مع منظمات دولية في الأردن ولبنان وفلسطين.
وانتشرت في منصات "فايسبوك" و"إكس" مقتطفات من الفيديو، مرفقة بتعليقات تتضمن أسئلة جدية عن مصادر التمويل وخطط الصيانة ومن سيدير المشروع فعلياً. وذهب بعض المنشورات إلى اعتبار أن توصيف "ملعب من ريال مدريد" فضفاض، وقد يشير إلى ملعب تدريبي صغير لا علاقة له بالبنية الاحترافية المرتبطة باسم النادي.