سوري دفن أثاث منزله ستّ سنوات...ماذا وجد؟

المدن - ميدياالاثنين 2025/11/03
كفرنبل ريف إدلب.jpeg
كفرنبل بريف ادلب (غيتي)
حجم الخط
مشاركة عبر

تداول ناشطون مقطع فيديو لرجل سوري عاد إلى قريته في ريف إدلب الجنوبي بعد غياب دام أكثر من ست سنوات، ليكشف حفرة دفن فيها أثاث منزله وبعض مقتنياته الشخصية قبل نزوحه خوفاً من أن يتعرض منزله لعمليات "التعفيش" التي رافقت دخول قوات النظام إلى قرى إدلب خلال  العامين 2019 و2020.

 

 

وظهر الرجل في الفيديو وهو يزيل التراب والحجارة عن باب حديدي صغير ثبته على الأرض بالقرب من منزله في قرية بسقلا، ثم فتحه ليخرج أدوات منزلية مثل مفاتيح المنزل ونوافذ وأبواب داخلية وقطع خشب وحتى علبة زجاجية صغيرة ملفوفة بعلم الثورة، في مشهد سرعان ما تحوّل إلى حالة من التعليق والمشاركة في وسائل التواصل، بين من رأى في المقطع انتصاراً صغيراً لذاكرة النازحين، ومن رأى فيه انعكاساً مريراً لحجم ما عاشه المدنيون من خوف من السلب والنهب إذ دفن الرجل أبواب منزله قبل أن يغادره.

 

قرية بسقلا

وتعود قرية بسقلا إلى ناحية كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، ويبلغ عدد سكانها نحو 2600 نسمة بحسب إحصاءات 2004، وتقع على بعد نحو 10 كلم جنوب غربي معرة النعمان، ضمن منطقة جبل الزاوية التي كانت مسرحاً لهجوم عسكري واسع شنه النظام السوري بدعم روسي خلال شتاء 2020، وانتهى بسيطرته على عدد كبير من القرى والبلدات بينها كفرنبل ومعرة حرمة ومعرة مصرين وجبالا وبسقلا.

وكانت بسقلا واحدة من القرى التي تعرضت لقصف مكثف خلال صيف وخريف العام 2019. ووفقاً لتوثيق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، قُتل في 26 آب/أغسطس من ذلك العام، ثلاثة مدنيين في القرية بينهم أم وطفلة  نتيجة قصف يعتقد أنه روسي، فيما وثّق مقتل طفل آخر في تشرين الثاني من العام نفسه بقصف مدفعي من قبل قوات النظام.

 

إفراغ القرى

وكغيرها من قرى جبل الزاوية أفرغت بسقلا من سكانها خلال تلك الحملة ونزح قاطنيها شمالاً باتجاه مناطق أكثر أمناً ما جعل ممتلكاتهم عرضة للنهب، وهي الظاهرة التي عُرفت شعبياً باسم "التعفيش"، وترافقت مع دخول قوات النظام إلى المناطق الخارجة عن سيطرته، حيث نقلت آلاف الوثائق المصورة لعمليات سرقة الأثاث والنوافذ والأبواب وحتى الأسلاك النحاسية من المنازل والمحال فضلاً عن سرقة الحديد من أسقف المنازل المهدمة وغير المهدمة والتي كانت تجارة رائجة في ذلك الوقت.

ويعكس مقطع الفيديو المنتشر تحولاً عميقاً في وظيفة المكان وفي العلاقة بين الإنسان وبيئته في زمن نظام الأسد، فالمنزل الذي يفترض أن يكون مساحة للحماية تحول إلى خطر محتمل يستدعي التخلي عنه ودفن مقتنياته تحت الأرض والمفاتيح التي عادة ما تحفظ في الجيب أو خلف الباب أصبحت مدفونة في التراب وكأن صاحبها لم يكن يثق بمصير أي شيء فوق سطح الأرض.

 

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث